الوطن

حملة التلقيح ضدّ كورونا انطلقت في المستشفيات ودياب يأمل الوصول إلى حماية مجتمعية

أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السرايا الحكومية، حملة التلقيح الوطنية لمكافحة وباء كورونا، مؤكداً «أننا نطلق حملة اللقاحات، رغم كل المشاكل الاقتصادية والمالية التي يعانيها البلد، بفضل الاتفاقيات المبرمة في وقت مبكر مع الشركات المعنية باللقاحات، بالتعاون مع البنك الدولي وشركائنا الدوليين. هناك دول متقدمة ولديها إمكانات كبيرة، في أوروبا وفي العالم، بدأت التلقيح أخيراً. تبدأ دورة التلقيح في هذا الوقت، آملين أن نصل إلى حماية مجتمعية كافية لتعود دورة الحياة الطبيعية تدريجاً إلى لبنان في أسرع وقت».

وأضاف «بذلت هذه الحكومة جهوداً جبارة، وقامت بواجبها في هذه الحرب الضروس مع الوباء. على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتنا، نجحنا بتطوير القطاع الاستشفائي الرسمي، عبر خطة التنمية الصحية التي اعتمدتها وزارة الصحة، وكذلك برفع مستوى جهوزية القطاع الاستشفائي عموماً وقد أصبحت المستشفيات الحكومية فاعلة وتقوم بدروها ومقصداً لمختلف شرائح المجتمع اللبناني، بعد أن كانت مهملة في السابق وقاصرة عن تلبية الأمن الصحي الوطني. ولقد تمكنا من استحداث أكثر من ألف سرير إضافي للعناية الفائقة في القطاعين العام والخاص، وأكثر من ألفي سرير مخصص للحالات المتوسطة. اتخذنا مختلف الإجراءات للتعامل مع هذا الوباء وتداعياته: على مستوى الوقاية والرعاية الصحية، وعلى مستوى التشخيص والتتبع، وعلى مستوى التدابير والكفاءة الطبية، وبقي معدل الوفيات بحدود 1 في المئة، مقابل أكثر من 2 بالمئة للمعدل العالمي. خضنا هذه المواجهة، وأكدنا أن لبنان يمتلك الكثير من القدرات والكفاءات التي نجحت في التخطيط والتدبير والمتابعة».

وقال «لم أتلق اللقاح التزاماً مني ببرنامج اللقاح، ولأن الجسم الصحي الذي خاض المواجهة مع الوباء في الصفوف المتقدمة، وقدم تضحيات كبيرة، وخسر بعضهم حياته، له الأولوية علينا جميعاً كي يستطيع مواصلة حماية الناس، ومعهم أيضاً في الأولوية كبار السنّ ومن لديهم أمراض مزمنة» داعيا «جميع المواطنين إلى تسجيل أسمائهم في المنصة لحجز دورهم وفق البرنامج الذي وضعته لجنة اللقاح».

وكان  وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن قال بدوره «إطلاق حملة اللقاح هي ثمرة جهود بذلت بإصرار وعزيمة وجد، واكبنا فيها رئيس مجلس الوزراء ليل نهار والشركاء الدوليون والأمميون وأخص بالشكر البنك الدولي و ساروج كومار جاه».

ثم تحدث نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج عبر تطبيق زوم فقال «نقدّر كل الجهود التي بذلت من قبل الخبراء اللبنانيين والجهات الرسمية لبلورة هذه الحملة الوطنية، بالتعاون الوثيق مع البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والهيئات المعنية الأخرى».

وأعلن أن «البنك الدولي عمل على تخصيص 34 مليون دولار لمساعدة لبنان في شراء اللقاحات والمباشرة بحملة تلقيح وطنية تغطي مليوني شخص من اللبنانيين وغير اللبنانيين. وقد وافق مجلس الإدارة على هذه المبادرة الطارئة بسرعة قصوى ما خوّل الحكومة اللبنانية شراء اللقاحات في غضون 48 ساعة، ليصبح لبنان البلد الأول الذي يستفيد من هكذا مبادرة على مستوى البنك. ويصرّ البنك الدولي على تبني أقصى معايير الشفافية في إدارة عملية التلقيح. وندعو الجميع في لبنان لاستخدام المنصة للتسجيل وانتظار دورهم مهما كانت رتبتهم الوظيفية أو انتماءاتهم السياسية. فالصدقية والشفافية هما العنصران الأساسيان في جميع برامج ومشاريع البنك الدولي حول العالم، من دون استثناءات تحت أي ظرف أو شكل من الأشكال. ونقولها بكل وضوح «لا مجال للواسطة».

أضاف «وبناء عليه، سوف يستمر البنك الدولي بمراقبة كيفية تنفيذ الحملة، وقد كلف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بمتابعة ورصد مسار التلقيح، ومدى الالتزام بالخطة الوطنية والمعايير الدولية، وذلك بموجب عقد مع البنك. كما وأنشأ البنك الدولي، بالتشاور مع الشركاء المعنيين في منظمة الأمم المتحدة، لجنة مراقبة دولية مشتركة للمساهمة في متابعة عمليات التلقيح، وتحديد التدابير اللازمة لتعزيز نوعية الحملة الوطنية خلال كامل مدتها الزمنية».

وفي أول تعليق له غرّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حسابه عبر «تويتر»، كاتباً «مع وصول الدفعة الأولى من اللقاح ضد كورونا تبدأ رحلة التلقيح لمكافحة هذا الوباء»، معتبراً أن  «شرط نجاحها هو تجاوب المواطنين في الإقبال عليها، مع الاستمرار في اتخاذ إجراءات الوقاية».

وكان «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، أطلق حملة التلقيح الأولى ضد وباء كورونا للعاملين في مجال الرعاية الصحية في مركز لقاح كوفيد – 19. وتفقد الرئيس دياب المركز حيث كان في استقباله وزير الصحة العامة، رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري والمدير العام للمستشفى الدكتور فراس الأبيض.

وتلقى رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الطبيب محمود حسون، أول جرعة من لقاح «فايزربايونتيك» بعد يوم واحد من وصول أولى الشحنات التي ضمت 28500 جرعة من بلجيكا إلى لبنان.

وكان الممثل صلاح تيزاني، المعروف بـ»أبو سليم» البالغ من العمر 93 عاماً ثاني المتلقين للقاح. وتوجه أبو سليم للمواطنين بالقول «لا تتأخروا ولا ثانية فاللقاح يحميكم». وتلاه الأبيض، والمدير الطبي ورئيسة مصلحة التمريض ورئيسة دائرة مكافحة العدوى، إلى جانب عدد من أعضاء الطاقم الطبي والتمريضي.

توازياً أكد حسن أن حملة التلقيح من أهمّ الخطوات التي تحققت رغم الظروف التي نعيشها وهي من أفعل الإستراتيجيات في محاربة وباء كورونا. وقال «لن أتلقّى اللقاح حالياً لأنني أصبت بكورونا منذ فترة وأنا حالياً خارج الطبقة المستهدفة وأحترم الإجراءات».

وأضاف «خطوة رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب بتأخير لقاحهما جيّدة من حيث الالتزام بدورهما عبر المنصّة».

وتلقى رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا عبد الرحمن البزري اللقاح على يد الوزير حسن، وقال البزري، «مطمئنون إلى سلامة الإجراءات وبحلول يوم الأربعاء سيكون هناك 15 مركزاً للتلقيح».

وكان مستشفى رفيق الحريري الجامعي قد أطلق بالتعاون مع المجلس الوطني لريادة الأعمال والابتكار «مركز الاتصالات الخاص بخدمة لقاح كوفيد-19». ويهدف هذا المركز إلى تسهيل وتمكين المواطنين والمقيمين من الحصول على المعلومات والتوجيهات المتعلقة بلقاح كوفيد – 19 كافة. ويتضمن المركز  فريقاً من المتطوعين المدربين على المساعدة لتعبئة استمارة التسجيل للراغبين كافة من الاستفادة من اللقاح أو لمتابعة استمارة التسجيل التي تمت تعبئتها سابقاً. الطبيب الآلي: كذلك أطلق مركز الاتصالات تقنية مبتكرة للإجابة عن أسئلة المواطنين مخصصاً طبيباً آلياًروبوت (Chatbot)، مهمته الإجابة عن أي إستفسار حول اللقاح من خلال إرسال الأسئلة على خدمة واتسأب على الرقم 81919469 لتلقي أجوبة من الطبيب الآلي بكل الأمور الطبية، وهو يعمل طوال اليوم 24 على 24 ساعة. إشارة الى أن مركز الاتصالات يعمل من الساعة الثامنة صباحاً لغاية الساعة السادسة مساءً، سبعة أيام في الأسبوع، بما في ذلك أيام العطل الرسمية من خلال الرقم 01832070.

وأطلق حسن عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في مستشفى المسيح الملك للأمراض المزمنة في برمانا التابع لجمعية راهبات الصليب، وتلقى اللقاح الأول الكاهن جان يوسف البستاني البالغ من العمر 88 عاماً، واللقاح الثاني الراهبة في الجمعية روز راشد البالغة من العمر 90 عاماً، واستمرت عملية التلقيح لتشمل 59 شخصاً.

وكان لبنان تسلم الدفعة الأولى من لقاح «فايزر» مساء السبت الماضي على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط، آتية من العاصمة البلجيكية بروكسل.

وفي الأسبوع الأول سيتم توزيع هذه الدفعة من اللقاحات على عدد من المراكز، على أن توزع على المراكز الأخرى بدءاً من الاسبوع الثاني. والمراكز التي ستتواجد فيها اللقاحات هي:

مستشفى رفيق الحريري الجامعي. أوتيل ديو. مستشفى رزق. مستشفى الروم. مستشفى الجامعة الأميركيةمستشفى البوار الحكومي. مستشفى الزهرا. مستشفى ضهر الباشق الحكومي. مستشفى بعبدا الحكومي. مستشفى الرسول. مستشفى عين وزين. مستشفى زحلة الحكومي. مستشفى طرابلس الحكوميمستشفى حلبا الحكومي. مستشفى صيدا الحكومي. مستشفى الرئيس نبيه برّي الحكومي. مستشفى تبنين الحكومي. مستشفى المعونات.

إلى ذلك اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 2130 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 339122. كما تم تسجيل 32 حالة وفاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى