مقالات وآراء

«إعلاميون في مواجهة الفتنة»: نحو حملة وطنية تحاصر دعاة الفتنة والحرب الأهلية

‭}‬ حسن حردان
دور الإعلام كان ولا يزال وسيبقى مهماً وخطيراً لما له من تأثير في صناعة الرأي العام، سلباً أو إيجاباً، ولهذا يُعتبر الإعلام سلاحاً ذا حدّين:
أولاً، سلاح إيجابي مهمّ عندما يسهم في تعزيز المناعة والثقافية والوحدة الوطنية، ومحاربة الأمراض والآفات الاجتماعية، ولهذا للإعلام دور ريادي وخصوصاً في الأزمات يسهم في تحصين المجتمع وتعزيز مناعته الوطنية في مواجهة أعدائه المتربّصين به شراً، لا سيما العدو الصهيوني.. ونبذ كلّ أنواع التفرقة والتمييز، ومحاربة التحريض والترويج للطائفية والمذهبية والعنصرية باعتبارها خطراً على المجتمع يهدّد تماسكه…
وثانياً، سلاح سلبي خطير إذا ما لعب الإعلام دور الطابور الخامس وتحوّل إلى أداة للتحريض على الفتنة وإثارة النعرات وتهيئة المناخات لإشعال الحرب الداخلية في سياق مخطط لضرب مقومات المناعة الوطنية وإشغال المجتمع وقواه في صراعات ثانوية تستنزفهم بما يوفر التربة المواتية للأعداء للسيطرة على البلاد واخضاعها لهيمنتهم..
لماذا نذكر بدور الإعلام الإيجابي والسلبي؟
1 ـ لأن لبنان هذه الأيام يشهد حملة مسمومة تحرّض على إشعال الفتنة ودفع البلاد إلى الحرب الأهلية من جديد، ويشترك في هذه الحملة بعض وسائل الإعلام المؤثرة، وبعض الأحزاب والنواب والسياسيين، الذين لا يخفون إشهار هدفهم الرئيسي من وراء ذلك، وهو استهداف المقاومة بالعمل على محاولة النيل من دورها الريادي المشرق في مواجهة العدو الصهيوني واستدراجها، ومعها اللبنانيون جميعاً، إلى الوقوع في شرك الفتنة، في سياق تنفيذ خطة «الحرب الناعمة» التي تشنّها الولايات المتحدة الأميركية، وتستخدم فيها الحصار الاقتصادي، وأدواتها المحلية، من إعلام وقوى سياسية تابعة لها، وذلك بهدف أساسي وهو محاولة تشويه صورة المقاومة وتحريض اللبنانيين ضدّها لإشغالها في صراع داخلي يستنزف قوّتها بعيداً عن مواجهة الاحتلال الصهيوني…
2 ـ لأنّ اللبنانيين جميعاً هم الذين سيكونون وقود ايّ فتنة وحرب أهلية اذا ما اندلعت، ولنا في تجربة الحرب الأهلية، بين 1975 و1990، أكبر برهان على ذلك، فهذه الحرب ذهب ضحيتها 150 ألف قتيل، عدا عن عشرات آلاف الجرحى والمعاقين والمفقودين، والدمار والخراب الذي تسبّبت به الحرب على كلّ المستويات، حتى بات مطلب جميع اللبنانيين في حينه وقف هذه الحرب المدمّرة وتحقيق السلام الأهلي، فكان اتفاق الطائف…
من هنا فإنّ لقاء «إعلاميون في مواجهة الفتنة» والحرب الأهلية والذي سيُقام يوم الأربعاء المقبل بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني في فندق الريفييرا، إنما يستهدف:
ـ إعلاء الصوت للتحذير من خطورة جرّ اللبنانيين إلى الوقوع في فخ الفتنة، والحرب الأهلية.
ـ إطلاق حملة تعبئة وطنية لمحاصرة أدوات الفتنة وإحباط أهدافها التي لا تخدم سوى أعداء لبنان وشعبه.ـ دعوة وسائل الإعلام كافة إلى الالتزام بالثوابت الوطنية، التي ينصّ عليها قانون الاعلام، الذي يحرّم إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية، والتأكيد على دور الاعلام في التصدي لأيّ محاولات تحرّض على الفتنة، والقيام بواجبه التعبوي لتعزيز المناعة والثقافة الوطنية.
ـ الامتناع عن الزجّ بالمقاومة وسلاحها ضدّ الاحتلال في الصراعات والخلافات السياسية الداخلية، والحرص على المقاومة ودورها الوطني الريادي في حماية لبنان وأمنه واستقراره وثرواته النفطية والمائية في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعدوانيته واطماعه.. لا سيما أنّ التجربة اكدت بأنه لولا المقاومة ومعادلات الردع التي فرضتها في مواجهة العدو الصهيوني لما توقف هذا الأخير عن مواصلة اعتداءاته على لبنان، ولكان استولى على ثرواته الغازية والنفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، وكذلك على المياه اللبنانية في نبعي الحاصباني والوزاني، والتي تحرّرت بفعل المقاومة وقوتها الردعية، ومعادلة «الجيش، والشعب والمقاومة».
ـ التنبيه من خطورة الحرب الناعمة الأميركية التي تستهدف تقويض كلّ مرتكزات الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في سياق محاولة تطويق وعزل وإضعاف المقاومة بما يمكن أميركا من فرض هيمنتها الكاملة على لبنان، وحماية أمن كيان الاحتلال الصهيوني، الذي بات يعاني من تآكل قوته الردعية، ومن أعنف أزمة بنيوية في تاريخه، كان للمقاومة وانتصاراتها الدور الأبرز في تفجيرها ..
انّ مهمة وواجب كلّ وسائل الإعلام والصحافيين والكتاب وقادة الرأي، وخصوصاً في هذه المرحلة بالذات، العمل على التصدي لكلّ من يسعى إلى جرّ لبنان إلى مستنقع الفتنة والحرب الأهلية.. وتعرية ومحاصرة كلّ من يروّج لها او يساهم بالتشجيع والتحريض عليها.. وكذلك العمل على تعزيز المناعة الوطنية، وثقافة المقاومة ضدّ الاحتلال.. واستطراداً تحصين المجتمع في مواجهة الحرب الناعمة الأميركية وأهدافها الخبيثة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى