أخيرة

هانيبعل اقتصادي

ابتدع العقل الاستراتيجي «الإسرائيلي» عقيدة عسكرية يطلق عليها إسم «عقيدة هانيبعل»، وهي تتلخص بإعطاء قيادة الميدان التفويض المسبق بتدمير أيّ هدف معادٍ، إذا نجح العدو (نحن) بأسر جندي أو جنود «إسرائيليين»، فيجري قصف الآسرين والمأسورين معاً دونما حاجة للرجوع الى القيادات الأعلى، والهدف هو عدم السماح للعدو « نحن « بعد ذلك بالتفاوض من أجل إطلاق سراح أسرى فلسطينيون أو عرب من سجون إسرائيل مقابل الجنود الاسرائيليين… كذلك فإنّ هذا الإجراء يحمل في طياته رسالة مفادها بأننا لن نتسامح مع وضع يكون فيه هنالك أسرى «إسرائيليون»، وإنْ حدث ذلك فإننا سنقوم بقتل الجميع… الآسرين والمأسورين، ولن يمنعنا من تنفيذ ذلك وجود أسرى بأيديكم. في الجيش الأميركي هنالك تسعيرة وضعها المنظرون الاستراتيجيون للقيادات الميدانية، ففي حال كان هنالك هدف معادٍ يجب استهدافه… فإنّ كمية الخسائر البشرية المدنية التي قد تترتب على ذلك في نطاق المقبول، تتناسب تناسباً طردياً مع أهمية الهدف، فلا بأس على سبيل المثال من قتل 50 مدني مع هدف معادٍ مهم! قد يرتفع هذا الرقم وينخفض حسب أهمية الهدف.

يطبّق على لبنان حالياً «هانيبعل اقتصادي»، لا بأس معه من تدمير لبنان اقتصادياً، فالهدف يستأهل فعل ذلك… حزب الله هو الهدف. لن تمانع أمبركا بل ستسعى وهي فعلًا تسعى الى تدمير وتجويع كلّ الشعب اللبناني، عسى ولعلّ ان تتمكّن من إلحاق أكبر كمية ممكنة من الأذى بحزب الله… وبالتأكيد يستخدم في تنفيذ هذه الاستراتيجية أدوات داخلية من المرتزقة الذين باعوا شرفهم وباعوا انتماءهم مقابل المال.

حتى الآن ورغم الألم، خاب سعيهم، وتبدّد وهمهم، وسنفرح قريباً انْ شاء الله بنصر آخر… وإنجاز غير مسبوق يفقد العدو آخر أوراقه ويفتح الطريق أمام مرحلة جديدة يكون فيها زمام المبادرة على كلّ الأصعدة في يد محور المقاومة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى