عربيات ودوليات

لافروف يشبّه موقف دول البلطيق وواشنطن بسلوك أولاد الشوارع ويكشف عن تفاصيل المفاوضات مع بلينكن

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «موقف دول البلطيق والولايات المتحدة يذكره بسلوك المشاغبين أبناء الشوارع».

وفي حديثه خلال مشاركته أمس، في منتدى «ماراثون المعرفة الجديدة»،  أشار لافروف إلى أنه «عندما توسّع الناتو ليشمل الأعضاء الجدد من دول البلطيق المتاخمة لروسيا، تساءلت موسكو عن الهدف من ذلك».

وأضاف لافروف: «لقد قيل لنا، إن دول البلطيق تعاني من الرهاب بعد احتلالكم وكانوا مضطهدين بشكل عام – لكن من قام باضطهادهم وكيف؟ لقد احتفظت كل جمهوريات البلطيق بلغاتها، وخلال العهد السوفياتي نمت الصناعة فيها عدة مرات. كل ذلك لم يؤخذ بالاعتبار وتم جرهم إلى الناتو وقيل لنا – لا تقلقوا، سيهدأون من رهابهم وسيعم الهدوء على حدودكم».

وتابع لافروف القول إن «دول البلطيق الآن تتزعم الأقلية المعادية للروس وتطالب باستمرار بفرض عقوبات جديدة على روسيا، على أمل الحصول على الحماية من الولايات المتحدة».

وأعرب الوزير عن عدم موافقته على القول إن روسيا فقدت السيطرة على هذا الأمر، لأنه «حدث في فترة سابقة بعيدة جداً». وقال: «أين المشاغبون؟ هل اختفوا حقا؟ لا يزالون في الوجود، هذا جزء من الحياة، سيظلون دائماً، على ما يبدو لي. هدفنا الرئيسي ليس حب السلام وليس الاتفاق، بل ضمان مصالح البلاد ومواطنيها، والاتفاق ليس سوى أدوات، ويجب أن تسودها المساواة». وأضاف لافروف، أن «روسيا تدعو دائماً للسلام ولكنها لم تعد أيّ أحد بوضع الخد الأيمن».

وفي الشأن الأميركي، أعلن لافروف، أن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن «لم يقدّم خلال أول اجتماع بينهما أية أدلة تثبت صحة اتهامات واشنطن المتعددة الموجهة إلى موسكو في السنوات الأخيرة».

وكشف لافروف، عن تفاصيل المفاوضات التي أجراها مع نظيره الأميركي في عاصمة آيسلندا ريكيافيك الأربعاء الماضي، مشيراً إلى أنهما بحثا كثيراً من الملفات.

وقال وزير الخارجية الروسي: «كنت صريحاً جداً وكذلك بلينكن، وهو استمع إلى كلامي بعناية وطرح مواقفه التي تضم دائماً، كما هو معروف، ادعاءات موجهة ضدّ روسيا بخصوص التدخل المزعوم في الانتخابات وهجمات سيبرانية على أنظمة مهمة».

وتابع: «لكني ذكّرته بأننا نطلب دائماً من الزملاء الأميركيين، عندما وجهت إلينا هذه الاتهامات في السنوات الأخيرة، تقديم دليل واحد على الأقل يثبت ارتكابنا هذه الأعمال».

وأشار لافروف إلى أن «روسيا رداً على هذه المطالب لم تتلق إلا أجوبة غريبة مفادها إنكم تعرفون كل شيء بأنفسكم وليس بإمكاننا الكشف عن أي شيء لأنه سري»، مؤكداً أن «بلينكن خلال الاجتماع الأخير لم يقدم أي دليل بهذا الخصوص أيضاً».

وشدد الوزير على أن روسيا تتبنى حالياً «مواقف تحظى باحترام الجميع في العالم»، مضيفاً أن هذا الأمر يزعج بعض الدول التي تحاول تقويض تنمية موسكو في مجال الاقتصاد والتعاون العسكري – التقني.

وقال لافروف خاصة إن الأميركيين يضغطون على الدول التي تبرم عقوداً في مجال التعاون العسكري التقني مع روسيا لإجبارها على التخلي عن خطط استيراد أسلحة روسيّة ويفرضون عليهم بدلاً عن ذلك صادرات من الولايات المتحدة.

وأقر الوزير بأن معالجة المشاكل المتراكمة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في عهد إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب لن تكون مهمة سهلة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن موسكو منفتحة على الحوار إذا كانت واشنطن مستعدة له أيضاً.

وأكد لافروف أن روسيا تنظر إيجاباً إلى الاقتراح الأميركي لعقد لقاء قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى