أخيرة

نافذة ضوء

لا خلاص من الويل إلا بنظام الحق والعدل

‭}‬ يوسف المسمار*
كم كان القائد التاريخي الدكتور بشار الأسد صريحاً ومصيباً وعادلاً عندما قال في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه أنطون سعاده واستشهد في سبيل مبادئه وغايته، وحـُورب هذا الحزب على مدى عقود وعقود من قبل الإرادات العدوانيّة الخارجيّة وعملائها الداخليّين:
«إن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الوحيد الذي ما زال يمتلك الايديولوجيا، والعقيدة، والأفكار».
والدكتور بشار الأسد يعني ما يقول. أي الايديولوجيا الواضحة، والعقيدة الصالحة، والأفكار المصلحة التي تقول: إن مصلحة سورية في وحدتها وحريتها وسيادتها وتقدّمها ورقيها واستمرارها في إبداعها هي فوق كل مصلحة. أي مصلحة شعب بلاد الرافدين والشام في الوحدة الطبيعيّة والاستقلال والسيادة والنموّ والارتقاء فوق كل المصالح والمنافع والفوائد الخصوصيّة الآنيّة الشخصيّة العابرة.
أي الوحدة التي خلقها الله ورسختها نواميس الطبيعة وليست الكيانات السياسية التي صنعتها حكومات العدوان الاستعماريّ. وقد برهن وأثبت الرئيس بشار الأسد في قيادته للأمة وضوح الايديولوجيا، وصحة العقيدة، وصلاح الأفكار فكانت قيادته في هذا الزمن هي القيادة الصحيحة الصالحة التي عبّرت عن إرادة الأمة ومثّلتها في معترك الحياة فغيّرت سير الأحدث، وصوّبت مسيرة التاريخ، وفضحت هيمنة القراصنة الأشرار على مقدرات العالم، وأعادت للأمم روح شرائع العدالة التي ابتكرتها سورية في ماضي الزمان، وأزالت غبار قرون الهمجية عن التعاليم المناقبية التي أطلقها مسيحنا بآيته الانجيلية البليغة التي لن تستطيع حجبها الظلمات، والتي تقول:
«الحق الحق أقول لكم إن لا أحد يستطيع حكم العالم إلا بالحق والروح «، لتتعانق مع الآية القرآنية الهادية بأن «العدلُ أساس الملك». وهذا ما عبَّرت عنه العقيدة السورية القومية الاجتماعية لنهضة الأمة السورية في بلاد الشام والرافدين حين قالت:
«لقد أنشأنا نظاماً جديداً أساسه الحق والعدل، ونرفض كل نظامٍ أساسه الظلم والباطل».
لقد اكتملت الآن عناصر ثورة نهضة بلاد الشام والرافدين في مقاومة شعبية ليس لها نظير في التاريخ يقودها قائد بصيرته تخترق حجب الأيام الآتية فيسدد الضربة إلى المرمى، حيث لا ينتظر الأعداء هو الأمين حسن نصر الله الذي قال بالفم الملآن:
«نحن في حزب الله لسنا طائفيين. نحن وطنيّون من الدرجة الأولى. ونحن قوميّون من الدرجة الأولى. وانتصارنا هو انتصار للأمة كلها. ونحن نهدي انتصارنا إلى جميع أبناء أمتنا…».
وباكتمال عناصر ثورة نهضة أمتنا أصبح جارنا الإيراني خير جار ونعم الجار ومثال الجار الذي يستحقّ كل التقدير وكل الحبّ على موقفه العادل والشجاع والنبيل يوم أسقط علم عدونا ورفع علم فلسطين، وتصدّى وما زال يتصدّى من أجل ذلك لمكائد وعداوات المستعمرين المستكبرين. وكم كنا نتمنى أن يستمر موقف إخواننا في مصر وموقف جيراننا الأتراك كالموقف الإيراني الشريف.
لقد اكتملت أسباب النصر في الايديولوجيا، والعقيدة، والأفكار التي تعبر عن النظرة الشاملة للحياة والكون والفن التي تنبثق عنها الفلسفة القومية الاجتماعية الإنسانية المادية – الروحية التي تتناول معضلة الدنيا والدين وجوداً وآخرة وحياة ومآلاً. فلسفة تمارسها حركة نهضوية منطلقة من أعماق أعماق شعبنا السوري يقود مقاومتها قائد شعبي حكيم مقاوم هو السيد حسن نصرالله وقائد سياسيّ حكيم شجاع هو الدكتور بشار الأسد في انسجام وتناسق وانتظام. وباتحاد الفكرة الواضحة الصحيحة، مع القيادة الصادقة الصالحة يصبح نصر الأمة قضاء مبرماً، وقدراً لا يُردّ للذين يعقلون وبنفوسهم يثقون.
وبعناق قيادتي المقاومة الدنيوية والدينية للرئيس بشار الأسد والأمين حسن نصرالله يتوضّح بجلاء قول المعلم أنطون سعاده:
«كلنا مسلمون لله رب العالمين منّا من أسلم لله بالإنجيل، ومنّا من أسلم لله بالقرآن، ومنّا من أسلم لله بالحكمة. قد جمعنا الإسلام لله رب العالمين وليس لنا من عدو يقاتلنا في حقنا وديننا ووطننا الا اليهود».
أي لسنا نحن الذين اعتدينا على العدو اليهوديّ ونقاتله بل هو المعتدي. أي أن المعركة ضد عدونا المعتدي علينا هي معركة حق، ومعركة دين، ومعركة وطن. إنها معركة وجود وحياة ومصير.
فيا أيّها اللبنانيون والفلسطينيون والأردنيون والعراقيون والكويتيون والشاميون عزّتكم بالتئامكم وبالتفافكم حول قضية حياتكم ومصيركم في بلاد الشام والرافدين. وبانعزالكم عن بعضكم كل ذلكم وهوانكم.
الطريق الذي سلك بعد هروب الملك فيصل من دمشق الى بغداد بالخداع الانكليزي وقبوله بتمزيق المملكة السورية آنذاك مزقاً كانت بداية الكارثة عليكم جميعكم.
فليس من العقل والحكمة والمصلحة أن تستمرّوا على ذلك الخطأ التاريخي الفظيع الذي يكاد يصل بكم الى هاوية الانقراض. داؤكم عنادكم وتمسككم بالتمزق. ودواؤكم وشفاؤكم في وعيكم وانفتاحكم على بعضكم في جامعة تجمعكم فتكتشفون أعداءكم، وتعرفون أصدقاءكم. وتهتدون الى أسباب نهضتكم الحقيقية التي هي:
في تقاربكم وتضامنكم وتعاونكم في بلاد الشام والرافدين ووحدة مجتمعكم في هذه البيئة هي ضرورة الضرورات، وتمسككم بتعاليم أمتكم الإسلامية برسالتيها المسيحية والمحمدية، والسورية القومية الاجتماعية، والعروبية الحضارية الإنسانية يعني غذاءكم في الدنيا، وزادكم الى الآخرة.
والتفافكم حول القيادة العبقرية للنابغتين الدنيوية والدينية الحكيمتين الصادقتين الرئيس الدكتور بشار الأسد والأمين حسن نصر الله في هذا الوقت العصيب هو أكبر الواجبات.
ووضعكم خيار الصراع والانتصار نصب أعينكم هو غاية الغايات لأنه الخيار الوحيد الذي يضع حداً لتخلف مجتمعكم وخرابه وانهيار حضارة الإنسانية، ويؤدي الى استقامة مسيرة العالم الحضارية على طريق الحق والعدل والمحبة والرحمة للعالمين، وعليكم أن تعوا وتؤمنوا أن الحياة لا تـُبنى إلا بالمعرفة والصراع، ولا تستقيم الا بالعز، وان الآخرة السعيدة هي فقط للواعين المؤمنين الصالحين الذين سلمت قلوبهم، وحَسُنت أقوالهم، وصلحت أفعالهم، وطهـَّروا نفوسهم بمحبتهم لبعضهم البعض، ونظـَّفوا بلادهم من الفساد والمفسدين، وتعاونوا على بناء وطنهم ومجتمعهم أصلح بناء، وتوطيد سيادتهم وحريتهم على أنفسهم ووطنهم أقوى توطيد، فاستحقوا احترامهم لأنفسهم واحترام سائر الأمم لهم.

*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى