الوطن

تنديد واسع بتجدُّد العدوان الصهيوني الوحشي على جنين وإشادات بالتصدي البطولي للأهالي «القومي»: ما من خيار لمواجهة هذا العدو وهزيمته إلا المزيد من الصمود والمقاومة والشهداء

فيما تُواصل قوّات الاحتلال الصهيوني عدوانها الهمجي المتجدِّد، جوّاً وبرّاً على جنين، موقعةً في صفوف الأهالي عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن هدم العديد من المنازل، مستفيدةً من صمت عربي ودولي عن جرائمها الوحشيّة، ندّدت قوى وأحزاب وطنيّة وقوميّة بالعدوان وأعلنت تضامنها ودعمها الكامل لشعبنا الفلسطيني الذي يواجه ببسالة آلة الحرب «الإسرائيليّة»، مؤكدةً الوقوف إلى جانب فصائل المقاومة في كلّ الخيارات التي تراها مناسبة لردع العدو وحماية الشعب الفلسطيني ومقدّساته.
وفي هذا السياق، حيّا الحزب السوري القومي الإجتماعي البطولة المؤيدة بالمقاومة التي ظهرت جلية خلال الساعات الماضية في جنين الصمود، حيث ثبّت أبطال المقاومة في جنين قاعدة الإتصال المشرّف بالعدو الغاصب، ألا وهي اتصال الحديد بالحديد، واتصال النار بالنار.
وقال القومي في بيان: لقد أثبت شعبنا المقاوم في فلسطين، بكلّ فصائله وأحزابه أنّ بندقية الجهاد والنضال توحّد الصف في مواجهة مجرمي العدو الصهيوني.
ولفت «القومي» إلى أنّ العدوان الصهيوني المتواصل على جنين، واستهداف منازل المواطنين والمستشفيات والصحافيين ودور العبادة، دليل جديد على أنّ هذا العدو يشنّ حرب ابادة شاملة ضدّ أبناء شعبنا، إنفاذاً لطبيعته العنصرية المعادية للإنسانية. وما من خيار لمواجهة هذا العدو وهزيمته إلا المزيد من الصمود والمقاومة والشهداء.
وختم القومي بيانه معرباً عن الاعتزاز والافتخار بالدماء الزكية لشهداء جنين الذين انضمّوا إلى سجل الخالدين الحافل بمن سبقهم على طريق الشهادة. ومؤكداً بأنّ دماء الشهداء تحمل معها بشائر اقتراب تحقيق النصر وزوال الاحتلال.
كذلك أدان المؤتمر العام للأحزاب العربيّة العدوان الصهيوني الغاشم على جنين. وقال في بيان «يتصاعد العدوان الغاشم على مدينة جنين ومخيّمها، ليرتقي عدد من الشهداء الأبطال من مجاهدي سرايا القدس، أثناء المواجهات الملحميّة التي تبدع فيها جنين متصديةً لاقتحامات العدو الصهيوني، رغم استخدامه أفتك أنواع الأسلحة المتطورة. وقد استطاعت المقاومة عبر غرفة العمليّات المشتركة أن تردع العدو وتُكبّده خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات «.
وبارك الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة قاسم صالح للشعب الفلسطيني بهذه الكوكبة من الشهداء وأدان هذا الاعتداء الغاشم مستنكراً الصمت الدولي على هذه الجرائم المتكررة. ودعا صالح «إلى موقف فلسطيني موحّد يُلغي ما يُسمى اتفاقيات أوسلو، والتنسيق الأمني مع العدو وتدعم مواقف شعبنا في فلسطين ومقاومته والمجاهدين الأبطال ومعهم فصائل المقاومة الذين يسطرون أروع الملاحم . وتحيي إرادة الإصرار والتحدّي والمواجهة والصمود في وجه هذا الاحتلال المجرم».
أضاف «كما نُجدّد اعتزازنا وفخرنا بشجاعة شعبنا المقاوم الصابر المرابط، وبأهلنا الصامدين في مخيّم جنين وهم يخوضون هذه الجولة من جولات العزّ والكرامة، باذلين أرواحهم ذوداً عن أرضهم ومقدساتهم. ونتوجه بتحيّة اجلال وإكبار الى ابطال المقاومة البواسل .كما نُجدّد ثقتنا بجميع فصائل المقاومة التي أكدت أنّه لازال في جعبتها المزيد والمزيد من المفاجآت التي ستُذهل العدو وتذلّ جيشه، وقيادته الجبانة».
ودعا الأمين العام «كلّ المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا في الضفّة المحتلّة والداخل المحتلّ، وفي سائر أقطار الأمّة وساحاتها، إلى دعم ومساندة هذه الملحمة البطولية ملحمة «بأس جنين»، ونعلن وقوفنا معها. ولتكن انتفاضة وغضبة عارمة في وجه هذا الكيان العنصري الغاصب».
وأدان حزب الله في بيان «العدوان الصهيوني المتجدّد على مخيّم جنين وترويع المواطنين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وأعمال القتل والاعتقال التعسفيّة والإرهابيّة التي تمارسها قوات الاحتلال بحقّهم في ظلّ صمت عالمي وعربي يُشجِّع العدو على التمادي بأعماله الإرهابيّة الخطرة»، مُشيداً بـ«التصدي البطولي لفصائل المقاومة وأبناء المخيّم البواسل الذين يواجهون قوات الاحتلال بكلّ شجاعة وثبات، موقعين الخسائر في قوات نخبته وآلته الحربيّة».
وتابع «لقد أثبت المجاهدون الفلسطينيون مرّة جديدة يقظتهم وقدرتهم على الوقوف بوجه غطرسة العدو وإفشال أهدافه رغم زجّه بقوات النخبة واستخدامه أكثر الأسلحة تطوراً وفتكاً، وستكشف نتائج هذه المعركة حماقة هذا العدو وفهمه الخاطئ لإرادة شعبنا الفلسطيني المقاوم الذي يملك القوة والعزيمة ولديه الكثير من الخيارات والوسائل التي ستجعل العدو يندم على فعلته».
وإذ تقدّم الحزب «من شعبنا الفلسطيني العزيز وفصائله المقاومة بأحرّ التعازي والتبريكات بالشهداء الأبطال»، متمنيّاً العافية للجرحى، أكّد وقوفه ودعمه المطلق «إلى جانبهم في كلّ الخيارات التي يرونها مناسبة لردع العدو وحماية الشعب الفلسطيني ومقدّساته».
ورأى «المؤتمر العربي العام» في بيان، أنّ «العدوان الصهيوني الجديد على مدينة جنين ومخيّمها، محاولة يائسة لاقتلاع المقاومة من هذه الأرض الطيبة العابقة بعطر الشهداء الأبرار والمعروفة بتصديها المتواصل لمثل هذه الاعتداءات».
ورأى أن «مصير هذه المحاولة العدوانيّة الإجراميّة الصهيونيّة الجديدة لن يكون مختلفاً عن مصير المحاولات السابقة، وآخرها في عملية «ثأر الأحرار»، وعمليّة «بأس الأحرار»، وصولاً اليوم إلى «نصر الأحرار»، لافتاً إلى أنّه «بات واضحاً من الساعات الأولى للمواجهات بين المقاومين الأبطال، بكلّ فصائلهم وسراياهم وكتائبهم، وبين العدو الفاشي العنصري، أن العدو سيواجه مقاومة شرسة تبدّد كل أحلامه في تحقيق انتصار على المقاومة والشعب الفلسطيني كان يحتاجه للخروج من العديد من الأزمات الداخليّة والخارجيّة التي يواجهها. فالعدو المأزوم داخليّاً بفعل الانقسام في كيانه، والمحاصر بتصاعد عمليّات المقاومة في الضفّة وتنامي قوى المقاومة في أكناف فلسطين، لن يستطيع أن يُحقّق أيّ انتصار في فلسطين، بل سيجد نفسه متورطاً في هزيمة جديدة سبّبتها له مغامرات الحفنة الصهيونيّة الإرهابيّة المتحكّمة بسياساته».
وأشار إلى أنّ مواجهة هذا العدوان لا تنحصر بأهالي جنين ومقاوميها الأبطال، بل هي مهمّة كل أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين والشتات، وكلّ شرفاء الأمّة، وكل أحرار العالم «ففلسطينيّاً، المطلوب تعزيز الوحدة الميدانيّة بين المقاومين من الفصائل والكتائب والسرايا كافّة كمدخل لوحدة وطنيّة تقوم على برنامج المقاومة والتحرير. وعربيّاً وإسلاميّاً، المطلوب أوسع تعبئة شعبيّة لنصرة المقاومين في فلسطين وأكنافها، واستكمال أجواء المصالحات والاتفاقات بإجراءات عمليّة على المستويات كافّة، وإسقاط كلّ أشكال الحصار على أبناء الأمّة وكلّ اتفاقات التطبيع، الجديدة منها والقديمة».
أمّا دوليّاً، فأكّد المؤتمر وجوب «تطوير هذا التجاوب الدولي المتصاعد مع الحقوق الفلسطينيّة ضدّ النظام العنصري الصهيوني والعمل على إطلاق حملة عالميّة لإسقاط الشرعيّة الدوليّة عن الكيان الصهيوني، ومحاكمة مجرمي الحرب فيه».
وإذ حيّا «أبناء الشعب الفلسطيني البطل وشهداءه البواسل وأسراه النشامى ومقاوميه الشجعان»، أكّد أنّ «انتصارنا الكبير على المحتلّ لن يكون بعيداً، بل هو ثمرة تراكم انتصارات متتالية بدأت تبرز في كلّ ساحات المواجهة بين الأمّة وأعدائها».
وأكّد النائب ملحم الحجيري في بيان، أنّه «عبثاً يُحاول جيش الاحتلال الصهيوني إظهار صورته كمنتصر في مخيم جنين الذي يرتكب فيه الصهاينة مجزرة في حقّ المدنيين العزَّل تُضاف إلى سجلهم الأسود الحافل بالجرائم وارتكاب المجازر، ويستخدمهم دروعاً بشريّة، لكنّ جنين ومخيّمها يُنجبان أبطالاً ومقاومين يتصدّون ببسالة للعدوان الذي لن يستطيع كسرها بوصفها أُسطورة الصمود والمقاومة».
بدوره، لفت المنسّق العام لـ»الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» معن بشّور في تصريح، إلى أنّه «في الأول من نيسان عام 2002، وعلى مدى عشرة أيام لم يتمكّن العدو من اقتحام مخيم جنين إلاّ بعد تدميره بشكل شبه شامل واستشهاد العديد من أبنائه وبينهم العشرات من المدافعين عنه»، مشيراً إلى أنّه «لم تكن يومها غزّة محرّرة وقلعة صلبة للمقاومة، ولم تكن المدن والمخيّمات في الضفة تعجّ بالمقاومين الشباب. ولم تكن جبهة المقاومة في أكناف فلسطين قويّة كما هي اليوم».
وتابع «في كلّ محاولات اقتحام جنين ومخيّماتها، وسائر المدن الفلسطينيّة وجوارها، كان العدو يخرج وهو يجرّ أذيال الخيبة، رغم ما يتركه من شهداء وخراب ودمار. ويبقى السؤال هل سيكون مصير الاقتحام الجديد لمخيّم جنين مختلفاً عن سابقاته من الاقتحامات، أم سيخرج مرّة أخرى مهزوما ومأزوماً ومدركاً أن لا طريق أمامه سوى الانسحاب من أرضنا المحتلةّ، وهو ما سيتمّ، بإذن الله، عاجلاً أم آجلاً».
بدوره، أكّد أمين الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، في بيان، أنّ «العدوان الصهيوني على جنين هو استمرار للعقل لإجرامي الهمجي للعدو الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ مقاومة هذا العدوان هو السبيل الوحيد أمام كل أهلنا الفلسطينيين الذين يُبدعون في الحفاظ على قضيّتهم، بتحرير الأرض وحماية العرض»، مُضيفاً «اليوم في جنين تسقط كلّ المقولات، لترتفع بندقيّة المقاومين، دفاعاً عن الحقّ في وجه الباطل الصهيوني».
ودعا القوى الوطنيّة كافّة على امتداد أمّتنا «أن تتحرّك ليس فقط بالكلام، وإنّما بالفعل الجادّ من أجل خلق رأيّ عام عالمي مناهض للصهيونيّة، في حرب الإبادة التي تخوضها ضدّ أهلنا الفلسطينيين على أرض جنين».
من جهته، دعا «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان «فصائل المقاومة الفلسطينيّة إلى التضامن فيما بينها وتفعيل غرفة العمليّات المشتركة وعدم السماح للعدو الصهيوني أن يستفرد بفصيل دون أخر أو بمدينة دون أخرى، وتفعيل قرار وحدة الساحات»، فيما أشار المنسّق العام لـ»جبهة العمل الإسلامي» الشيخ الدكتور زهير الجعيد «إلى أنّ ارتقاء الشهداء الطاهرين وقتل النساء والأطفال والعجزة وآهات الجرحى والمصابين، إضافةً إلى تدمير الممتلكات وهدم المنازل وجرف الأراضي وسحق وحرق المركبات، سيزيد المقاومة والشعب الفلسطيني استبسالاً وصموداً».
وحيّت «لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيليّة يحيى سكاف»، في بيان «أهالي مخيّم جنين ومقاوميه من كلّ الفصائل الفلسطينيّة الذين يسطرون اليوم كما كلّ يوم، أروع أنواع الملاحم من البطولة والفداء، حيث يستبسلون في الدفاع عن جنين و يقدّمون الشهيد تلوَ الآخر دفاعاً عن عزّة الأمّة وكرامتها»، معتبرةً أنّ «العمليّة العدوانيّة التي يقوم بها جيش العدو اليوم ضدّ مخيّم جنين لن يستطيع من خلالها إضعاف عزيمة المقاومة المتجذّرة في جنين وعلى كامل الأرض الفلسطينيّة وإرادتها، لأنّ كلّ شبرٍ من فلسطين الحبيبة يحتضن المقاومة وسيبقى ينبذ الاحتلال حتّى تحرير كامل فلسطين»، مؤكّدةً «ضرورة مساندة الشعوب العربيّة والإسلاميّة وأحرار العالم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكلّ الوسائل في المعركة المفتوحة في مواجهة قوّات الاحتلال، لأنّ فلسطين وشعبها المظلوم يتعرضان لأبشع مجزرة على مرّ التاريخ في ظلّ الصمت الدولي المُطبق عن جرائم العدو بحقّ الشعب الفلسطيني وأرضه والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة».
كما أدان العديد من القوى والأحزاب والفاعليّات العدوان «الإسرائيلي» على جنين.
***
إلى ذلك ودعماً للمقاومة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة وتأكيد أنّ المواجهة في جنين ونابلس وطولكرم جزء من الصراع مع العدو الصهيوني، دعا اللقاء الإعلامي الوطني بالتنسيق مع القوى الفلسطينيّة واللبنانيّة إلى مؤتمر صحافي لمواكبة التطورات، وذلك عند الرابعة عصر اليوم الثلاثاء في فندق ومطعم الساحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى