حديث الجمعة

كافكا على الشاطئ… أكثر من رواية

«أرقص.. يجب أن ترقص.. ما دامت الموسيقى تعزف، يجب أن ترقص، لا تفكر حتى في السبب، إذا شرعت في التفكير فسوف تتوقف قدماك. إذا توقفت قدماك فسوف نتعطل نحن، فسوف تتعطل أنت/ لذا لا تفكر في شيء مهما بدا ذلك حمقاً، يجب أن تواصل الخطى.. يجب أن تُمرّن جسمك، يجب أن تحلحل ما قمت بربطه، يجب أن تستخدم كل ما لديك، نعلم أنك متعب، متعب وخائف، هذا ما يحدث لكل شخص.. حسناً، فقط لا تدع قدميك تتوقفان».

«كافكا على الشاطئ» ليست مجرد رواية وكلمات على صفحات تُكتب ثم تعود للرف بلا أي ذكرى!

672 صفحة تعبق بالحياة، روائحوموسيقىوألوانومتاهات تضيع فيها للبحث عن الحياة ومغزاها، الإنسان وتطلعاته وأحلامه واختلاجاته النفسية وسعيه لأن يجد لنفسه مكاناً في هذه الدائرة الفارغة من أي حقائق ثابتة.. رواية فلسفية بامتياز.. واقعية في وصف النفس البشريّة الى الحد الذي يقسو به الواقع ليصبح خيالاً، وأشبه بأحداث سريالية غير مفهومة وغيرِ منطقيّةٍ ممُتدةٍ زمانياً، حيث تشعر إلى حدٍّ ما بأن العبثيّة مُنتظمة في أشكال مشوهة يمكن قبولها داخل الإطار الزمني، لكنّها بحد ذاتها لا تُعبّر عن شيء، سوى سرياليتها الخاصة بها. تتسرّب الرواية شيئاً فشيئاً إلى عقلك الباطن، بطاقتها السلبية والإيجابيّة وتُقسم إلى قصتينِ متوازيتين زمانياً ومكانياً، تُسرد كل قصة في فصل مستقل، تسيران في خطٍ متوازٍ ثم تدخل الشخصيات كلها حيّزاً واحداً، مع بقاء بعض الاستقلالية..

مها هسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى