الوطن

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى سليماني والمهندس ورفاقهما فيروزنيا: ما زلنا على عهدنا بدعم لبنان بلا شروط

أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذكرى السنوية الثانية للشهيدين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، باحتفال أقامته في قاعة رسالات – الغبيري، حضره: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بالنائب حكمت ديب، رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثلاً بالنائب الدكتور أيوب حميد، وزير العمل مصطفى بيرم وشخصيات عسكرية وممثلون عن سفراء وأحزاب وقوى وطنية وإسلامية وفصائل فلسطينية وفاعليات ديبلوماسية وثقافية ونقابية واجتماعية وهيئات نسائية.

 بدايةً، ألقى السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا كلمة قال فيها “إن هذا الاحتفال يُقام بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد المقدام الفريق قاسم سليماني ورفاقه الميامين، على يد الغدر والإجرام الأميركية، لنحيي سويةً سيرتهم العطرة ونكرّم دماءهم الزاكية التي أنبتت نصراً وعزاً و كرامة. هذه الجريمة التي ارتكبها (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب أثبتت مرة أخرى، وبشكل واضح وجلي، التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والإرهاب في المنطقة، حيث أنها لا تألو جهداً في دعم الإرهاب متى اقتضى الأمر”.

وإذ أكد أن “الإدارة الأميركية تتحمّل مسؤولية دولية تجاه هذه الجريمة الإرهابية ويجب أن تتحمّل وزر ما ارتكبته في هذا المجال”، أشار إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتابع بشكل جدّي المسار الحقوقي والقضائي لهذا الملف على كل المستويات، حيث أن القرار الاتهامي الأولي سيصدر قريياً، لافتاً إلى أن “هذه الخطوات القانونية ستستمر تباعاً من خلال التعاون المشترك مع السلطة القضائية العراقية، وصولاً إلى إنزال القصاص العادل بحق كل المشاركين في هذه الجريمة، تخطيطاً وتنفيذاً”.

وتابع “إن هذه الجريمة البشعة، وإن كانت قد ألحقت ضربة قاسية بجسم المقاومة في المنطقة، إلاّ أنها، وعلى عكس توقعات الأميركيين، قد أوجدت تعاطفاً كبيراً واحتضاناً واسعاً لنهج المقاومة بين بلدان المنطقة وشعوبها، وخلّدت ذكرى لواء المقاومة وشهيدها في قلوب الأجيال الصاعدة أبد الدهر. إن شهادة الفريق سليماني قد خلقت حوافز كبرى لدعم خط المقاومة، التي سيشهد سجلها مزيداً من الإنجازات و الانتصارات في الآتي من الأيام”.

 وأكد أن “شهادة هذه الثلّة المباركة من الشهداء القادة الأبرار ستسرّع وتيرة طرد الأميركيين من المنطقة. وقد شاهد العالم بأسره الخروج الذليل لجيشهم المحتل من أفغانستان”، وقال “إن شاء الله  في المستقبل القريب، لن يكون هناك أي جندي معتد أميركي في العراق أو سورية، وهذا الواقع هو تجلٍ لإرادة شعوب المنطقة، التي تكبّدت خسائر فادحة و تعرضت لمظالم لا تُعدّ و لا تُحصى، طوال فترة الاحتلال الأميركي الغاشم”.

 وقال “سيشهد التاريخ أن الأميركيين عندما دخلوا عنوةً إلى ربوع هذه المنطقة، لم يخلّفوا وراءهم إلاّ آثاراً مشؤومة من الخراب و الدمار”.

ورأى أن انتخاب السيد إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتولّي حكومته لمقاليد الأمور “يحملان رسائل واضحة من قبل أبناء الشعب الإيراني لكل القتلة المجرمين الذين سفكوا دماء القائد سليماني، ولكل الذين مارسوا نهج الإرهاب الاقتصادي بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتمدوا أسلوب الضغوط القصوى التي استهدفت الشعب الإيراني في كل مناحي حياته”.

وأشار إلى أن “خروج الأميركيين الأحادي من الاتفاق النووي في عهد ترامب أثبت مرة أخرى أن الجانب الأميركي ليس جديراً بالثقة. ولذا، يحق للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تصرّ في مفاوضات فيينا على وجود ضمانات واضحة لالتزام الأميركيين تعهداتهم وعدم تنصلهم مرّة ثانية من أي اتفاق يتم التوصل إليه”، وقال “في طبيعة الحال، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة تماماً للعودة إلى التزاماتها النووية فيما لو رفعت أميركا العقوبات الظالمة والتزمت تعهداتها”.

أضاف “وبما أن الكيان الصهيوني هو محور الشرّ والأعمال الشريرة في المنطقة، وهو يعمل تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية، فإن مسؤولية أي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني على هذا الصعيد تطال الولايات المتحدة الأميركية أيضاً. والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد أعدّت العدّة لأي سيناريو وبأي شكل من الأشكال”.

وشدّد على أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في دعمها للمقاومة في هذه المنطقة. وهذا الدعم سيشهد زخماً كبيراً مع حكومة سماحة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية. ومن جهة أخرى، تمديد الصداقة والتقارب إلى دول الجوار وهي مستعدّة لتطوير التعاون الاقتصادي والأمني، بغية تحقيق المصالح المشتركة وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا. هذه هي السياسة المعتمدة بثبات من قبل حكومة سماحة السيد رئيسي من أجل تمتين العلاقات مع البلدان المجاورة”.

وجدّد “وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً وأبداً إلى جانب لبنان الشقيق، شعباً وحكومةً ومقاومة، حيث بذلت كل ما بوسعها في هذا المجال”، وقال “نحن ما زلنا على عهدنا في تقديم الدعم والمساندة للبنان في مختلف المجالات المتاحة. كما أن دعمنا المقترح للبنان ليس مشروطاً”، مؤكداً “أننا مستعدون تماماً لمساعدة لبنان، حكومةً وشعباً، للخروج من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها حالياً”.

وختم “لا بدّ لنا أن نثمّن عالياً ونُكرّم من صميم قلوبنا ذكرى أولئك الرجال الرجال، الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاق سلاحه الأطهار، الذين سطروا بدمائهم ملحمة إنسانية جهادية سرت في ضمير الأمة واستقرت في وجدانها”.

وتحدث حميد الذي عرض للمجطّات النضالية في حياة سليماني وقال “إن الارتقاء في المسؤوليات وتسلّم قيادة قوة القدس لم يغيّر من دأبه ولا مما كان يقوم به من أعمال جليلة بعيدة عن الأضواء، مكتفياً بأن ضميره مرتاح (…) يبرز إلى العالمية فجأة ولكنه يتكىء على المقولة الشهيرة: لا شرقية ولا غربية بل انحياز للإنسان أينما كان هذا الإنسان، انحياز للحق تجاه الباطل، وللمستضعفين في وجه المستكبرين، لم يكن ليميز كما البعض بين بلاد الكفر وبلاد الإيمان، بل كان شأنه دائماً الإنسان. وهذا الذي شهدناه في فنزويلا وفي أفغانستان وفي أي بقعة من بقاع الأرض يرى فيها الإنسان المقهور والمظلوم ويرى فيها الباطل يسعى للغطرسة والارتهان للأمم والشعوب”.

 وتابع “من هنا كان اللقاء مع فلسطين ومقاوميها ورفدهم بإمكانيات المواجهة والخبرات والتدريب والتسليح والسعي إلى جمع كلمتهم خلف المقاومة الحقة للعدو الإسرائيلي. كان شريك الانتصار مع سورية في حرب تموز الأميركية على لبنان”.

وأردف “بعد الهزيمة الأميركية الإسرائيلية على لبنان في حربها في عام 96 وحرب تموز، كان لابدّ من وجه جديد بلبوس ديني هذه المرّة ليكتمل عمل المتآمرين الذين يريدون التفتيت العالمي والإسلامي، فكانت داعش الصناعة الأميركية التي بدأت الحرب في سورية والعراق ومناطق لبنانية ولاسيما في الجرود التي تحيط بلبنان وسورية. فكان ظهور هذه العبقرية الإنسانية الأخلاقية المبدعة في الميدان للشهيد سليماني حيث كان في المواقع المتقدمة، فاندحرت داعش وداعميها في سورية والعراق ولبنان وحينها لم يعد أمام الإدارة الأميركية إلاّ الغدر فكان الاغتيال الذي شكّل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وسيادة الدول”.

من جهته، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “الشهيد تجاوز وطنه فكان شهيد الأمّة وهو نموذج للعطاء الإنساني والإيماني الذي تجاوز المكاسب الخاصة لمصلحة القضية الأساسية فلسطين، قيمته أنه مقاوم للاستكبار والتبعية والاحتلال والهيمنة، وقيمته أنه بثّ روح الأمل في النصر الذي تحقق في محطات متنوعة، وقيمته أنه أعطى ولم يأخذ، وثمار عطاءاته على شعوب المنطقة. كسر الحواجز المادية لمصلحة المقاومة الواحدة لدى شعوب المنطقة. فالعدو واحد والمشاكل واحدة والخسائر تطال كل دولة من دول المنطقة”.

 وأكد أن “محور المقاومة لا يعني العمل لمصلحة إيران، بل التعاون والدعم والعطاء من كل أركان المحور إلى كل شعوب المنطقة، وفي الطليعة إيران التي وقفت إلى جانب كل المقاومين والمستضعفين لتقوى على الأعداء”.

وتابع “ما الذي جعل المنطقة في حالة حروب وأزمات ونزاعات؟ إسرائيل المزروعة من الغرب والمدعومة من أميركا والغرب لتثبيت احتلالها واستمرار عدوانها. إسرائيل مشكلة للمنطقة والعالم وليس لفلسطين فقط. يشكلون علينا أننا نتعاون كمقاومة في إطار محور واحد. هل نتفرج عليهم يحتلون ويقتلون، هل نستسلم لظلمهم؟ هل نقف أمام دعم أميركا والغرب وكل قوى العالم الظالم والاحتلال من دون مواجهة؟ وهل يمكن أن تنجح المواجهة إذا لم يؤازر بعضنا بعضاً؟ كيف يحق لهم تحالف دولي للعدوان، ولا يحق لنا تحالف شعبي ضد العدوان؟ من حق قوى المقاومة وأصحاب الأرض أن يتعاونوا ضد قوى الشرّ، هؤلاء الذين اجتمعوا على نعتنا بالإرهاب أميركا وإسرائيل وبعض الخليج يمثلون الظلم العالمي والقتل الجماعي، إنهم محور الشرّ بحق”.

 وأكد أنه “لولا المقاومة لحصل التوطين وسيطرت داعش، وأقيمت المستوطنات في جنوب لبنان”.وقال “نحن الذين نسأل: لماذا لا تقاوم بعض القوى في لبنان إسرائيل؟ ولسنا من يُسأل ويُلام لأننا نقاوم، فهذا وطننا ولن نتركه للمحتل مهما بلغت التضحيات”.

 وختم “كل الحروب في منطقتنا سببها إسرائيل وأميركا ونحن في حالة دفاع. من حقنا الدفاع وعدم الرضوخ للاحتلال، ومن لديه بديلاً يحمي البلد ويحرّر الأرض فليبرزه، ولكن لا تقولوا لنا مجلس الأمن، ولا الدول الكبرى، هؤلاء يدعمون الاحتلال ولن يكونوا مع الشعوب”.

وقال الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة “نحن أبناء شعب فلسطين بعد أكثر من سبعين عاماً من الجهاد والمقاومة نزداد قوة ويقينا بحقنا، ونزداد فهماً بأن المشروع الصهيوني سيفكك وينتهي من بلادنا. لقد تجاوزنا كل محاولات الإلغاء والتجهيل، وازددنا يقيناً بأن المشروع الصهيوني إلى زوال والشعب الفلسطيني ومقاومته سيظلّون يدافعون جيلًا بعد جيل حتى ترحلوا. والمشروع الصهيوني في فلسطين هو مشروع قام على القتل ولن تخضع لكم أمتنا”.

ورأى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود “أنَّ المطبّعين مع العدو الصهيوني المفتتنون باعوا أنفسهم وأصبحوا جزءاً من المشروع الأميركي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى