«مؤتمر» المكسيك غير شرعي ولزوم ما لا يلزم
} علي بدر الدين
قد لا يكون مقبولاً أو مبرّراً الانغماس في سجالات إعلامية مع مجموعة من منتحلي الصفة في «الجامعة اللبنانية الثقافية» التي ادّعت أنها عقدت مؤتمراً لها في المكسيك وأصدرت في نهايته «مقرّرات وتوصيات واقتراحات مشاريع» من نسج الوهم والخيال، ولا قيمة واقعية لها، ولا يمكن صرفها في أيّ مكان أو زمان، ولا فائدة عملية لها في الوطن الأمّ، لأنّ هذه «الجامعة» و»مؤتمرها» المزعوم لا صفة شرعية ولا مسوغ قانوني لهما، ولا اصول إدارية وتنظيمية ولا وثائق في حوزتها تثبت أحقيتها في الإعلان عن نفسها وشرعيتها، أو أنها تمثل المغتربين اللبنانيين وتنطق بإسمهم، لأنها بكلّ بساطة مجموعة يمكن وصفها بالمتمرّدة الخارجة عن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الممثلة الشرعية للمغتربين المعترف بها من الجهات الرسمية المعنية في الوطن والاغتراب وفي مقدمها وزارة الخارجية والمغتربين وهي التي عقدت مؤتمرها العالمي الثامن عشر في بيروت في تشرين الأول الماضي عام 2022 الذي حضره بالأسماء والوقائع ممثلون معروفون ومنتخبون شرعيون من الهيئات العامة في أماكن اغترابهم في دول العالم، وفق قوانين الجامعة وأنظمتها، والذين انتخبوا بدورهم هيئة إدارية جديدة وعباس فواز رئيساً عالمياً وهو المشهود له بمسيرته الاغترابية الطويلة وبمناقبيته وخدماته وإنجازته في الوطن والاغتراب.
لا أظن ولا غيري كذلك، أنّ الجامعة الأمّ والأصل والأساس فرّخت في المكسيك أو غيرها إنما لها من يمثلها في مؤتمرات الجامعة وآخرها كان وفدها الموسّع الذي شارك بفاعلية في المؤتمر الذي عقدته في بيروت.
رغم انّ الوطن يمرّ في ظروف سياسية ومالية واقتصادية صعبة ودقيقة وغير مسبوقة وفي ظلّ فراغ رئاسي وحكومة تصرِّف الأعمال في إطار ضيّق، ولكن السكوت على من ينتحل الصفة ويزوِّر الحقائق والوقائع ويقسِّم الجامعة ويشرذم المغتربين في وقت أحوج ما يكون إليهم لبنان وشعبه واقتصاده حرام وغير مقبول، والمشاركة فيه من ايّ جهة رسمية واغترابية وإنْ كان عن غير قصد او عن حسن نية او جهل، فهو تشجيع للخطأ والفلتان وللحالة الانقسامية التي ليس وقتها ولا أوضاع لبنان تسمح بها.
وعلى الجميع العودة إلى العنوان الوطني الكبير الذي أطلقه الرئيس فواز «أنّ وحدة المغتربين من وحدة لبنان والعكس صحيح»، وكلّ ما عدا ذلك هو جنوح إلى إضعاف لبنان بجناحيه المقيم والمغترب.