الوطن

صحافة الغرب العنصرية

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
قامت قيامة الاعلام الغربي عندما ألبَس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كابتن منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي «البشت» تكريماً له كأفضل لاعب وكقائد لمنتخب الأرجنتين الذي أحرز كأس العالم في مونديال قطر ٢٠٢٢، وقد أثار هذا التكريم نقاشاً ولم يزل حول أهداف مثل هذه الخطوة !!
البشت» كلمة مشتقة من الكلمة الأكادية «بشتو» التي تعني النبل والهيبة…
ولأن الإعلام الغربي هو إعلام عنصري يحتقر كلّ ما هو عربي كتبت صحيفة «التلغراف» اللندنية قائلة: «إنه لأمر مخزٍ لأنّ القميص الأزرق والأبيض الذي كان يرتديه ليونيل ميسي حجبه «البشت» عندما أجبروا ميسي على ارتدائه فتحطمت أعظم لقطة في التاريخ»!
ولكن الخزي كان عندما كذبت «التلغراف» وادّعت أنّ ميسي أُجبر على ارتداء «البشت» خلافاً للصورة التي شهدها العالم عندما وضع رئيس دولة قطر «البشت» على كتفي ميسي وظهر الأخير فرحاً ورفع يديه تحية لآلاف المتفرّجين في الملعب وملايين البشر أمام شاشات التلفزيون.
وقالت صحيفة «بوبز أونلاين» الألمانية: «إنه لأمر مخز أن يهتف ميسي بزيّ قطر وهذا مخجل جداً»…!
نحن لم نفاجأ بهذا الكمّ من الحقد والكراهية والافتراء، والعنصرية الغربية على ألسنة الصحافة العنصرية، بينما هي تتغاضى عن سلوكها العنصري وديمقراطيتها الكاذبة التي تبيح وتشرعن المثلية وتزواج الرجال من الرجال والنساء من النساء وغير ذلك من فساد وإفساد وفظائع يمجّها الذوق والخلق القويم! وهي لا ترى العرب وبلاد العرب إلا مجرد خيمة وجمل وبئر فقط!
بينما بلاد العرب مهد لحضارات أديان وتسامح ومكارم أخلاق شهد لها العالم في الأزمنة الغابرة، والآتية باذن الله…
مثل هذه العنصرية المتعرّية رداً على النجاح الباهر الذي حققته قطر العربية، وبات مونديال قطر ٢٠٢٢، بشهادة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، هو أنجح أولمبياد منذ عام ١٩٣٠ .
وما أثار هذا الحنق وهذه العدوانية رُؤية العلم الفلسطيني يرفعه المنتخب المغربي الى جانب علم المغرب وتلويح الآلاف على المدرّجات بعلم فلسطين وصور الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ولعلّ النجم المصري محمد أبو تريكة المعلق الرياضي لمحطة «بين سبور» أدرك غرابة تصرفات الإعلام العنصري فقال: «صياحكم بالنسبة الينا طرب يا غرب».
وربّ قائل انّ الصحافة الغربية العنصرية غضبت لانتقال كأس المونديال من القارة العجوز الى أميركا الجنوبية، وهي ذاتها الصحافة التي لم تنزعج عندما ارتدى بيليه قبعة مكسيكية عام ١٩٧٠ واعتبرت ذلك تعايشاً وحضارة وإنسانية !!
وعندما دافعت الناشطة السعودية لجين الهذلول عن ارتداء ميسي «البشت» وأزعجتها التعليقات العنصرية، خاطبتها الصحافة العنصرية قائلة: «كيف تجرئين على الدفاع عن ثقافة القهر التي تسبّبت باعتقالك ونحن الذين دافعنا عنك وطالبنا بإطلاق سراحك؟ فردّت بتغريدة قالت فيها: «وهل ينبغي ان نتخلى عن ثقافتنا العربية؟»
وعلقت مساعدة وزير الخارجية القطري على ما وصفتها بحالة من السعار (الجنون) التي انتابت الكثيرين احتجاجاً على ارتداء «البشت» في مراسم التتويج بالقول: «حالة من السعار انتابت إعلاميين أوروبيين وإداريين كثر وهم يمارسون عقدتهم الاستعلائية على ثقافات العالم بعد ان ألبَس أمير قطر البشت العربي لقائد المنتخب الأرجنتيني تكريماً له، الا انّ المفارقة ان الأوروبيين أنفسهم يمارسون هذا الطقس في كلّ حفلات التخرج وهو تقليد عربي بدأ في جامعة القرويين التي أسّستها فاطمة الفهري عام ٨٥٩ ميلادية.
نحن في ختام هذا البيان نحيي فكرة البشت العربي في ختام المونديال الرائع في مراسم التتويج رمزاً للرجولة، تماماً كتلاوة آيات من الذكر الحكيم في حفل الافتتاح، ونتذكر بعض أبيات رائعة للشاعر العربي الكبير ابو فراس الحمداني:
وما كلّ فعّال يُجازى بفعلهِ
ولا كلّ قوّالٍ لدي يُجاب
ورُبّ كلامٍ مرّ فوق مسامعي
كما طنّ في لوح الهجير1 ذبابُ
1 ـ الهجير: قيظ الظهر
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى