الوطن

الأسد أمام مؤتمر إعادة اللاجئين: الضغوط الأميركيّة والعقوبات تعوق عودتهم

بمشاركة 27 دولة افتتح «مؤتمر عودة اللاجئين».. انسحاب القوات التركيّة من «نقطة المراقبة الثالثة» في ريف حلب

 

ــ لافروف: حل الأزمة يتطلّب مشاركة المجتمع الدوليّ وتوقف بعض الدول عن تسييس الملف

ــ علي أصغر حاجي: مشكلة النازحين هي نتيجة حرب فرضت على الشعب السوريّ

ــ مشرفيّة: وجود 60 % من النازحين السوريّين، و80 % من اللبنانيّين، تحت خط الفقر

فنغ بياو: استمرار العقوبات على سورية أمر غير مشروع، ويجب العمل سوية لدعم الحكومة

 

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن «هناك دولاً في الغرب تستغل اللاجئين السوريين لأهداف سياسية».

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الدولي لإعادة اللاجئين في دمشق أمس، قال الأسد إن «هذه الدول تمنع اللاجئين من العودة إلى وطنهم عبر الترغيب والترهيب»، مضيفاً: «نعمل بدأب لإعادة كل لاجئ إلى سورية، لكن هناك عقبات كثيرة».

وأشار الرئيس السوري إلى أن «الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج راغبون في العودة إلى وطنهم»، لافتاً إلى أن «اللاجئين يرفضون سياسات الدول الداعمة للإرهاب في سورية».

واتهم الأسد دولاً أوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى «تهجير السوريين، من خلال دعم الإرهاب في بلدهم»، مشيراً إلى أن «هذه الدول حركت داعش في العام 2014 لمنع سورية من تحقيق الاستقرار».

وأعلن أن «مؤسسات الدولة السورية حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين».

لافروف

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حل أزمة اللاجئين السوريين يتطلب مشاركة المجتمع الدولي وتوقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف، مشيراً إلى أن هذه الدول تتحمل مسؤولية معاناة ملايين السوريين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم.

وأوضح لافروف في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أن انعقاد المؤتمر الذي شاركت روسيا في تنظيمه يأتي على الرغم من معارضة بعض الدول لذلك ومحاولاتها تسييس القضية، مشدداً على أن المساعدة في عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم من خلال الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدة أراضيها، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، يُعد بين أهم الخطوات لضمان الاستقرار طويل الأمد في سورية.

وأكد لافروف أن بعض الدول تستمر بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وتقوم بتسييس قضية اللاجئين السوريين، ولهذا فإنها «تتحمّل المسؤولية عن معاناة ملايين السوريين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم».

وشدّد على أن روسيا تقدم بشكل مستمر دعماً لسورية، وتبذل جهوداً لضم عدد كبير من الدول والمنظمات المتخصصة للمشاركة في إعادة إعمار الأماكن الحيويّة للبنية التحتية والاقتصادية المدمّرة.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر لافرانتييف، أن «هناك مساعي لخنق سورية عبر طرق غير شرعية وغير إنسانية».

أصغر حاجي

كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، قال إن «مشكلة النازحين هي نتيجة حرب فرضت على الشعب السوري».

وفي كلمة له خلال المؤتمر، أشار أصغر حاجي إلى أن «الجماعات الإرهابيّة المدعومة من أميركا تمنع النازحين من مغادرة مخيم الركبان»، مشدّداً على أن «معالجة عودة اللاجئين السوريين أمر ضروري، وينبغي عدم استغلالها لتحصيل الأموال».

ولفت إلى أن «بعض الدول التي فشلت في سياساتها في سورية تعاقب الشعب السوري عبر قانون قيصر»، موضحاً أن «الإدارة الأميركيّة شددت عقوباتها اللاإنسانية على سورية، على الرغم من مخاوف تفشي فيروس كورونا».

أصغر حاجي أضاف أن «إيران تصرّ على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً»، لافتاً إلى أن «المجتمع الدولي مطالب بمضاعفة المساعدات لسورية والمشاركة في إعادة الإعمار لتسريع عودة النازحين».

واعتبر أن «بعض الدول عرقلت هذا المؤتمر لعودة النازحين السوريين لأسباب سياسية، بدلاً من المشاركة الفعّالة فيه»، معلناً أن «إيران تقترح إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سورية».

وهبة

بدوره، أعرب وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبة عن أمله في أن «يساهم المؤتمر في إيجاد الحل لأزمة اللاجئين السوريين، وأن يعود السلام إلى كل الربوع السورية، ويرجع كل لاجئ إلى أرضه وبلده».

ولفت إلى أن «النزوح بات يشكّل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً على لبنان»، مناشداً المجتمع الدولي لتبني الخطة التي وضعها لإعادة النازحين إلى أرضهم، وقال: «نحن مطالبون بتكثيف الجهود الدولية لتأمين العودة الآمنة للاجئين إلى سورية وعدم ربطهم بالحل السياسي النهائي».

مشرفيّة

أما وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رمزي مشرفية، فأشار إلى أن أكثر من 60% من النازحين السوريين، و80% من اللبنانيين، تحت خط الفقر.

وأضاف أن «حاجات لبنان تفوق المساعدات التي تلقاها بـ8 مليارات دولار»، موضحاً أن «خطة الحكومة اللبنانية ترتكز على تذليل العقبات أمام عودة النازحين بالتنسيق مع دمشق وموسكو».

مشرفية اعتبر أن «العودة التلقائية للنازحين السوريين من لبنان تراجعت بسبب جائحة كورونا»، مشدداً على أن «معالجة عودة النازحين السوريين غير مرتبطة بإنجاز الحل السياسيّ في سورية».

بياو

بدوره، السفير الصينيّ في سورية، فنغ بياو، أعلن أن «قضية اللاجئين السوريين تترك أعباء كبيرة على دول الجوار».

وأشار إلى أنه «يجب اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية متزامنة لحل قضية اللاجئين»، مشدداً على أن «الحل السياسي في سورية يجب أن يحفظ سيادتها، وأن يكون بقيادة السوريين».

 بياو قال إن «عودة النازحين السوريين إلى وطنهم تتطلّب إعادة بناء البنى التحتية فيه»، موضحاً أن «استمرار العقوبات على سورية أمر غير مشروع، ويجب العمل سوية لدعم الحكومة السورية».

وأضاف: «يجب استئصال الإرهابيين وتجفيف مصادر تدريبهم وتمويلهم، كي لا تصبح سورية مرتعاً لهم»، لافتاً إلى أن «بكين تلتزم دائماً، وبكل ثبات، بسيادة سورية واستقلالها، وتولي اهتماماً بالغاً بقضية اللاجئين».

وانطلقت في العاصمة السورية أعمال المؤتمر الدولي لإعادة اللاجئين بحضور 27 دولة مشاركة و12 منظمة، إلى جانب الأمم المتحدة بصفة مراقب.

وتخللت المؤتمر كلمة للرئيس السوري بشار الأسد عبر تقنية الفيديو، وكلمات للوفود المشاركة، على أن تقوم الوفود غداً بجولات ميدانية على جمعيات خيرية.

وناقش الرئيسان السوري والروسي، الاثنين، تذليل العقبات لعودة اللاجئين إلى سورية.

وخلال اتصال عبر الفيديو مع نظيره الروسي، دعا الأسد إلى إنهاء الحصار الظالم واللاشرعيّ على بلاده، لتتمكّن الدولة السورية من تأمين العودة لمواطنيها، وبوتين أكد من جهته أن حجم الكارثة الإنسانية في سورية لا يزال كبيراً.

وكان معاون وزير الخارجية السوري الدكتور أيمن سوسان أعلن، أن 27 دولة و12 منظمة دولية ستشارك في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين والمزمع عقده في العاصمة دمشق يومي 11 و12نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وبيّن سوسان خلال مؤتمر صحافي عقد بحضور وزير الإعلام السوري، بعد ظهر الثلاثاء بدمشق، أن المؤتمر سيفتتح صباح الأربعاء بمجموعة من الكلمات للدول المشاركة، تتصدرها كلمة للرئيس السوري بشار الأسد عبر الفيديو.

وفي السياق، اعتبر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت فرنسا والنمسا، تثبت حقيقة أن اللاجئين يمثلون فريسة سهلة لعمليات التجنيد في صفوف الإرهابيين الدوليين.

وخلال مشاركته في المؤتمر، ذكّر الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الروسي السوري المشترك لإعادة اللاجئين، بتصريحات الرئيس فلاديمير بوتين بأن «القضايا بالغة الحساسية المتعلقة بالعلاقات بين القوميات والأديان، كثيراً ما تصبح موضوعاً للمزايدات».

وأضاف ميزينتسيف: «هذا ما تؤكده الأحداث في فرنسا والنمسا المتعلقة بالهجمات الإرهابية، التي تظهر أن جهود الدول في هذا المجال غير منسقة. ويمثل اللاجئون فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية الدولية، ويعاني المواطنون العاديون من تبعات ذلك».

على صعيد آخر، أكدت مصادر ميدانية أن القوات التركية المتمركزة في نقطة المراقبة الثالثة في ريف حلب الشمالي الغربي، بدأت انسحابها من النقطة مساء الثلاثاء.

وبيّنت المصادر، أن عشرات الشاحنات المحملة بالتجهيزات والمعدات التي تم تفكيكها، خرجت من نقطة المراقبة التركية الثالثة الموجودة بين قريتي «الشيخ عقيل» و»قبتان الجبل»، وتوجهت إلى بلدة «دارة عزة» التي تسيطر عليها الفصائل الإرهابية المدعومة تركياً بريف حلب الغربي.

وناهز عدد الشاحنات والآليات التي خرجت من النقطة التركية الـ 100، فيما كان بعضها يُفرغ حمولته في «دارة عزة» ويعود مجدداً إلى النقطة لاستكمال عملية الإخلاء، التي من المتوقع أن تنتهي بشكل كامل خلال الخميس.

وأوردت المصادر، معلومات تفيد بأن باقي النقاط التركية المحاصرة من قبل الجيش السوري في ريف حلب وفي مقدمتها نقطة «جبل عندان» و»الراشدين» بدأت بدورها بالتجهيز لعملية انسحاب مماثلة، دون تسجيل تحركات فعلية تذكر في محيطهما حتى لحظة تحرير الخبر.

وتأتي تحركات القوات التركية على صعيد الانسحاب من نقاط المراقبة، تنفيذاً لاتفاق «موسكو» بين روسيا وتركيا، فيما تضم أرياف حلب (4) نقاط مراقبة رئيسية تحت حصار الجيش السوري، «الشيخ عقيل – قبتان الجبل»، «الهضبة الخضراء – العيس»، «جبل عندان»، و»الراشدين»، إلى جانب بعض النقاط الثانوية كالنقطة الموجودة قرب بلدة «الزربة» على طريق حلب – دمشق الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى