اقتصاد

مدير ميناء روتردام من مرفأ بيروت: نعمل في سياق دوليّ وستتمّ صياغة دعم هولندا وفق تقييم البنك الدوليّ

 

زار مدير ميناء روتردام في هولندا، رينيه فان دير بلاس، على رأس وفد ضم ستيفنكوليت، مدير النمو الاقتصادي الدائم في وزارة الخارجية الهولندية، لبنان، بمهمة لتقصي الحقائق وتبادل الخبرات ورؤيته حول الوضع الحالي والاحتياجات والفرص في مرفأ بيروت المدمر.وقال فان دير بلاس في حديث للوكالة الوطنية «هناك الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها، والأولوية القصوى يجب أن تكون لتمكين مرفأ بيروت من تزويد البلد باحتياجاته، خاصة تلك المتعلقة باستيراد السلع الحيوية».

وأثنى على «جهود فريق محطة الحاويات في مرفأ بيروت»، وقال: «قام بعمل رائع لإعادة تشغيل هذه المحطة».

وشدّد على أن «إحدى الأولويات القصوى هي محاولة استعادة سلاسل التوريد في أسرع وقت ممكن، وهناك الكثير من الإجراءات التي يجب اتخاذها، وأحدها تقييم كيفية الاستفادة بشكل أفضل من مناطق المرفأ التي لا تزال سليمة ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذه المناطق لتحسين استخدام الميناء في أسرع وقت ممكنهذا على المدى القصير بالطبع».

وأشاد المسؤول الهولنديّ «بالحماس الذي لمسه من قبل العديد من الأطراف اللبنانية التي أعربت عن حرصها على التعلم من هذه المحنة للمساعدة في تطوير المرفأ من خلال النظر في مخطط رئيسي جديد أو تصميم جديد لمرفأ بيروت».

وحول ما إذا كان ذلك ممكناً بالنسبة للبنان في المرحلة الحالية، أشار فإن دير بلاس الى أنه «بصفته مطوراً للموانئ، لا يمكنه سوى مشاركة خبرته بشأن ما يمكن أن يكون جيداً لعملياتها فقط».

واضاف: «أعتقد أن هناك الكثير من المشاكل الأخرى في لبنان، ولكن البحث عن أفضل الوسائل لتعزيز الكفاءة في النظام اللوجستي للميناء بأكمله وإلقاء نظرة على المخطط العام لهذه المنطقة، وكذلك التفكير في كيفية تحسينها بطريقة آمنة هو امر في بالغ الأهمية»، مشدداً على «أهمية تقييم الحوكمة التي يتم اتباعها لتعزيز عمليات المرفأ».

وتطرّق فان دير بلاس إلى «التكلفة الأوليّة لإعادة إعمار مرفأ بيروت والفترة الزمنية اللازمة لإعادة بنائه»، فاعتبر أنه «من السابق لأوانه إعطاء رقم دقيق».

وأوضح: «سنقوم بعملنا من الخارج في سياق دولي، جنباً إلى جنب مع البنك الدولي وحكومة هولندا. بالنسبة لميناء روتردام وحده، سيكون هذا عملاً كبيراً جداً، لذلك نحن نبحث حقاً في الدور الذي يمكن أن نلعبه، وكيف يمكننا استخدام خبراتنا وتجاربنا في إعادة تطوير مرفأ بيروت. أما فيما يتعلق بالفترة الزمنية لإعادة بناء المرفأ، فينبغي تنفيذ خطة قصيرة المدى في أسرع وقت ممكن، في غضون أسابيع قليلة، ثم أشهر، وثم سنوات للمشاريع طويلة الأمد».

وقال: «يعمل حالياً فريق من الخبراء من ميناء روتردام مع البنك الدولي على التقييم السريع للأضرار في مرفأ بيروت. ينصب تركيز تقييم البنك الدولي على شقين وينظر في سبل الاستجابة للاحتياجات قصيرة الأجل المتعلقة باستيراد السلع الحيوية وإعادة البناء الهيكلي للميناء، مع التركيز على الانتعاش الاقتصادي للبنان. وبالتالي، ستتم صياغة دعم هولندا بناء على نتائج هذا التقييم».

وفيما يتعلق بالأطراف اللبنانية التي ستنسق هولندا معها لتنفيذ دورها في إعادة إعمار ميناء بيروت، أكد فان دير بلاس أنه «في ظل الأوقات العصيبة التي يمر بها لبنان حالياً، يجب تشكيل حكومة جديدة. ينبغي أن تكون هناك سلطة مختصة، لذلك، من المهم جداً بالنسبة لنا أن ننظر بشكل أساسي إلى ما هو مطلوب في هذا الميناءعلى المدى القصير والطويل، في غضون ذلك، أعتقد أن العملية برمّتها ستكون دائماً جزءاً من برنامج دولي أوسع».

يذكر أن هولندا كانت الدولة الأولى التي تعهّدت بتقديم الدعم للبنان (مليون يورو) عقب نداء الصليب الأحمر اللبناني (19.1 مليون دولار أميركي). تم تقديم مساهمة قدرها 3 ملايين يورو من خلال تحالف الإغاثة الهولندي وستذهب الأموال إلى المنظمات غير الحكومية التي تعمل على تقديم المساعدات الطارئة وإعادة الإعمار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى