أولى

لماذا التصعيد الإسرائيلي جنوبا؟

– التافهون فقط يعتقدون أو يروّجون لإحدى مقولتين، الأولى أن ما يجري على تلال كفرشوبا وفي منطقة مزارع شبعا، هي أحداث هامشيّة لا تستحق الاهتمام، أو أنها أحداث ناتجة عن نيّة المقاومة التصعيد. فمن يقولون بهذه أو تلك يفتقدون إلى اثنتين، الوطنية والمنطق.
– البحث وراء موضوع التصعيد وأسبابه يكشفان بسهولة أن قوات الاحتلال تقوم بصورة مستغربة بعمل معلوم سلفاً أنه سوف يؤدي إلى التصعيد، فهي عندما قامت بتجريف الخط الملاصق للحدود في النقاط المختلف عليها بين لبنان والكيان خلال رسم الخط الأزرق عام 2000 كادت تؤدي إلى وقوع مواجهات، ما أجبر الاحتلال على وقف بناء الجدار على الحدود مع لبنان مراراً تفادياً لهذا التصعيد. فيكف يمكن توقع أن يمر الاعتداء الموصوف على الأراضي اللبنانية في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا دون رد فعل من الأهالي والجيش والمقاومة، والاحتلال يقوم بتجريف الأرض لزرع قواعد إسمنتية لاستكمال بناء الجدار وإعلان الضم النهائيّ لهذه المناطق إلى سيطرته؟
– أن يحدث هذا التحرّش التصعيدي بالتزامن مع الاستحقاق الرئاسي ليس صدفة أيضاً. فقادة الكيان يعلمون أنهم أضعف من تحمل تبعات الانزلاق الى مواجهة مع المقاومة، لكنهم يفعلون ذلك بطلب أميركي، حيث وضع الأميركيون يدهم على تدخلات حلفائهم الفرنسيين والسعوديين في الملف الرئاسي وتولوا إدارة الملف وتحويله الى منصة مساومة مع المقاومة حول الوضع على الحدود وترتيباته، عبر عروض مقايضات يحملها الوسطاء إلى المقاومة لمقايضة الترتيبات بالرئاسة، بعدما وفر لهم الاصطفاف وراء ترشيح جهاد أزعور ما يتيح خلق استعصاء رئاسي أمام المرشح المدعوم من المقاومة سليمان فرنجية.
– المهم أن ينتبه الذين يقولون إنهم لم يبدلوا موقعهم وموقفهم من السيادة والموقف من أطماع الاحتلال، ويتحدثوا عن تقاطع على ترشيح جهاد أزعور، الى أن التقاطع هو مجرد منصة للاستثمار، وأن الفعل الحقيقي يجري جنوباً، وأنهم جعلوا أنفسهم مجرد ورقة تفاوضية بيد الأميركي، للحصول على ضمانات تتصل بأمن الكيان، ترفض المقاومة تقديمها، وإلا لقدمت الرئاسة للمرشح المدعوم منها على طبق من ذهب.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى