مرويات قومية

صوتان مدويان في المهجر الأرجنتيني.. الأمين أنطون كسبو الأمينة تمارا للي

الإعلامية بيتي فرح

وكالة انباء آسيادمشق

 

نشرت الإعلامية «بيتي فرح» هذا التقرير في نشرة 18/09/2020 من «وكالة انباء آسيا» ننشره كما كان ورد تحت العنوان التالي: «السوريون في المغترب ومحاولات دعم الوطن الأم تصطدم بالنفوذ الإسرائيلي هناك و «تطنيش» السلطات هنا

ل. ن.

* * *

كتب المؤرخ الأميركي أكرم فؤاد خاطر، عن السوريين الذين يهاجرون من ميناء بيروت « إن معظم هؤلاء الذين كانوا يركبون البواخر من بيروت، هم يعرفون فقط أنهم ذاهبون إلى أميركا، ليس واضحاً ما إذا كانوا يعرفون الفرق بين الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل، كان أملهم الوحيد هو الذهاب إلى أميركا لجمع ثروة والعودة إلى ديارهم» .

الجاليات الأكبر في أميركا اللاتينية .. لبنانية وسورية

يقول رئيس الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين أنطوان كسبو(1) في تصريحات خاصة لوكالة أنباء آسيا معرّفاً عن الجالية السوريةجاليتنا السورية في مجتمع التانغو تسمى ( المغترب السوري اللبناني)، فالهجرة السورية اللبنانية متحدة تاريخياً و اجتماعياً ،و ذات نسيج واحد. مضيفاً أن عدد الجالية يصل إلى ٤ ملايين و نصف المليون، حيث تشكل ١٠% من سكان الدولة الأرجنتينية. مشيراً إلى دور الجالية في سير نتائج الانتخابات البرلمانية، و توزع شبابها في الوظائف الحكومية والمؤسسات الرسمية .

كسبو الذي تراجع عن تقديم برنامجه لمجلس الشعب السوري لأجلٍ غير مسمّى، ريثما يتم التعديل الحكومي، آملاً بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و إلا فالمشروع مصيره الموت في درج المعنيين. وينص المشروع على المطالبة بمقعد في مجلس الشعب السوري يمثل «الجالية السورية في جميع دول العالم المضيفة»، و بالتالي يكون هذا المقعد صلة وصل بين هذه الدولة المضيفة والدولة الأم، لما فيه من منفعة للطرفين .

وبحسب كسبو، فقد اقترح المشروع أيضاً دعم السياحة الشتوية في سوريا عبر تخفيض سعر بطاقة السفر و الفنادق بالتعاون مع وزارة السياحة السورية، و بالتالي دعم الاقتصاد الوطني المنهك .

وزارة الخارجية والمغتربين.. بالإسم فقط!

و يتابع كسبولقد تابعت عن كثب مؤتمرات وزارة الخارجية، التي من المفترض أن يكون اسمها الرسمي (وزارة الخارجية والمغتربين)، و لكن كل ما تقوم به هو التطبيل الإعلامي فقط، مضيفاً « نحن كجالية من حقنا أن نطّلع على الهيكلية الداخلية لهذه الوزارة المتقاعسة، والتي لا نعلم تحديداً لماذا هي موجودة، مشيراً إلى وجوب الفصل بين وزارة المغتربين، والسفارات ذات النهج الديبلوماسي .

و ينوه كسبو إلى اندماج الجالية السورية بشكل ملفت في البلد المضيف، وتوزعها الأساسي في المحافظات الوسطى والشمالية، مشيراً إلى أنها لم تشكل أي قوى سياسية، ولم تؤسس لوبي أو غيتو خاص بها، فاقتصر نشاطها على الحقل الرياضي، الموسيقي، والثقافي والتجاري.

ويستغرب كسبو بالمقابل، من تهميش أسماء سورية مشهورة أبدعت في شتى المجالات في المغترب، و لم تتم الإضاءة على أسمائهم هنا حتى الآن، كالفنان سليم بلاّن، وهو أشهر ممثل و معد برامج للأطفال في الأرجنتين، وكذلك جورج كفروني الذي أنعش الفلكلور الأرجنتيني بغيتاره، معتبراً أن « كفروني تعادل قيمته الفنية هناك، قيمة فيروز في الشرق» .

يختتم كسبو حواره حول دور الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين، حيث تحول مقر الجمعية إلى دار يستقبل الوافدين لحين تحسّن وضعهم « لقد جيّشنا الجناح الإعلامي وأقمنا محاضرات ومقابلات تهدف لنقل الصورة الحقيقية للحرب على سوريا، و قمنا بمظاهرات سلمية أمام السفارة السورية في الأرجنتين» .

* * *

هيمنة صهيونية على الإعلام

من جهتها، الإعلامية السورية_الأرجنتينية تمارا للّي(2) تحدثت لوكالة أنباء آسيا عن قِدم الجالية السورية في الأرجنتين «بدأت الهجرة منذ عام 1860 أثناء الاحتلال العثماني، و تلاه الانتداب الفرنسي الذي قسّم سوريا ولبنان، و أسست الجالية مايقارب ٣٠٠ نادي وجمعية سورية لبنانية في المحافظات الشمالية و الجنوبية، و التي تأثرت سلباً خلال الحرب السورية في السنوات العشرة الأخيرة.

وتابعت: « خلال حكم الرئيسة الأرجنتينية كريستينا دي كيرشنر (2007 – 2015) تم توطيد العلاقات الودية بين البلدين، تجلّت في تعاطف حكومتها مع المقيمين والوافدين السوريين الجدد، ومساعدتهم بمنحهم الإقامة السريعة والعمل». مشيرةً إلى أنه يوجد في الجالية أسماء قوية اقتصادياً، و لكن على مستوى فردي، وأحدهم وصل إلى رئاسة البلاد (كارلوس منعم) الذي للأسف أثر سلبا على جاليتنا، فقد رسم الصهاينة دائرة حوله في ما يخص الجيش و وزارة الداخلية والخارجية، ناهيك عن امتلاكهم للمؤسسات وسيطرتهم على البنوك والإعلام وتحكمهم بالأحزاب السياسية الحكومية «وبسبب الديون الخارجية التي تثقل كاهل البلاد تمت زيارة اسرائيل التي تتحكم بأغلب البنوك الخارجية.

وأضافت للي أن قانون الحكم بالسجن يطبق اليوم على أي شخص يسيء للحركة اليهودية بالقول أو الفعل، بحجة أنه يسيء للسامية، «وهذه العوامل تؤثر كثيرا على نشاطاتنا في الأرجنتين، خاصةً على مستوى الإعلام»

مشيرةً إلى أنه «رغم وجود مؤسساتنا الـ 300، لكنها لم تستطيع ترك بصمة في الساحة السياسية والإعلامية، ولم نستطع أن نمارس مهامنا الداعمة للقضية السورية نتيجة لهذه الهيمنة الصهيونية «.

وتختتم للّي حوارها لآسيا بالإضاءة على إذاعة «الجذور»(3) التي تأسست في 1997 والناطقة باللغة الإسبانية، وهدفها أن تكون جسراً بين الجالية والوطن في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية، ومن أهدافها أيضا كسر الصورة الكاذبة للإعلام العالمي تجاه الوضع في سوريا، «وبالفعل وصل صوت إذاعة الجذور إلى الصحف والإذاعات الأرجنتينية، وبالتالي أصبح رأي الإذاعة بمثابة تصريح رسمي للعديد من الوكالات الإخبارية و المجلات «.

 

هوامش:

1 – أنطون كسبو: اساساً من مدينة «حلب» . تولى في الارجنتين مسؤولية ناظر إذاعة، ويتولى حالياً مسؤولية منفذ عام الارجنتين، محققاً حضوراً لافتاً على صعيد المهجر الأرجنتيني.

2 – تمارا للي: أستاذة جامعية. ناشطة إعلامياً وسياسياً . اساساً من بلدة «يبرود» (الشام) والدها الأمين المميّز بتفانيه الحزبي توفيق للي الذي سبق ان نشرتُ نبذة عنه. مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

3 – إذاعة الجذور: مراجعة ما نشرت عنها على الموقع المذكور آنفاً.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى