أولى

تصاعد الصداع الروسي/ صواريخ تاوروس الألمانية

‭}‬ محمد صادق الحسيني

على الرغم من الخسائر والهزائم المتتالية، التي لحقت بتشكيلات حلف شمال الأطلسي النازية في أوكرانيا، وعلى الرغم من عدم وجود أي آفاق للعدوان الأطلسي النازي، على الأراضي الروسية، سواء في مقاطعات الدونباس أو في المقاطعات الروسية الأخرى، مثل مقاطعة بريانسك ومقاطعة بيليغورود/ وسط غرب روسيا، أو مقاطعة روستوڤ وغيرها/ جنوب غرب، إلا أنّ دول العدوان الأطلسي لا تنفكّ في تصميمها على مواصلة تزويد النظام النازي العميل، في أوكرانيا، بمزيد من الأسلحة، بهدف إطالة أمد الحرب، أملاً من قوى العدوان في استنزاف القدرات الاقتصادية والعسكرية الروسية، تمهيداً لتحقيق أهدافها المريضة، المتمثلة بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وتفتيتها الى 93 دولة، في وقت لاحق.
وبالنظر الى أن موازين القوى، في الميدان العسكري، بعيدة كلّ البعد عن احتمالات تطور هذه الموازين بعكس المصالح الروسية، وبما أنّ القوات المسلحة الروسية تُمسك بزمام المبادرة العسكرية، براً وبحراً وجواً، بشكل من مطلق، فإنّ قوى العدوان الأطلسي قد بدأت، منذ بعض الوقت، في الحديث عن نيّة ألمانيا القيام بتزويد نظام كييڤ النازي بصورايخ ألمانية/ سويدية، بعيدة المدى، من طراز تاوروس.
علماً أنّ هذا النوع من الصواريخ هو:
1 ـ إنتاج ألماني سويدي مشترك، تنتجه شركة: Taurus Systems GmbH الألمانية، التي تُعتبر جزءاً من شركة الصناعات العسكرية الأوروبية المشتركة MDBA، كما هي صواريخ ستورم شادو البريطانية الفرنسية، التي حصلت عليها كييڤ من بريطانيا قبل أشهر، جزء من هذا المجمع العسكري الأوروبي أيضاً.
2 ـ أما الشركة السويدية التي تنتج صواريخ تاوروس هذه، فهي شركة: SAAB Dynamics AB وهي شركة تنتج الكثير من الأسلحة وليس فقط صواريخ الكروز من طراز تاوروس.
3 ـ وهذا يعني أنّ الدول الثلاث، المذكورة أعلاه، هي دول مشاركة في العدوان العسكري، الذي يمارسه حلف شمال الأطلسي ضدّ روسيا، أنّها مشاركة في هذه الحرب بشكل مباشر.
ومن نافل القول، طبعاً، التأكيد على أنّ هذه الأسلحة لن تقدّم ولن تؤخر، على مسار العمليات العسكرية الروسية في الدونباس، خاصة في ظلّ موازين القوى، المتعلقة بالردع النووي على الصعيد الدولي.
إذ يكفي، في هذا المقام، التذكير بإدخال منظومات الصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية الجديدة، من طراز: سارمات، الى الخدمة. وهي الصواريخ التي تتمتع بالميزات التالية:
ـ دخلت المناسبة القتالية قبل حوالي شهر.
ـ قدرته القتالية: كلّ صاروخ يحمل 15 رأساً نووياً قادرة على إصابة 15 هدفاً مختلفاً في أيّ نقطة من الكرة الأرضية.
ـ مداه: 18 ألف كيلومتر.
ـ سرعته: 16 ألف كيلومتر في الساعة.
وبما أنّ إحدى نظريات العلوم السياسية، المتعلقة بأشكال القوة واستخداماتها، تقول: إنّ القوة قادرة على تحقيق الأهداف السياسية، لمالك تلك القوة (الدول)، حتى دون استخدامها، فإنّ التدقيق في ما يجري على مسرح عمليات الصراع الدولي في أوروبا (أوكرانيا) يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك على ما يلي:
أ ـ أنّ التصريح، الذي نشره نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدڤيديڤ، على قناته على تطبيق تيليغرام ظهر أمس (الساعة 12:21 بتوقيت فلسطين)، والذي قال فيه إنّ القوات المسلحة الروسية سوف تقوم بضرب المصانع، التي ستقوم بتزويد نظام كييڤ النازي بصواريخ تاوروس البعيدة المدى، دون أي تردّد.
ب ـ وهذا يعني أنّ الجهات العسكرية الروسية المعنية لن تكتفي بتدمير الأسلحة الغربية، داخل الأراضي الأوكرانية، وإنما هي ستلجأ إلى مرحلة أعلى من الردع التقليدي، حيث إنها سوف تقصف مصانع الأسلحة، في الدول المشاركة بالعدوان على الأراضي الروسية.
ج ـ وبعد أقلّ من ساعتين، على نشر السيد ميدفيديف تصريحه هذا، سارع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بالتبرّؤ من المشاركة في العدوان الأطلسي، ضدّ روسيا، إذ قال في تصريح صحافي إنّ بريطانيا لن ترسل جنوداً بريطانيين الى أوكرانيا.
وهو الأمر الذي لم يحصل، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية عن تدمير دبابة ليوبارد2 كان يقودها طاقم دبابات من جنود الجيش الألماني. فلما كان هذا الإعلان غير كافٍ، لردع النازيين في كييڤ وداعميهم، في واشنطن ولندن وباريس وبرلين، كان لا بدّ للسيد ميدڤيديڤ برفع عيار الردع التقليدي، الى درجة أعلى.
د ـ وبالنظر إلى عنجهية قادة حلف شمال الأطلسي، وعدم فهمهم للواقع ولموازين القوى في الميدان، فإننا لا نستبعد أن يرتكب هؤلاء القادة المزيد من التصعيد، تجاه روسيا، كاتخاذهم قراراً بتزويد كييف بمقاتلات أوروبية، من طراز يوروفايتر (صناعة شركة) أو تورنادو (صناعة ايرباص ايضاً) او طائرات سآب/ Saab غريبن/ السويدية.
عندئذٍ ستقوم القيادة العسكرية الروسية باتخاذ الإجراءات العسكرية المناسبة، لدرء أي أخطار قد يسبّبها التصعيد الأطلسي ضدّ روسيا، وهي طبعاً لن تتردّد في ضرب البنى التحتية لدول العدوان قبل أن يبدأ استخدامها.
ولا شك في أنّ وزارة الدفاع الروسية تمتلك الوسائل المناسبة للتعامل مع ايّ احتمالات قد تكون واردة، حتى لو كانت تلك الاحتمالات محض نظرية. فالجيش الذي هزم جيوش نابليون سنة 1812 وجيوش السويد سنة 1741 وسنة 1790 وسنة 1809، وهزم جيوش هتلر النازية سنة 1945، لن يتردّد البتة في هزيمة دول حلف شمال الأطلسي في الوقت الحالي، ودخول باريس، كما دخلها الجيش الروسي فاتحاً سنة 1814، ودخول برلين كما دخلها الجيش السوڤياتي سنة 1945.
وفي كلّ الأحوال فإنّ تعلم اللغة الروسية بشكل سريع لن يعود على الشعوب الأوروبية إلا بالخير والبركات وتخفيض أسعار الطاقة بمئات المليارات.
بعدنا طيّبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى