الوطن

من سجون «قسد».. الأميركيّون ينقلون عناصر من «داعش» إلى حقل العمر بدير الزور.. وإصابة مرتزقة للاحتلال التركيّ بانفجار عبوة

رغم تحذير دمشق.. منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة تتهم سورية باستخدام غاز الكلور في سراقب!

زعمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تحقيقاً أجرته خلص إلى أن القوات الجوية السورية استخدمت غاز الكلور خلال هجوم على مدينة سراقب جنوب مدينة حلب في 4 شباط/فبراير عام 2018، وهو ما نفته دمشق حينها.

المنظمة أضافت أن «ثمّة دوافع منطقية لاعتبار» أن المروحية السورية ضربت شرق سراقب ببرميل انفجر ناشراً غاز الكلور على مسافة واسعة، ما أدى إلى إصابة 12 شخصاً.

وتابعت أن «محققيها استجوبوا 30 شاهداً وقاموا بتحليل عيّنات أخذت من المكان وعاينوا الأعراض التي أصيب بها الضحايا والطاقم الطبي، إضافة إلى صور التقطتها الأقمار الصناعيّة بهدف التوصل إلى خلاصاتهم».

وأورد تقرير المنظمة أن «الأعراض شملت حالات اختناق، والتهاب في الجلد وآلام في الصدر وسعال»، مشيراً إلى أن  المحققين أبدوا أسفهم «لكون النظام السوري رفض السماح لهم بزيارة موقع الهجوم رغم طلبات متكررة».

ونشرت المنظمة تقريرها الأول قبل عام، مشيرةً فيه إلى أن القوات الجوية التابعة للنظام السوري ألقت أيضاً قنابل تحوي غازي السارين والكلور العام 2017 على بلدة اللطامنة في شمال سورية، وذلك في انتهاك لاتفاق حظر الاسلحة الكيميائية.

وعلى الرغم من اعتراضات سورية وحلفائها ومن بينهم موسكو، سمحت غالبية من دول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية العام 2018 للمنظمة بفتح تحقيق لتحديد هوية الطرف الذي يقف وراء الهجوم، وليس فقط توثيق استخدام سلاح كهذا.

من جهتها تنفي الحكومة السورية أن تكون ضالعة في هجمات كيميائية، مؤكدة أنها سلمت مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي بموجب اتفاق أبرم العام 2013.

وحذّرت دمشق قبل أيام من «تداعيات خطيرة» إذا مرر قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحقها.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ أن مشروع القرار الفرنسي الغربي المقدّم إلى مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية «يمثل دليلاً على النيات العدوانية لبعض الدول ضد سورية».

ودعا صباغ الدول الأعضاء في المنظمة إلى «رفض المشروع لحماية المنظمة من خطر تحويلها من منظمة فنية إلى منصة للولايات المتحدة وحلفائها لممارسة الضغوط واستهداف دولة طرف في الاتفاقية، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل عملها والتعاون معها».

وزارة الدفاع الروسية تحدثت في بيان من جهتها حول قيام «جبهة النصرة» بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» بالتحضير لفبركة حادثة استخدام أسلحة كيميائيّة في ريف محافظتي إدلب واللاذقية.

وقال نائب مندوب روسيا في مجلس الأمن دميتري بوليانسكي إن سورية «قد توقف تعاونها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إذا ما تمّ قبول اقتراح من الدول الغربية للحدّ من حقوق دمشق في المنظمة».

يذكر أن فرنسا اقترحت على منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة اعتماد مشروع قرار يتبنى عدم امتثال سورية لاتفاقية المنظمة.

ميدانيًا، أفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية أمس بأن «قوات الاحتلال الأميركي قامت بنقل العشرات من إرهابيي تنظيم داعش من السجون التي تسيطر عليها ميليشيا (قسد) في محافظة الحسكة، إلى حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، بهدف إعادة استثمار المجموعات الإرهابية واستخدامها لتنفيذ مخططات واشنطن في المنطقة».

ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية قولها إن «طائرتين مروحيتين مخصصتين لنقل الأفراد لقوات الاحتلال الأميركي ترافقهما مروحية من نوع «أباتشي»، نقلت 60 إرهابياً من تنظيم داعش إلى حقل العمر النفطي من سجون مدينة الحسكة بالتنسيق مع ميليشيا قسد».

وأشارت المصادر نفسها إلى أن «نقل هؤلاء الإرهابيين جاء بعد إخضاعهم لدورات تدريبية من القوات الأميركية لدمجهم في ما يسمّى بجيش العشائر»، الذي تشرف عليه بقيادة أحمد الخبيل، الملقب بـ «أبو خولة».

وكانت القوات الأميركية قد نقلت نهاية شهر آذار/مارس الماضي عبر الطيران المروحي 40 إرهابياً من «داعش» من  سجن الهول شرق الحسكة إلى قاعدتها في مدينة الشدادي في ريف المدينة الجنوبي.

ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية قولها إن «3 مروحيات و3 حوامات هبطت في القاعدة».

وجاء ذلك بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» عن  إطلاق حملة ضد «داعش» في مخيم الهول، تحت مسمى حملة «الإنسانية والأمن» لملاحقة خلاياها  في المخيم.

وكانت مصادر ميدانية سورية، أكّدت في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أن مروحيات تابعة للاحتلال الأميركي تقوم بشكل يومي بنقل دفعات من معتقلي «داعش» من سجني غويران والصناعة في مدينة الحسكة، باتجاه قواعدها في العراق، كاشفة أنه يتم يومياً تجميع عدد من السجناء غالبيتهم من الجنسية العراقية في المدينة الرياضية في حي غويران، ونقلهم بالمروحيّات تحت إدارة وإشراف أميركي.

ويقطن في مخيم الهول (40 كم شرق مدينة الحسكة)، نحو 70 ألف غالبيتهم من الجنسية العراقية، من بينهم نحو 12 ألف من زوجات وأطفال معتقلي تنظيم «داعش».

والإثنين أفادت مصادر بأن الجيش السوري أطلق حملة تمشيط واسعة ضد «داعش»، استعداداً لإطلاق «عملية واسعة ضد خلايا التنظيم في الريف الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري وقوات قسد في ريف الرقة».

يأتي ذلك، بعد أن ازدادت في الآونة الأخيرة، الهجمات الإرهابية لخلايا «داعش» على محاور دير الزور وتدمر وريف حماة، كما استهدفت حافلات وصهاريج خلال مرورها على الطرق المنتشرة في المنطقة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى بين المدنيين والعسكريين السوريين.

وفي سياق متصل، أصيب عدد من مرتزقة الاحتلال التركي جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة في منطقة الناصرية في محيط مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي والتي تنتشر فيها مجموعات إرهابية مرتبطة بالنظام التركي.

وذكر مراسل سانا في الحسكة نقلاً عن مصادر محلية أن عبوة ناسفة كانت موضوعة في حقيبة انفجرت بسيارة قادمة من قرية الناصرية قبيل وصولها إلى أحد تجمّعات مرتزقة الاحتلال التركي غربي مدينة رأس العين ما أدّى إلى إصابة عدد من مرتزقة الاحتلال ووقوع أضرار مادية في المكان.

ولفتت المصادر إلى قيام مجموعة من المرتزقة بتطويق مكان الانفجار فيما وصلت سيارتا إسعاف للاحتلال التركي الى المكان.

وتشهد المناطق التي تنتشر فيها المجموعات الإرهابية المدعومة من قبل النظام التركي في ريف الحسكة تفجيرات واقتتالاً بينها على خلفية اقتسام النفوذ في المناطق المحتلة والمسروقات، الأمر الذي تسبب باستشهاد العشرات وتهجير المدنيين عن قراهم وبلداتهم وأراضيهم الزراعية التي استباحها الإرهابيون سرقة وحرقاً لمحاصيلها ونهباً لخيراتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى