الوطن

نصر الله: قدرتنا الصاروخية تلجم العدو وهناك مفاجآت والحرب على إيران ستفجِّر المنطقة بالكامل

ـ السفارة الأميركية مركز للتجسّس على دول المنطقة ـ البعض يتآمر على المقاومة بأوامر السفارات ـ على الدول العربية إيقاف التدخل في الشؤون اللبنانية ـ هناك مشروع لإعادة إحياء «داعش» في سورية والعراق

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن الحزب يتعاطى مع التهديدات «الإسرائيلية» بشكل جدّي، معلناً أن «حجم انتشار القدرة الصاروخية للمقاومة وعدد الصواريخ كلها لا تتيح للعدو أن يقوم بشيء ضدّ لبنان»، سائلاً «هل الإسرائيلي يعرف أعداد الصواريخ الدقيقة أو أماكنها مثلاً».

وقال السيد نصر الله في مقابلة مع «قناة العالم» الفضائية، مساء أمس «نحن لم نسكت عن قصف الفلوات سابقاً فكيف إذا قصف الكيان الصهيوني أهدافاً حقيقية»، مشدّداً على أن حزب الله لا يحب الحرب ولا يسعى لها لكن لا يخشاها ولا يتخلّى عن لبنان ومصالح البلد.

وذكَّر بأنّ الحزب أعلن أنه سيقوم بإسقاط المسيّرات والأهم إبعاد خطرها وتهديدها وبذلك فعَّلت المقاومة سلاح الدفاع الجوي، لافتاً إلى أنه منذ تفعيل سلاح الدفاع الجوي تراجعت حركة المسيّرات للعدو بشكل كبير جداً.

وأضاف «في بعض المناطق مثل البقاع لمدة ثلاثة أشهر قد لا تمرّ مسيّرة للعدو وكذلك تراجعت الحركة في الجنوب وتغيّرت مسارات هذه المسيّرات»، كاشفاً عن أن «حجم القدرات الموجودة كمّاً ونوعاً والقدرة البشرية الموجودة التي لا سابق لها في تاريخ لبنان بل في تاريخ المقاومات بوجه العدو، لا تُمكّنهم من القضاء على المقاومة في أيّ حرب».

وأكد أنّ «هناك أموراً مخبّأة لمفاجأة العدو في أي حرب مقبلة»، معتبراً أن المقاومة في لبنان مصلحة وطنية كبرى ومصلحة أمن وأمان وكرامة وحرية.

وعن اتهام حزب الله بأنه غير لبناني، أشار السيد نصرالله، إلى «أن حزب الله لبناني من قيادته إلى كل عناصره وأهله وناسه وهو ينتمي إلى هذا البلد وتاريخه ونسيجه الاجتماعي، وأن حزب الله قراره لبناني يأخذ مصالح لبنان ومصالح شعبه بشكل أساسي وله أن يكون صديق وحليف مع إيران وهذا لا يُلزمه بشيء»، موضحاً أن «لا مشكلة لدينا بأن يسترزق المتهِمون خصوصاً أن هناك أزمة دولار في لبنان».

وأضاف «الذي يجب أن نناقشه إذا كان حزباً لبنانياً أو لا، هم بعض من يأتمرون بأوامر وتوجيهات السفارات ويتآمرون على المقاومة المدافعة عن لبنان»، سائلاً «فليقولوا ماذا قدّموا للبنان منذ 2005 إلى اليوم غير الصراعات ووضع البلد على حافة الحرب الأهلية؟».

وتابع «هؤلاء لا برنامج لهم لإنقاذ لبنان ولا خطّة لهم وليس لديهم ما يقدّمونه للناس سوى الهجوم على المقاومة وإيران»، مؤكداً «أن بعض الأطراف في لبنان يتصرّف مع المقاومة بعقلية ووسائل وأدوات العدو».

وأشار إلى «أن حزب الله يتوقّع المزيد من الشعارات والخطابات الرنّانة والاتهامات والشتائم أمّا في امتحان السيادة والحرية والاستقلال فهؤلاء سقطوا «من زمان».

ولفت إلى «أن السفيرة الأميركية تتدخل بالانتخابات النيابية ووفود من السفارة الأميركية تجول في البلد وتتدخل بالانتخابات»، موضحاً «أن النفوذ الأميركي في لبنان موجود ولا يوجد احتلال أميركي في لبنان بل نفوذ سياسي ومالي وعسكري».

وأشار إلى «أن النظام المصرفي في لبنان كله تابع لقرارات وزارة الخزانة الأميركية»، معتبراً «أن السفارة الأميركية هي أداة للمخابرات الأميركية ومبنى السفارة الجديد هو مركز للتجسّس على دول عدّة في المنطقة والسفارة الأميركية في لبنان كانت تُجنّد عملاء لمصلحة الكيان الصهيوني».

وأضاف «لا توجد قواعد عسكرية أميركية في لبنان لكن لديهم حضور في المؤسّسة العسكرية وهناك ضباط أميركيون في اليرزة والسفيرة الأميركية لا «تتعزّل» من هناك و»لازقة» بالجيش».

كما ذكر «أن العقوبات على الأفراد تلحق أذىً وبعض التجَّار هم مظلومون ويكفي أن يكونوا من البيئة أو الأصدقاء حتى يلحقهم الأذى»، كاشفاً عن «أن الأميركيين طلبوا أكثر من مرّة التفاوض مع المقاومة وعلى مدى سنوات قبل الـ2000 وبعدها وفي الآونة الأخيرة دائماً هناك محاولات فتح قنوات اتصال».

وأكَّد أنه «من خلال الوسطاء حصل نقاش قلنا أنه ليس هناك حاجة لهذا التفاوض ونحن أعداء»، مشيراً إلى أنَّ الأميركي يريد من التفاوض الأخذ على مساومات.

وشدَّد على أن المقاومة لا تتدخل بترسيم الحدود وقال «بالنسبة إلينا لا حدود مع كيان العدو ولا نرّسم معه الحدود لذلك قلنا أن هذا شأن الدولة اللبنانية»، مضيفاً «من أول الطريق قلنا إننا غير معنيين بهذا الترسيم والدولة اللبنانية هي التي تقوم بذلك وما تقرّره الدولة نلتزم به». وأكد أن «حزب الله لم يجرِ نقاشاً داخلياً حول ترسيم الحدود لأنه يعتبر أن هذا الأمر عند الدولة اللبنانية».

وأكد السيد نصر الله أن لدى المقاومة قيد وهو أن أيّ شبهة تطبيع أو تنسيق مع العدو مرفوض وقرار الدولة اللبنانية أنه ليس هناك تطبيع مع العدو.

أمَّا عن الورقة الكويتية، فأشار إلى أن حزب الله ليس الجهة التي أُرسلت إليها الورقة ليقدّم إجابة عليها، معلّقاً على الموضوع بالشكل بـ»أن الدولة اللبنانية سيّدة وغير مناسب أن يتم التعامل بإلزامها بالردّ خلال وقت محدّد». ورأى أنه «كان الأفضل أن تذهب الأمور نحو حوار بين لبنان والدول العربية وهذا أمر مناسب ونحن نؤيّده»، مشيراً إلى أن « في الورقة مثلاً لا يوجد التدخّل السعودي في لبنان لأن الجميع يعرف أن هناك تدخلاً سعودياً في لبنان وكذلك تدخّل إماراتي وغير ذلك».

وأوضح أنه «إذا اعتبروا أننا نتدخل بشأن الدول العربية بسبب ملف اليمن أيضاً هم عليهم ألاّ يتدخلوا بشؤون لبنان الداخلية، وهذه الدول تتدخل بالشؤون العربية في سورية التي أشعلوا فيها الحرب كذلك يتدخلون في العراق وليبيا وغيرها من الدول العربية».

وسأل «الأذى الذي يلحق بالدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمسؤولين في لبنان وغيرهم، لم نسمع أي كلمة عنه؟». وتابع «عندما تتحدّث دول الخليج عن المقاومة فما هو البديل لديهم عن المقاومة لحماية لبنان من الخطر؟»، مشدّداً على أن لبنان يجب ألاّ يكون جهة يُملى عليها.

وعن الانتخابات النيابية، قال «نحن في ظلّ الحديث عن مواجهة المقاومة والحرب على المقاومة طبيعي سنقول أننا يجب أن نحمي المقاومة من خلال الانتخابات بغض النظر عن الأكثرية»، مشيراً إلى أن «أصل عنوان حضورنا في المجلس النيابي كان ينطلق من أسس واضحة والعنوان الأول كان حماية المقاومة ومجتمع المقاومة والشعار المرفوع اليوم من قبل الدول المموّلة هو محاربة المقاومة»، مؤكداً أن عنوان حزب الله دائماً «نحمي ونبني».

واعتبر أن «من المهم أن يكون أصدقاء المقاومة في البرلمان كُثر لتشكيل دفاع عنها»، موضحاً أن «العنوان الثاني لحضور حزب الله في المجلس النيابي هو لتخفيف الضرر عن الناس».

وأضاف «حضورنا له تأثير على انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وهذا يخدم حماية المقاومة وبناء الدولة والوضع الاقتصادي، وحضورنا في البرلمان له وجه يتعلق بالملفات الداخلية والقوانين المتعلقة بحياة اللبنانيين».

وكشف أن حزب الله تمنّى على الرئيس سعد الحريري أن يصرف النظر عن تعليق العمل السياسي وقال «كان هذا القرار مؤسفاً والتواصل والتعاون سوف يستمر مع تيار «المستقبل»، معتبراً «أن غياب تيار كبير كتيار «المستقبل» له تأثير كبير على الانتخابات وحتى الآن المشهد غير واضح والحزب ينتظر ليرى الأمور إلى أين تذهب».

وأشار إلى أن «الحديث عن تطرّف بعد تيار «المستقبل» مبالغ فيه لأن الوضع العام عند أهل السنة في لبنان هو الاعتدال، والحديث يجب أن يكون في ماذا ستكون عليه التأثيرات السياسية بعد تيار «المستقبل».

واعتبر أن «التكهنات عن الأغلبية لا داعي لها حالياً ولا يزال هناك وقت للانتخابات والأكثرية ببعض النواب لا تؤدي إلى تغيير جوهري».

وعن انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قال السيد نصر الله «الإنسان يستعيد مشاعر البهجة العارمة في هذه الذكرى»، مشيراً إلى «أن إيران اليوم هي نموذج لدولة ذات سيادة حقيقية، وحرية كاملة يختار فيها الشعب من يمثله بشكل حقيقي، في حين أن كثيرين في المنطقة ممن يتحدثون عن الاستقلال والسيادة هم أتباع سفارات».

ولفت إلى أن «الجمهورية الإسلامية هي اليوم دولة إقليمية كبرى تؤثِّر في الإقليم بل ولها تأثيرها في العالم»، مشدّداً على «أن هذه القيادة الحكيمة والشجاعة طوّرت إيران على كل المستويات».

ولفت إلى أن «الثورة الإسلامية أدَّت إلى إسقاط الشاه وإخراج أميركا بالكامل من إيران كما أخرجت إسرائيل منها بعد أن كانت في زمن الشاه محكومة من قبل واشنطن».

وأوضح السيد نصر الله أن إيران دولة إقليمية قوية حاضرة في المنطقة وأي حرب مع إيران سوف يؤدّي إلى تفجير المنطقة بالكامل، لافتاً إلى أن أولويات أميركا اليوم ليست خوض حرب مع إيران إنما في مكان أخر المواجهة مع روسيا والصين.

ورأى أن «من أهم أسباب العداء الأميركي لإيران أن النظام في إيران هو نظام سيّد حرّ ومستقل وليس عبداً للأميركي ولا يسمح بنهب ثرواته»، مضيفاً «ما يقوله الإسرائيلي حول التهديدات بالحرب على إيران هو تهويل فأغلب المستوى العسكري يعارض الضربة العسكرية لأنها لن تكون مجدية».

وأكد أن «إيران لا تمزح وقالت إنها ستردّ وإذا قُصفت من الإسرائيلين هي ستردّ بالمباشر»، مشدّداً على «أن ردّ الجمهورية الإسلامية سيكون قاسياً وعنيفاً وشديداً وستكون الضربة الإسرائيلية حماقة لها تداعيات كبيرة جداً».

وأشار إلى «أن دولة الإمارات في مقابل حركة «أنصار الله» وفي مواجهة أولى لجأت إلى القوى الغربية وإسرائيل لكي تحميها»، مشيراً إلى «أن دولة الإمارات منذ تأسيسها إلى اليوم اشترت بعشرات مليارات الدولارات صواريخ وطائرات وتكنولوجيا عسكرية وأمام أول مواجهة ارتفع صراخها».

وتوجّه السيد نصرالله بالمباركة إلى عوائل شهداء الشبان الفلسطينيين وقيادة «كتائب شهداء الأقصى» بشهداء نابلس، معتبراً أن «هذه الجريمة بحق الشهداء الفلسطينيين اعتداء إسرائيلي واضح طريقة القتل وكانت مؤلمة جداً».

وأشار إلى «أن كل كلام عن مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية جديدة لا مكان له اليوم في كيان العدو وليس ضمن أولويات الأميركي اليوم»، مشدّداً على أنه «يجب أن يتعزّز خيار المقاومة والمواجهة مع الإسرائيلي فلا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة بأشكال متنوّعة».

وأوضح أن «الإسرائيلي يريد من التطبيع السيطرة على فلسطين والعبور عمّا يُسمّى «مبدأ الدولتين» وإعطاء صلاحية للضفة الغربية بما يشبه «بلدية موسّعة»، مؤكداً أنَّه لا يوجد فلسطيني يُمكن أن يرضى بالفتات الذي يقدمه «الإسرائيلي».

 وأضاف «إذا كان الإسرائيلي يظنّ أنه بالتطبيع يشكل حلفاً بوجه محور المقاومة فهو واهم، بالعكس هذه الدول ستشكل عبئاً عليه»، لافتاً إلى أنه «يجب التوقف عند الظاهرة المهمة التي عبّر عنها رياضيون وفنانون واقتصاديون برفض التطبيع».

ورأى أن «موقف الجزائر برفض التطبيع مشكور جداً وهي تبذل جهداً لجمع قادة الفصائل الفلسطينية»، مضيفاً «نحن نشهد لعودة ما لدولة مهمة في العالم العربي اسمها الجزائر إلى الملف الفلسطيني».

وأردف «هذا التطبيع الإسرائيلي «ما بيمشي» عند الناس والشعوب الحقيقية على امتداد العالم العربي والإسلامي ولا يستطيعون تحقيقه».

ولفت إلى أن «حركة «أنصار الله» أعلنت أنه نتيجة عودة الإمارات للتدخل بالحرب على اليمن قامت برد فعل»، مشيراً إلى «أن حلّ الموضوع مع الإمارات سهل وهو كما كان في السنوات الماضية وما يقوله اليمنيون إنه على الإمارات الخروج من الحرب».

وقال «إذا كانت الإمارات من زجاج فلماذا تتدخل بالحرب؟ واليمنيون قالوا لها أن لا شأن لهم معها لكن هي أرادت التدخل بالحرب على اليمن».

وشدّد على أن «الحرب الكونية على سورية انتهت ولم تستطع أن تؤتي ثمارها، والأوضاع في سورية لا تزال تحتاج إلى المزيد من العناية والحذر». وأوضح أنَّ «الوضع في سورية يحتاج إلى أن نكون إلى جانب بعضنا ونحن موجودون ضمن حدود الحاجة»، لافتاً إلى أنَّ هناك مشروعاً لاعادة إحياء تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق وبالتالي المخاطر ما زالت قائمة».

وأضاف «الأمور ما تزال بحاجة إلى الحذر والتهديد في الشمال وشرق الفرات ما زال قائماً فالأميركيون ما زلوا يسرقون النفط والغاز من شرق الفرات».

وأعلن أن «بعض الأهداف التي تُقصف في سورية تابعة لحزب الله وأرسينا سابقاً معادلة أن أي شهيد لنا سنردّ من لبنان أو من سورية»، وقال «لنا بذمة العدو شهيدان وهو يحاول ألاّ يُسقط شهداء لنا خوفاً من الردّ ونحن ما زلنا نلتزم بالمعادلة».

ولفت إلى أن «هناك قانوناً اتخذه مجلس النواب العراقي لإنهاء الاحتلال الأميركي في العراق، وحزب الله يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف العراقية حين يطلبون منه ذلك».

وأشار إلى أن «ما جرى في البحرين هو القمع والاعتقال والتعذيب بالسجون وإسقاط الجنسيات والطرد والاستقواء بالخارج وصولاً إلى «درع الجزيرة». وقال «يعتقدون أنه من خلال العمل العسكري والقمع يحسمون الموضوع بالمقابل البحرينيون مصرّون على السلمية»، مؤكداً أن «الشعب البحريني ما زال متمسكاً بحقوقه وقضاياه وما يزال ينزل إلى الشارع رغم التعذيب والاعتقال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى