أخيرة

دردشة صباحية

الزمن المتشابه في عقلية العرب

‬ يكتبها الياس عشي

قرأت لأدونيس:
«هل سمعتَ مرّةً في هذه الحياة العربية من يقول لك إنه مسؤول عن أيّ خطأ حدث في ظلّه، أو في مجال هيمنته؟ لا أحد في هذه الحياة العربية يخطئ».
في فاتحته لنهايات القرن، يطرح أدونيس سؤالًا يدور في خلد كلّ مواطن عربي عاش الأنظمة، وعايش رؤساءها، وذاق ويلات الهزائم، ودخل أقبية العذاب، ولم يرَ واحداً يدخل كرسي الاعتراف، ويتحمّل مسؤولية الخراب الذي، كما يبدو، لن يتوقف.
وغداً، أو بعد غد، أو بعد حين، لا فرق عند العرب الذين لا تتغيّر أزمنتهم، أقول: ستتوقف حرب غزّة، وسيعود العرب إلى الصفر: قمم، اجتماعات، وخطابات.. وحَذارِ أن تنتظر واحداً يعتذر أو يتحمّل مسؤولية تحويل غزّة إلى مقبرة، وإلى ركام.
لم يفعلوا ذلك عندما أفرغوا فلسطين من شعبها، وفتحوا أبوابها لشذّاذ الآفاق وقد جاؤوا من كلّ الأصقاع، واليوم، كما الأمس، ينتظرهم نزار قباني على أرصفة الهزيمة ليردّد ما قاله لهم قبل نصف قرن ونيّف:
أدمتْ سياطُ حزيرانٍ ظهورَهُـــمُ
فأدمنوها، وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخ ِواقتنعــوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبَ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى