الوطن

روكز: للثورة على نظام المحاصصة والزبائنية والطائفية

 

رأى النائب العميد شامل روكز «أنّ الثورة آتية لا محالة»، داعياً إلى «الثورة على كل النظام القائم على المحاصصة والزبائنية والطائفية، القائم على حقوق المسيحيين وحقوق المسلمين».

وقال روكز في مؤتمر صحافي عقده أمس في مكتبه في ساحل علما: «اعتدنا، نحن أبناء وبنات المؤسسة العسكرية، تلبية النداء كلما استغاث بنا أحدهم، فلم نفرق بين منطقة وأخرى، ولا بين جنس وآخر، ولا بين طائفة وأخرى. اعتدنا قول كلمة الحق لو مهما صعب لفظها، واعتدنا القيام بالصواب حتى ولو واجهنا العالم كله. اعتدنا تلبية النداء، وصدى النداء اليوم يعج في الآذان والقلوب: نداء استغاثة، نداء وطن مستنزف منهوب، نداء وطن يختنق بل يحتضر على فراش الموت، نداء شعب موجوع مظلوم فقير جائع».

واعتبر أن «الحلم بلبنان الحلم بات بعيداً من الواقع، بعدما غذت الطبقة السياسية التي دارت شؤون البلاد منذ عقود أنفسنا باليأس»، مضيفاً «في القانون، ثمة جرائم تسقط عقوبتها بمرور الزمن. ولكن، ثمة جرائم لا تغتفر، ولا يمكن المسامحة عليها، وعلى رأسها، تلك التي ترتكب بحق الوطن. والجريمة اليوم موصوفة، ومنها يمكن فهم سلسلة الجرائم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية التي ترتكب منذ ثلاثين سنة».

وأشار إلى أنّ «محاربة الفساد تحولت مع السنوات شعاراً فارغاً من المضمون، نسمعه عشرات المرات يومياً كوعد من دون أن يحاسب موظف واحد، أو يلقى القبض على مرتكب واحد، أو تستعاد أموال منهوبة رغم كثرة ما نهب وسرق ونصب».

ورأى أنّ «الأساس يكون بالجواب على سؤال واحد: كيف ستفتح ملفات الفساد وتستكمل بعيداً من المحميات السياسية والطائفية؟ فلن نصدق حتى نرى أفعالاً». وقال: «نحن شعب، هناك من دفع باسمنا أكثر من 70 مليار دولار من الفوائد المصرفية، أي من أموالنا ومدخراتنا وعرق عمالنا، وكلنا يعلم أنها فوائد غير منطقية ولا شرعية ولا مشروعة. نحن شعب دفع أكثر من 40 مليار دولار كلفة طاقة كهربائية لم تصلنا، وهي أموال شرعية لنا، صرفت أو هدرت بصورة غير شرعية. نحن شعب ندفع سنوياً خوات أو إتاوات، بملايين الدولارات، في الفيول وغياب الغاز، وفي احتكار الإسمنت وغيرها من أبواب الهدر المقنع بسوء الإدارة والمناكفات السياسية. نحن شعب نقف مذلولين أمام شبابيك المصارف لنتسول أموالنا الخاصة بالتقنين المهين. بعدما سرقت منا مئات آلاف الدولارات، في كل صفقة، وكل مناقصة، وكل التزام. نحن شعب ينزف كل سنة مليار دولار تهريباً في المرافق الشرعية، وأكثر منها في غير الشرعي منها. نحن شعب رضي بموازنة انتقصت من حقوق العسكريين بحجة التقشف، بينما يتنعم كل منهم في قصوره وسياراته وممتلكاته».

وأكد أنّ «الثورة يجب أن تبدأ على أنفسنا، نحن الذين جددنا لطاقم أنزف ما تبقى من الوطن. ثورة على أنفسنا نحن، كشعب أطال فترة السماح والخضوع لسلطة الزعماء. ثورة على أنفسنا بعدم القبول بأنصاف الحلول والعيش في مزرعة بلا قوانين تنظم حياتنا، وبلا أبسط الخدمات التي من واجب الدولة تقديمها للمواطن(…)» .

واعتبر أنّ «الثورة الأهم اليوم، والحتمية، هي الثورة على كل النظام القائم على المحاصصة والزبائنية والطائفية، القائم على حقوق المسيحيين وحقوق المسلمين. الثورة اليوم على النظام القائم الذي ما عاد صالحاً. الثورة على كل من اعتبر طائفته ومنطقته أهم من لبنان الوطن، الحلم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى