ثقافة وفنون

«في البدء كانت الكلمة» معرض الفنان التشكيلي السوري إدوار شهدا

استعرض الفنان التشكيلي السوري إدوار شهدا في معرضه الفرديّ «في البدء كانت الكلمة» ثلاثة مواقف دفع أصحابها ثمناً غالياً دفاعاً عن الكلمة والحق.
المعرض الذي استضافه غاليري جورج كامل ضمّ جدارية بقياس 740 سم بـ 290 سم بتقنية الأكريليك والمواد المختلفة على قماش وبأسلوب تعبيريّ وجاءت بأربعة أجزاء، جسّد الأيمن منها حالة الشر والإرهاب ومعادي الكلمة؛ ليشكل الأيسر منها حالة عموم الناس والجمهور؛ ليتصدر القسمان الأوسطان ويشكلان الجزء الأهم في الجدارية والذي ضم مشاهد مأساوية تجسد كيف خسر ثلاث شخصيات عظيمة في التاريخ حياتهم دفاعاً عن كلمتهم مع عبارات تعود لهم، بالإضافة لعرض عدد من الاسكتشات التي اعتمد عليها الفنان في أثناء بناء العمل.
وعن المعرض قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للإعلام: إن الفنان إدوار شهدا يتمتع بتجربة فكر وثقافة ناضجين واستطاع أن يقدّم فكرة مختلفة مستوحاة من التاريخ والموروث الثقافي ولخّص ثلاثة مواقف دفع فيها أصحابها أرواحهم ثمناً لكلمتهم، وهذا تجسيد لمدى مسؤولية الإنسان عن كلمته التي يجب أن تصيب الحقيقة، مبيّنة أن وزارة الثقافة بالتعاون مع الصالات الفنية الخاصة يقدّمون الوجه الناصع لرسالة الفن التشكيلي من خلال تبنّي معارض على درجة عالية من القيم الفكرية والفنية.
بدوره الفنان شهدا الذي يقدّم لأول مرة عملاً بانورامياً بهذا الحجم أوضح أن مسرحيّات صلاح عبد الصبور أوحت له بفكرة العمل الذي تطلّب وقتاً وجهداً كبيرين، والعديد من الدراسات لتتمّ السيطرة عليه وتقديمه بما يناسبه فكرياً وفنياً، وليتمّ من خلاله سرد كيف واجه أصحاب الكلمة مصيرهم ودفعوا أرواحهم في سبيل كلمتهم، مشيراً إلى أنه اختزل كل ما ورد حول هذا الموضوع تاريخياً بثلاث شخصيات هم السيد المسيح والحلاج وغيلان الدمشقي.
وأكد الفنان شهدا أن الهدف من هذا العمل البانورامي هو تحريض المشاهدين على إعادة التفكير حول سبب محاربة الكلمة وقتلها من قبل أعداء الخير والحياة.
ولفت صاحب ومدير الغاليري جورج كامل إلى أن المعرض جاء بصيغة مختلفة عن المألوف باعتماد عمل بانورامي واحد للفنان القدير إدوار شهدا وضمن فعاليات الفن التشكيلي السوري؛ ليكون إضافة فنية وفكرية ومحرضاً على المزيد من الإبداع والتجديد لدى الفنانين الشباب وبالوقت ذاته ليرضي ذائقة محبي الفن التشكيلي وشغفهم في رؤية كل جديد دائماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى