أخيرة

دبوس

تفاءلوا بالخير تجدوه

الفلسفة التي يجب ان تحكم علاقاتنا مع الناس سواءً أكانوا من أبناء جلدتنا، او مع من هم غرباء هنا، باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب، والذي وصفه سماحة الإمام الغائب موسى الصدر بالشر المطلق، هي فلسفة تعتبر الإنسان المقابل هو مزيج من الخير ومن الشر، يتفاوت من إنسان الى آخر، فتعلو وتيرة الشر في بعضهم مع بقاء شذرات من الخير في ذاتهم، وتعلو وتيرة الخير في بعض آخر مع بقاء هنّات من الشر في ذاتهم…
الفضيلة والرذيلة في المحتوى الإنساني هي مسألة «أميبية» دائمة التغيير، ودائمة التشكّل، ولا تبقى على حال، وواجب أولي البصيرة والرأي النافذ استفزاز الخير في تكوين الآخرين ليبقى على حالة متسيّدة، والتصدي لنوازع الشر فتكبح جماحه، وتبقيه في حالة متضائلة…
يخاطب الله سبحانه في مكان ما فيقول، يا بني آدم ان أنت أتيت اليّ مشياً، فسآتيك ركضاً، ويتحدث الرسول في مكان آخر في وصفه للذات البشرية، ومدى قدرتها على التقلّب، فالإنسان انْ ارتضى بالإيمان ديدناً هو كالقابض على الجمر، يمسي كافراً، ويصبح مؤمناً…
واجبنا نحن الذين قيّض لنا ان نحمل لواء الحقيقة والخير ان نعزز من المساحة الخيّرة في تلك النفوس المتردّدة، وان لا نقذف بأولئك الذين غمض عليهم تبيان الطريق السديد الى مصاف الأعداء، بل انّ علينا ان نقتنص كلّ مناسبة او فرصة للتشبيك معهم وترغيبهم وتبيان ما التبس عليهم، وان لا نعدم وسيلة لتقريبهم الينا وليس إبعادهم عنا.
أقول هذا لأولئك الذين يحترفون التشكيك في كلّ شيء، وقد اتخذوا موقفاً صلداً غير قابل للتزحزح من أولئك الذين ضلوا السبيل، انْ بالقسر او بغياب المقدرة على تبيّن الحقيقة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى