أخيرة

نافذة ضوء

القوميّة الاجتماعيّة فلسفة

الحياة الراقية والعيش الكريم*

O nacionalismo – social é a filosofia

de vida elevada e viver decente

يوسف المسمار

في هذا العالم عقيدتان للعيش، وليست للحياة. وهناك عقيدة واحدة للحياة وصالحة للعيش.

أما عقيدة العيش الأولى فهي التي تقوم على مبدأ الظلم والغطرسة والطغيان، بينما تقوم عقيدة العيش الثانية على قاعدة الجبن والخنوع والاستسلام.

فعقيدتا الظلم والجبن مختلفتان في الوسائل ومتفقتان في الغاية التي هي احتقار قيمة الحياة وتفضيل العيش الذليل على الحياة العزيزة.

فإذا استقرّ العالم على هذا النحو، فإن مصير معتنقي عقيدة العيش هو حتماً إلى الهاوية ولن يجدوا مفراً لهم من الهلاك الشامل وسوف لن يبقى على كوكب الأرض أمم أو بشرية، لأن الظلم والجبن كفيلان بإبادة الظالم والجبان.

أما عقيدة الحياة الصالحة للحياة والعيش الكريمين فهي السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية من الدمار، لأنها تقوم على قاعدة مبادئ الحق والعدل وترفض رفضاً كلياً كل ظلم وكل جبن واستسلام لظلم.

 وهذه هي العقيدة القومية الاجتماعية التي تقوم على قاعدة واقع العالم الذي هو واقع بيئات طبيعية وواقع أمم وواقع ثقافات.

 والعناية الطبيعيّة لم تعط أية أمة الحق لتظلم غيرها أو تستسلم لغيرها من الأمم.

إن القومية الاجتماعية هي عقيدة حياة العالم وعيشه بعزة وكرامة الى الأبد وليس عقيدة عيشه العابر ودماره الأبدي بالظلم أو الجبن.

هذه هي عقيدة الحياة الصالحة والجميلة التي تهدف الى تحقيق التنافس بين الأمم في العمل والإنتاج والإبداع لخير الإنسانية جمعاء.

 وبهذه العقيدة تسود أسمى القيم الإنسانية العليا، وتتقدّم البشرية، وتنتصر الحضارة على الهمجية وتتحقق العولمة الإنسانيّة العادلة.

وعلى ضوء هذه الفلسفة نفهم بوضوح مضمون المبدأ القوميّ الاجتماعيّ في قول العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده، حيث يقول:

«إن في المبدأ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ إنقاذاً لا يقتصر على سورية فقط، بل يتناول وضعيّة المجتمع الإنسانيّ كله. ونهضتنا لا تعبّر عن حاجاتنا فقط، بل عن حاجات إنسانيّة عامة».

إن حقيقة القومية الاجتماعية، أذاً، هي أنها عقيدة الحياة الراقية العزيزة التي تعني العيش الكريم للفرد والأمة كقاعدة انطلاق لتحقيق مجتمع العالم الإنساني الجديد الأقيم، حيث تتعزز الفضائل العليا، والقيم المثلى وحيث تتمكن الإنسانية من الوصول الى الخلود البديع.

هذه هي الفلسفة القومية الاجتماعية التي هي جوهر جميع العقائد الحضارية الصالحة لهذا العالم. وكل ما عدا ذلك لا يؤدي إلا إلى السدى والباطل والخسران والخراب.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية بالعنوان نفسه.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى