أخيرة

دبوس

الأردن وشعبه…

للمرة الألف، يثبت الشعب الأردني أنه فوق كلّ الاعتبارات، وأكبر من كلّ التكبيلات السياسية والعلائقية، التي تفرضها قوىً مارقة من خارج المنطقة، ديدنها خدمة المشروع الصهيوني، ولو أدّى ذلك الى تمزيق وشائج المحبة والتماهي الجغرافي والتاريخي والديموغرافي والقيَمي واللغوي والتراثي والمزاجي وبالتأكيد المصيري بين شعوب المنطقة، والتي كانت البارحة فقط بمنظور أعمار الأمم والشعوب، شعباً وأحداً، لا تفصله فاصلةً، ولا يعيق تواصله حدود…
ينتخي نشامى الأردن هذه المرة لنجدة الاقتصاد السوري الذي تسعى قوى الهيمنة لتحطيمه وتحويله الى أشلاء، الشعوب العربية والإسلامية تثبت مرةً أخرى أنها تستطيع الحركة خارج نطاق الصندوق الذي اصطنعته لنا القوى الأوليغارشية، وأثبتت وتثبت انّ الانتصار يقبع في ثنايا هذه الحركة، فحينما تفشل الدولة في لبنان والعراق، يمسك الشعب والقوى التحتانية بزمام الأمور، ويحقق النصر…
الشعب الأردني يستطيع أن يفعل الكثير في رفد قضايا الأمة على كلّ المستويات المجتمعية والعسكرية والاقتصادية، ونراه الآن يبادر الى شراء ما يستطيع من الليرة السورية…
علينا ان نبتدع فلسفة جديدة في ديالكتيكية الصراع مع أعداء الأمة، وفي المقدمة منها كيان الأبارتهيد الزائل لا محالة، لا يمكن ان تترك 300 كيلومتر من الحدود مع هذا العدو في حالة من الهدوء والسكينة، ولو على مستوى الطائرات المُسيّرة البسيطة، وشباب الأردن يمتلكون من الذكاء والمقدرة لصناعتها، يكفي، وفي حالة اشتعال الجبهات، ان ترسل الطائرات المُسيّرة الرخيصة الى سماء فلسطين وبكثافة، العدو مجبر على إسقاطها بصواريخ كلفتها مئة ضعف أو أكثر من كلفة الطائرة المُسيّرة، لأنه لا يستطيع ان يعرف انْ كانت تحمل متفجرات ام لا، فهو لا يملك سوى إسقاطها، احدى الأفكار التي أجدني متأكداً انّ شبابنا في الأردن يملكون الكثير منها لقضّ مضاجع هذا العدو المارق…
دعونا نفكر بحرية وإبداع لإلحاق أكبر كمية من الأذى بهذا العدو، حتى نضطرّه إلى الزوال والتلاشي، وهو يوم قريب لا يراودني أدنى شكّ في ذلك.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى