أخيرة

دبوس

الحرب في أوكرانيا إلى أين؟

لن تكترث دولة الهيمنة لا للتفاقم المتصاعد للأزمات الاقتصادية التي تحيق بأوروبا، وكذلك لنزيف الدم المدرار من قبل الكتلة البشرية الأوكرانية، هي تقدّم لأوكرانيا سلاحاً، وتعلنه على الملأ كبلايين من الدولارات بأسعار غير متهاودة حتى تبدو كأنها مكرمات باذخة، وفي واقع الحال فإنّ المستفيد الأول من هذه الدراما الإنسانية هي مصانع الأسلحة الأميركية، شلال الدم الأوكراني البشري هو الذي سيضع حداً لهذه الحرب، وسيوقف المخطط الأميركي الشيطاني انْ عاجلاً أم آجلاً، أميركا لا يضيرها شيء، هي تقبع في الناحية الأخرى من العالم، وتدير عن بعد تراجيديا إنسانية دموية في أوروبا، بين شعوب من المفترض أنهم أبناء عمومة، وجيران تربطهم في التجميع أكثر بكثير مما يفرّقهم، وفي رأب الصدع أكثر بكثير مما يباعدهم، معادلة الحرب والصراع، ستفضي بالضرورة الى مهاوي الردى بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، وستحيل الدم الأوكراني الذي ينزف بسخاء الى شلالات بلا انقطاع، معادلة مريحة بالنسبة لأميركا، فمصانع السلاح والذخيرة الأميركية، تحقق أرقاماً قياسية في الأرباح، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يضير إمبراطورية الهيمنة، يجب ان تتركز العقيدة القتالية الروسية في أوكرانيا في هذه المرحلة، لتحقيق أهداف ثلاث:
ـ ضرب وتدمير مخازن تجميع وتخزين الذخيرة، بحيث لا تعود مصانع السلاح الأوروبية والأميركية قادرة على التعويض، وتصبح الذخائر في تناقص متواصل.
ـ ضرب وتدمير مكامن تجميع مقومات الطاقة والوقود التي تزوّد الماكينة العسكرية الأوكرانية بالطاقة.
ـ إلحاق أكثر ما يمكن من الخسائر البشرية في صفوف القوات الأوكرانية.
هذا هو ما سيجبر صانع القرار في امبراطورية الشرّ على أن يضع حداً لهذا الصراع مذعناً.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى