مرويات قومية

رفيقان مناضلان من راشيا الفخار

سطرت بلدة راشيا الفخار وقفات عز عديدة من تاريخ الحزب، وبرز منها أمناء، بدءاً من عادل يعقوب عجيمي، نواف حردان، وجورج معلوف وقد كان لكلّ منهم حضوره الحزبي المميّز، وعن كلّ منهم كتبنا في وقت سابق(1) وصولاً الى حضرة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، والعميد الأمين سبع منصور حردان، والأمناء سليمان الغريب، جرجي الغريب، مخول العدس، يوسف الغريب الى مئات من الرفقاء الشهداء والمناضلين في الوطن وعبر الحدود وقد تسنّى لي ان أتعرّف على العديد منهم، وآمل ان أتمكن من الكتابة عنهم، وإلا عن معظمهم، داعياً رفقاء في راشيا الفخار الى ان يساهموا في هذا الواجب بل في وقفة الوفاء تجاه من تفانى وناضل وقدم التضحيات.

* * *

في العدد 38 من “صوت النهضة” تاريخ 15/10/2003 هذه النبذة عن كلا الرفيقين المناضلين خليل طعمة حردان، وقد عرفته مميّزاً بأخلاقه ووعيه، وإبراهيم العدس الذي تعرّفت إليه في البرازيل حيث كان يقيم في بلدة Garça  البعيدة ومع ذلك كان على تواصل مع الحزب، ملبّياً إدارياً ومالياً، بحيث لا أذكر انه زار سان باولو إلا وزار مكاتب جريدة “الانباء فيلتقي صاحبها ورئيس تحريرها الأمين نواف حردان، ويلتقي بي وقد كنت أتولى مسؤولية المندوب المركزي للبرازيل، وأقوم بمهام مدير تحرير الجريدة.

* * *

الرفيق خليل حردان:

ولد الرفيق خليل طعمة حردان في العام 1928، اقترن من السيدة سميرة عطا لله، وأنجب منها أنطون وسعاده. عُرف في محيطه بشدة إيمانه بالحزب، باستقامته وصدقه وجرأته في المواجهة، لا يقف عند صغيرة ولا تؤثر عندما أبى إلا ان يبقى ملازماً لمدرسة سوق الغرب حيث في قناعته منفعة شخصية. وبالرغم انه لم يُصب من العلم كثيراً إلا أنه كان مذيعاً ناجحاً للعقيدة التي احتلّت كلّ جوانب نفسه، وحياته، يتحدّث بها في كلّ مكان، حتى مع الخصوم، وفي أحلك سنوات الحرب المجنونة عندما أبى إلا ان يبقى ملازماً لمدرسة سوق الغرب حيث كان يعمل، يحميها من العبث والنهب، ويبقيها لطلاب العلم والمعرفة. انتقل في السنوات الأخيرة الى قريته راشيا الفخار للعمل في الأرض التي أحبها. فكان ان زرع فيها مع أشجار الزيتون التي تعهّدها ساعة بساعة وأحبها كأنها أبناء له، واعتنى بها عناية الأم بوليدها.

توفي بحادث انقلاب الجرار الزراعي الذي كان يقوده بتاريخ 24 آب، وفي اليوم التالي شيّع الى مثواه الأخير في راشيا الفخار وتقبّل آله وذووه التعازي في القرية اولاً، ثم في منزل شقيقه الرفيق سليم حردان في الأشرفية.

* * *

الرفيق إبراهيم العدس

ولد الرفيق إبراهيم العدس في العشرينات من القرن الماضي، غادر الى البرازيل حيث استقر في مدينة Garça البعيدة، انما استمر على تواصل مع الحزب، خاصة برفقاء مدينة سان باولو، متابعاً اخباره وصحفه ونشراته. شقيق المرحوم بنيامين، والرفيقين مفيد (أكرا – غانا) ويوسف المقيم في مونريال ـ والد الرفيق إنعام العدس.

مما تجدر الإشارة إليه انّ والدة الرفيق إبراهيم المعروفة بـ”أم بني” احتفظت بشعار الحزب الزوبعة في منزلها ولم تقبل بنزعه بالرغم من كلّ الظروف التي مرت بها بلدة راشيا الفخار إبان الاحتلال الصهيوني.

في السنوات الأخيرة كان يتردّد صيفاً الى قريته لتفقد والدته المسنّة العجوز وليقعد الى جانبها وفاء، وعناية، الا ان القدر الغاشم خطفه من امامها…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى