أخيرة

تنازلوا عن فلسطين… والآتي أعظم

} يكتبها الياس عشّي

هكذاً، يا أصدقائي، كانت الأمور تسير في أدبيات العرب، وضمن ثقافاتهم اليومية: يقاتلون بشرف، ويموتون بكبرياء، وإنْ أُسروا عوملوا كفرسان.

أمّا اليوم فلم يبقَ من تلك الأدبيّات إلّا الثأر والهجاء والكيد. يتآمر العربي على العربي، ويهدرون دم بعضهم البعض، وينصبون الفخاخ، ويحتفون بصنّاع الموت والدمار دون أن يرفّ لهم جفن.

وباعوا الوفاء: يبيعونك بالفضة، ليقبضوا ذهباً. وكلّ قصص الوفاء لا تحرّك مشاعرهم:

ألم يضحِّ السموأل بابنه كي لا يسلّم وديعة امرئ القيس لمن جاء يسأل عنها؟ بلى فعل ذلك، فيما العرب اليوم يتنازلون عن فلسطين بكاملها، وربما أكثر من فلسطين !

ألم يسمعوا بعمروٍ بنِ كلثومَ الذي انتفض لكرامة أمّه، فاستلّ سيفه، وقتل الملك عَمْراً بنَ هند؟

بل سمعوا، ولكنهم باعوا خيولهم، وكسروا سيوفهم ورماحهم، واستبدلوا رياح الصحراء بالمكيّفات، والخيمة بالقصور، والوفاء بالغدر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى