الوطن

نصر الله: لبنان أمام فرصة تاريخيّة لتحرير أرضه المحتلّة ومنعُ العدوّ من اختراق سيادته/ الردُّ على استهداف العدوّ للضاحية واغتيال العاروري آتٍ حتماً والقرار بيد الميدان

‬ بركات الوقوف إلى جانب غزّة ستُثمر
في لبنان والعراق واليمن

‭‬ المقاومة في الجنوب نفّذت
ما يزيد على 670 عمليّة عسكريّة خلال 3 أشهر

 

أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أنّ المعركة التي تخوضُها المقاومة على الحدود الجنوبيّة تثبّت معادلات الردع مع العدوّ الصهيوني، معتبراً «أنّنا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخيّة لتحرير كلّ شبر من أرضنا المحتلّة ومنع العدوّ من اختراق سيادة بلدنا». وأكّد أن الميدان هو الذي سيردّ على العدوان الصهيوني الأخير على الضاحية الجنوبيّة لبيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري ورفاقه و»أن هذا الردّ آتٍ حتماً ولا نستطيع السكوت عن خرق بهذه الخطورة».
جاء ذلك في كلمة للسيّد نصرالله خلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله للنائب السابق محمد ياغي (أبو سليم) في بعلبك، استهلّها بتقديم العزاء إلى الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بشهداء وجرحى التفجير الإرهابيّ في منطقة كرمان، كما توجه بالعزاء إلى المرجعيّة العراقيّة و»الحشد الشعبيّ» والشعب العراقيّ بشهادة القائد «أبو تقوى» من خلال العدوان الأميركيّ المباشر على سيارة أعضاء في «الحشد الشعبيّ». ثمّ تحدّث عن بعض سيرة ياغي وقال «منذ أن عرفناه نعرفه بـ»أبو سليم»، شهادتي فيه هي شهادة حسيّة، أنا عرفته منذ أن كنّا شبّاناً عام 1978، ومنذ الساعات الأولى لتعارفنا نشأت علاقة أخوّة وصداقة ومودّة ومحبّة كبيرة وثقة كاملة، منذ بداية شبابه كان مجاهدًا وعاملاً وحركيّاً وثائراً».
أضاف “في حرب تمّوز كان مسؤولنا في منطقة البقاع وما عاناه البقاع وما قدّمه من شهداء وتحمّله من مجازر في مدنييه ورجاله وأطفاله وما دُمّرت فيه من بيوت وفي مواجهة التكفيريين في سورية وعند السلسلة الشرقيّة، كان حضوره في البقاع كبيراً وأغلب عمره وشبابه المبارك أمضاه في خدمة البقاع، وهم يستحقون كلّ هذا الوفاء من أبو سليم لأنّهم دائماً لم يبخلوا لا بنفس ولا بدم ولا بمال ولا بأيّ نوع من التضحيات، واليوم نجد البلدات البقاعيّة والعشائر في البقاع في كلّ يوم كما في البلدات الجنوبيّة كما في الضاحية تشبيع الشهداء بالحضور الكبير والإصرار على مواصلة طريق الكرامة والحريّة مهما بلغت التضحيات”.
وتطرّق إلى جبهة المقاومة ضدّ مواقع العدوّ الصهيونيّ في المنطقة الجنوبيّة المحاذية لفلسطين المحتلّة، فاعتبر أنّ هذه الجبهة مظلومة إعلاميّاً، معلناً أنّه “على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يوماً استُهدفت كلّ المواقع الحدوديّة المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفيّة والمستعمرات ردّاً على الاعتداءات الصهيونيّة على المدنيين”، مشيراً إلى أنّ المقاومة نفذت ما يزيد عن 670 عمليّة خلال الأشهر الفائتة، وفي بعض الأيّام بلغ عددها 23 عمليّة يوميّاً.
ولفت إلى استهداف 48 موقعاً حدوديّاً و11 موقعاً خلفيّاً، والنقاط الحدودية التي لجأ إليها جنود العدو 50 نقطة استُهدفت أكثر من مرّة و17 مستوطنة.
وتابع “من نتائج هذه المواجهة القائمة منذ 3 أشهر قتل وجُرحَ عددٌ كبيرٌ من جنود وضبّاط العدوّ. العمليات كانت مستنزِفة جدّاً له، ومنذ بداية المعركة في جبهتنا الجنوبيّة مارس العدو تكتماً إعلاميّاً كبيراً ولا يعترف بقتلاه وجرحاه، والمقاومة قدّمت ما يُقارب 90 إصداراً مصوَّراً حول دبّابات وآليّات تُدمّر وخيمة أو بيت فيه جنود يسقط السقف عليهم. اليومَ بعضُ مصادر العدوّ تنقل عن مصادر في وزارة الحرب الإسرائيليّة أنّ عدد الجنود الذي يصابون بإعاقات قد يصلون إلى 12 ألف جنديّ منذ 7 تشرين الأول”.
وأكّد أنّه “لم يبقَ موقع حدوديّ إلّا واستُهدف مرّات عدّة، وقد تمّ استهداف التجهيزات الفنيّة والاستخباريّة في كلّ المواقع المعادية” وقال “إخواننا رماة ماهرون يُدخلون الصاروخ الموجّه من نافذة الدشمة للعدوّ”. وعلّق على مقولة “إنّهم يقصفون العامود” قائلاً “هؤلاء إمّا لا يعرفون وإمّا جهَلة، نحن نضرب التجهيزات الموجودة على العامود التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات ولها سيطرة معلوماتيّة على جزء كبير من لبنان”.
ولفت السيّد نصر الله إلى أنّه “في المرحلة الثانية هرب جنود العدوّ الى المستعمرات الخالية من السكان وإلى محيط المواقع خوفاً من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”، وقال “نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبّابات والآليّات التابعة للعدوّ واليوم الضبّاط والجنود مختبئون كالفئران”، لافتاً إلى “أنّ العدوّ حاول الاستعاضة عن خسائره الفنيّة بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعيّة وأنّه مارس تكتّماً إعلاميّاً شديداً إزاء قتلاه وجرحاه”.
وأشار إلى “أنّ الخبراء في كيان العدوّ يقولون إنّ عدد القتلى الحقيقيّ هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال وإنّ الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الإسرائيليّة حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال”. وأضاف “نفهم أن تكتّم العدوّ على خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسيّة وحتّى لا يُحرَج أمام مجتمعه لأنّ ما يجري إذلالٌ حقيقيٌّ للكيان”.
ولفت إلى أنّ “ما يجري عند الحدود الجنوبيّة وصفه أحد وزراء الحرب الإسرائيليين بأنّه إذلال لإسرائيل”، مؤكّداً “ أنّنا كنّا نستهدف أهدافاً عسكريّة وضبّاطاً وجنوداً وإذا ضربنا بيوتاً فهو ردّ على استهداف المدنيين عندنا”.
وأردف “من نتائج القتال على الجبهة الجنوبيّة، المهجّرون من المستعمرات الشماليّة، طيلة الحروب كنّا نحن نُهجَّر، هذا التهجير من المستعمرات سوف يشكّل ضغطاً نفسيّاً وسياسيّاً وأمنيّاً على حكومة العدوّ إضافةً إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال”.
وتوجّه إلى الذين سألوا عن الجدوى والفائدة من فتح الجبهة الشماليّة، موضحاً أنّه “منذ أول يوم قلنا إنّ هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدوّ واستنزاف العدوّ من أجل وقف العدوان على غزّة، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزّة في الوضع الميدانيّ. هذان الهدفان هل يتحقَّقان فعلاً من خلال الجبهة اللبنانيّة؟ نعم. عندما اضطر العدوّ نتيجة خشـيته من تطوّرات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي 100 ألف جنديّ، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزّة”.
وتساءل السيّد نصر الله “ما يجري في الجبهة الشماليّة وهذا العدد من القتلى والجرحى وتدمير آليّاته ومهجّروه ألاّ يشكل ضغطاً على حكومة العدوّ؟” وقال “بعض اللبنانيين إما جهّلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإمّا يتجاهلون، من 1948 “إسرائيل” تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهم أقاموا أول حزام أمنيّ داخل الأراضي اللبنانيّة. اقرأوا التاريخ، يبدو حتى في المدرسة لم يدرسوا، دائماً كان أهل الجنوب هم الذين يُهجَّرون، هذا له قيمة معنويّة وسياسيّة وأمنيّة عالية. دائماً كان الشريط الأمنيّ لدينا، اليومَ يبني حزاماً أمنيّاً داخل الكيان في الشمال بعمق 3 كلم وفي بعض المناطق بعمق 7 كلم”.
وأضاف “أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم. إذا كنتم فعلاً تبحثون عن الحلّ، الحلّ هو أن يتوجّه مستوطنو الشمال لحكومتهم ويطالبوها بوقف العدوان على غزّة، وأيّ خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلاّ المزيد من التهجير والأثمان الباهظة”.
وسخَر من كلام لرئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو بشأن خيمة المقاومة الشهيرة عند الحدود عندما سئل عمّا إذا كان حزب الله مردوعاً، وقال السيّد نصرالله لنتنياهو “حدّثني عن 48 موقعاً حدوديّاً يدمَّر، و11 موقعاً خلفيّاً يدمّر و17 مستوطنةً هوجمت وعن 50 نقطة حدوديّة، وعن جنودك االمختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليّات كلّ يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقيّة على الحدود”.
وتابع “لم تبادر المقاومة منذ عام 1948 إلى ما يحدث منذ 3 أشهر على الحدود الجنوبيّة للبنان، وفي الماضي عملية واحدة مما يجري اليوم على الحدود كان الإسرائيليّ يأتي ويقصف مبانيَ في بيروت، اليوم الإسرائيليّ يثبّت معادلات الردع التي أسَّست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن بعد توقف العدوان على غزّة من تحرير بقية أرضه من منقطة الـb1 إلى بقيّة مزارع شبعا وكلّ شبر من أرضنا، ونحن أمام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة تمنع فيها العدو من اختراق سيادة بلدنا وهي فرصة فتحتها هذه الجبهة من جديد. لكن أيّ كلام أو تفاوض أو حوار لن يكون ولن يوصل إلى أيّ نتيجة إلاّ بعد وقف العدوان على غزّة”.
وعن الاعتداء الصهيونيّ الأخير على الضاحية الجنوبيّة لبيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري، قال “عندما يكون الاستهداف في لبنان في الضاحية الجنوبيّة نحن لا نستطيع أن نُسلِّم بهذا الخرق الكبير والخطير، قتل الشيخ صالح الصديق والحبيب والعزيز والذي كنت معه على درجة عالية من الصداقة والحب والتفاهم والفهم، أقول لكم قطعاً هذا لن يكون بلا ردّ أو بلا عقاب ولن نستخدم عبارة في المكان والزمان المناسبين، الميدان هو الذي سيردّ وهذا الردّ آتٍ حتماً ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة، لأنّ هذا يعني أنّ كلّ لبنان والمدن والشخصيات ستصبح مكشوفة. حجم المفاسد المترتبة عن السكوت عن هذا الخرق هو أكبر من أي مخاطر قد تأتي من الردّ لذلك القرار للميدان”.
ولفت السيّد نصرالله إلى “أنّ أميركا وحلف “الناتو” اليوم أمام هزيمة إستراتيجيّة كبرى في أوكرانيا، لذلك أميركا لا تريد توسعة الحرب في المنطقة لأنّها مشغولة في أولويّات أخر”، مُضيفاً أنّ “الأميركيين تعرضوا للمقاومين من الحشد الشعبيّ في أكثر من مناسبة وقتلوا مجاهدين في جرف الصخر وكركوك وأمس في بغداد” وقال “من بركات قيام المقاومة الإسلاميّة في العراق بفتح جبهتها نصرةً لغزّة أنّ العراق أمام فرصة تاريخيّة للتخلّص من الاحتلال الأميركيّ ومن هذا الكذب والزيف والتضليل الأميركيّ”.
ولفت إلى “أنّ اليوم هناك فرصة تاريخيّة أمام الحكومة العراقيّة ومجلس النوّاب والشعب العراقيّ ليغادر هؤلاء المحتلون المجرمون القتلة الذين سفكوا دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين، وهم الشركاء الكاملون في كلّ الجرائم التي تُرتكب اليومَ في غزّة وفلسطين ولبنان”.
وأضاف “الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني يُشهد لها أنّه كان لها موقف شجاع من طوفان الأقصى، وكان موقفاً عاليَ السقف ولعلّه من أعلى السقوف في العالم العربيّ الرسميّ باستثناء اليمن، هذه الحكومة مؤهّلة لتوظيف هذه الدماء الزكيّة التي سُفكت على أرض العراق لتقول لهم يجب أن تغادروا والعراق لا يحتاج للأميركيين لقتال “داعش”.
وتابع “الأميركيون يُشَغّلون “داعش” في إيران ثم يقولون لا علاقة لنا بتفجير كرمان، صنيعتكم هي التي ارتكبته، من الذي يُفعّل “داعش” اليوم في سورية؟ فتّشوا عن القوات الأميركيّة. فرصةُ خروج القوات الأميركيّة من العراق اليوم سيتبعها خروج القوات الأميركيّة من شرق الفرات وهذه من البركات الوطنيّة للتضامن مع غزّة”.
وأشار السيّد نصر الله إلى أنّ “بعض الأنظمة العربيّة والإعلام العربيّ لكيّ يغطوا تخاذلهم وذلّهم وسكوتهم، ذهبوا إلى جبهة المقاومة ليُسَخِّفوا من أعمالها، عندما قصفت القوات اليمنيّة إيلات اتهموها بأنّها تحاول ترميم صورتها في العالم العربيّ، وأنصار الله والسيّد عبد الملك الحوثيّ والحكومة في صنعاء منذ اليوم الأول كانوا يسألون عن صورتهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى فقط، واليوم عندما ذهب اليمن إلى خطوة متقدِّمة في البحر الأحمر سكت الخانعون بل بُهِتوا”.
وأكّد “أنّ الجهاد دائماً يستجلبُ العزّ والقعود عن الجهاد يستجلبُ الذلّ، هناك أناس أصلاً غير لائقين ليتمكنوا أن يكونوا في الموقع الذي يقاتل عدوّ الأمّة ومستواهم النفسيّ والروحيّ أدنى بكثير”، مشيراً إلى أنّ “الموقف اليمنيّ جعل الكثير من الشرائح تُعيد النظر في موقفها الداخليّ في موقفها من أنصار الله، وسقطت الأقنعة في حرب السنوات التي فُرضت على اليمنيين وكانت حرباً أميركيّة تُنفّذها أنظمةٌ عربيّة. اليوم ثبتت اليمن في المعادلات الإقليميّة والدوليّة التي يقف أمامها العالم على رجل ونصف وفضحت الإسرائيليّ والأميركيّ”، متسائلاً “أين هو سلاح الجوّ الإسرائيليّ من اليمن اليوم؟ هذا هو الردع اليمنيّ”.
وتابع “اليوم خرج الشعب اليمنيّ في مظاهرات وجّه رسالة يجب أن يفهمها بايدن وبلينكن ووزير الحرب وكل الإدارة الأميركيّة وكلّ من يُهدّدون اليمن، رسالة اليمن اليوم هي رسالة لأميركا أنكم لا تواجهون حكومة ولا دولة ولا جيشاً اسمه أنصار الله، بل تواجهون عشرات الملايين من الشعب اليمنيّ الذي في كل تاريخه ألحَق الهزائم بالمحتلّين، وهذا ما يجب أن يفهمه بايدن وحكومته وأن تعرف ماذا تفعل، ولن يتوقف ولن يتردَّد اليمنيّون. اليمن اليوم يزداد عزّاً في العالم العربيّ والإسلاميّ وعزّاً في عيون أصدقائه وأعدائه”.
وفي ختام كلمته توجّه السيّد نصر الله إلى عوائل الشهداء بالقول “نحن نعتزّ بكم ونفتخر بكم، أستمع إلى كلماتكم التي تقال على الشاشات وتُنقل في تشييع أولادكم وأعزائكم وعندما تلتقون بإخواننا الذين يأتون لزيارتكم. هذا ما نتوقّعه من عوائل الشهداء وهذه البيئة، أنا شخصيّاً لولا الظروف الأمنيّة التي اشتدّت ما أحبه وأتمناه وأرجوه هو أن أذهب إلى بيوتكم وعائلاتكم وأقبّل جباهكم وأيديكم وأنتم كما قال الإمام أنتم فخر هذه الأمّة”.
وأضاف “إلى الصامدين والنازحين من القرى الأماميّة لهذه البيئة التي تدفع الثمن المباشر في حياتها اليوميّة في أبنائها وشهدائها، هي بيئة صابرة مؤمنة صابرة محتسبة وهي بيئة صاحبة بصيرة وهي تعي وتفهم أبعاد هذه المعركة”، لافتاً إلى أنّه لفت إلى أنّه “لو كان قُدّر للعدوّ الاسرائيليّ أن يهزِم المقاومة في غزّة النوبة بعد غزّة هي في جنوب لبنان، سيأتي هذا العدوّ ليكسرَ إرادتكم، هذه المعركة اليوم بدأت من أجل فلسطين لكنّها أيضاً هي من أجل كلّ حبّة تراب من جنوب لبنان خصوصاً جنوب الليطاني”.
وأشار إلى “أنّ الكثير من العائلات لم تكن بحاجة إلى أن يُستأجر لها بيوت لأنّ هناك من ضمّها إليه” وقال “نعم يجب على بيئتنا أن تتضامَن في هذه المعركة نفسيّاً وماليّاً ومعيشيّاً، هذه معركة جنوب لبنان ومعركة لبنان كما هي معركة غزّة وفلسطين”.
وعن”المقاتلين الشُجعان عشّاق الشهادة” قال “تصلُني من الجبهة تقارير عن حوادث وحالات روحيّة لدى المقاتلين (ستُنشَر في يوم من الأيّام) تُعبّر عن مدى عشقهم وحبّهم للقاء الله ومدى صدقهم وإخلاصهم واستعدادهم للتضحية والفداء لدينهم ووطنهم وشعبهم ومن أجل الدنيا والآخرة. هؤلاء يقاتلون اليوم في المنطقة الحدوديّة التي هي كما البقاع لناحية البرد، في البرد والثلج تحت المطر والغيم وتحت القذائف والغارات، يتقدّمون ويردّون على استهداف المدنيين وهم الذين سيردّون على استهداف الضاحية”.
وتوجّه إلى “هؤلاء المقاتلين الذين هم من جميع مناطق لبنان” بالتحية والتقدير والدعاء بالنصر والدعاء أن يسدّد الله كلّ رمياتهم ويوفقهم الله ليصنعوا بأيديهم وقبضاتهم وأنفاسهم الطاهرة وبدمائهم هذا النصر الذي نتطلع إليه جميعاً، وأن يوفقّهم ليصنعوا بحقّ دمائهم وسهر الليالي وتعب الأيّام، هذا النصر للبنان وفلسطين وكلّ الأمّة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى