أخيرة

دردشة صباحية

«الحضارة في رأيي هي أنثى»
الطيّب الصالح
يكتبها الياس عشّي

 

واحدة من تلميذاتي قالت لي:
رسمتَ لنا، يا أستاذ، يوم كنت تحدّثنا في صفوفك عن الحريّة، صورة زاهية عن مستقبل المرأة. يومها كان قاسم أمين يتعايش في كتاب الأدب العربي، جنباً إلى جنب، مع جبران خليل جبران، وبطرس البستاني، وأحمد شوقي، وغيرهم ممّن نادوا بحرية المرأة، وسعَوا إلى تخليصها من «الحذاء الصيني».
اليوم… وفيما كنت أتصفح كتاب الأدب العربي لابنتي، وجدت أنّ بعض هؤلاء، وعلى رأسهم قاسم أمين، قد غُيّبوا عن المنهج الجديد. عاد إلى ذاكرتي قولان كنتَ تردّدهما يا أستاذي:
الأول للكاتب الجزائري محمد ديب: «لولا البحر، ولولا المرأة، لبقينا يتامى، فكلاهما يغطينا بالملح الذي يحفظنا».
والثاني للكاتب السوداني الطيّب الصالح: «إن الحضارة في رأيي، هي أنثى، وكلّ ما هو حضاري هو أنثوي».
السؤال الذي أطرحه عليك، وأرجو منك تحويله إلى مادة إعلامية، هو: لماذا غيّبوا قاسم أمين صاحب كتابي «تحرير المرأة» و «المرأة الجديدة» اللذين صدرا في أواخر القرن التاسع عشر؟ لماذا غيّبوه عن المنهج التربوي؟
قلت لها:
ثمّة احتمالان، الأول:
إمّا أن تكون المرأة في لبنان قد نالت حريتها، ولا حاجة بعد اليوم، للعودة إلى مواضيع صارت إلى من الماضي.
والثاني: وإمّا أن يكون الموضوع من أساسه هرطقة ستؤدّي حتماً للقضاء على الذكورية المتربّع على عرشها الأب والزوج والأخ الأكبر وابن العمّ… ولولا الحياء لقلت: ابن الجيران!
وأنا واثق، يا عزيزتي، أنّ الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة. والمطلوب إعادة النظر بالنهج التربوي جملةً وتفصيلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى