أخيرة

القبّرة والفيل

} يكتبها الياس عشّي

في «كليلة ودمنة» حكاية عن فيل مرّ بمكان وضعت فيه قبّرة بيوضها، فوطئ الفيل المكان، وقتل فراخها، وهشّم بيضها.

حطّت القبّرة، وفي الحطّ خضوع، على رأس الفيل باكيةً، تسائله إنْ كان قد فعل ذلك استصغاراً لها، فتغطرس الفيل وقال: نعم… هذا ما دفعني إلى ذلك.

والمشهدان يمكن إسقاطهما على غابة معاصرة، فيلها كيان عنصري طاغٍ مستبدّ اسمه «إسرائيل»، وطئ أرضنا، وقتل صغارنا وشيوخنا ونساءنا، واستصغر شأننا.

وثمّة مشهد ثالث :

القبّرة أخذت المبادرة، فتواصلت مع رفقائها الطيور، وراحوا ينقرون عينيه إلى أن فقد بصره (…)، ثمّ سقط في وهدة، وقبل أن ينفق طارت القبرة، وفي الطيران علوٌّ واعتزاز، فوق رأسه معلنةً انتصارها رغم صغر حجمها وضخامة حجمه.

والمشاهد مجتمعةً تؤكد أنّ في الاتحاد قوة، وأنّ قوة العقل وحسن التدبير هما السبيل لكلّ انتصار. ألم يقل سعادة: إنّ فينا قوّة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى