الإذاعة العبرية: نحن غارقون في مستنقع
كتب المحرر السياسي
اختصر التعليق السياسي للإذاعة العبرية لجيش الاحتلال مشهد غزة، بالقول: حتى الآن نحن غارقون في مستنقع، لا نستطيع التقدم ولا التراجع، ولا يوجد لدى المستوى السياسي ما يقدمه غير الخطب عن الحرب التي لا بدّ منها والتي يجب الانتصار فيها، وأضاف التعليق: إنّ القبول بوقف النار يسقط عن حرب غزة صفة الحرب على الإرهاب، وقد صارت الدعوة لوقف النار جامعة داخلياً وخارجياً، وحركة حماس والفصائل الفلسطينية هي من يرفض وقف النار، فكيف نكون مقتنعين وقادرين على الإقناع بحرب يجب الانتصار فيها لأنها حرب على الإرهاب ويكون هدفها الوصول إلى وقف للنار؟
بتنا بلا القبة الحديدية التي امتلأ جسدها بثقوب الصواريخ، بعدما ثبتت فعاليتها بنسبة لا تتعدّى الـ20 في المئة، فمن أصل ألفي صاروخ لم تنجح القبة بإسقاط أكثر من ثلاثمئة، وها نحن تقريباً بعد معارك أطراف حيّ الشجاعية بلا لواء النخبة غولاني، واللواء بلا قيادة، وانخفض سقف الأهداف بانتظار وقف النار من سحق حماس والفصائل، إلى تدمير منصات ومخابئ ومخازن الصواريخ، ليصير تدمير الأنفاق، وها هي الأنفاق تكاد تدمّرنا، فيخرج منها من يرتدي زيّ الجيش الإسرائيلي في كلّ مكان ويطلقون النار على الجنود ويركزون القناصة على ضباط القيادة وينسحبون.
ألوف بن الخبير العسكري الإسرائيلي يقول هذا الكلام على الإذاعة من دون أن يقيم حساباً للتأثير المعنوي لكلامه في حال الحرب، ويضيف: لم يعد جائزاً عدم المحاسبة، وعدم المساءلة، فالحرب ليس لها أي هدف «قومي»، أي ما يتصل برؤية لتحقيق «أمن إسرائيل»، بل هي ضمن الحسابات المحلية للتنافس السلطوي للقادة.
ماذا سنفعل وماذا يجب أن نفعل؟
حوار تديره القناة الإسرائيلية الثانية ولا جواب سوى مواصلة الحرب بمزيد من القسوة، فيجمع الخبراء على أنّ الناس في غزة ليسوا أفضل لإسرائيل من المقاتلين، وأنّ الاحتماء بين المنازل السكنية، يجب أن يرتب أثماناً مكلفة على المدنيين الذين يقدمون العون للمقاتلين، والضجة الدولية التي يجلبها سقوط المزيد من المدنيين قد تكون صارت خشبة خلاص «إسرائيل» من مأزقها، ربما بمنحها السلم الذي تنزل عبره عن شجرة التصعيد بعد صدمة تشبه صدمة قانا في لبنان عام 1996.
غزة الميدان شهدت تدمير عشر دبابات وعربات جند ومقتل سبعة عشر جندياً وضابطاً بين الكمائن المنصوبة من المقاومة داخل المناطق المحتلة بأعجوبة التسلل عبر الأنفاق، بينما سجل اليوم الخامس عشر للعدوان سقوط مئة وخمسة شهداء أغلبهم من المدنيين الفلسطينيين وأكثر من نصفهم نساء وأطفال وشيوخ.
اتهام غزة بالإرهاب سقط سقوطاً مدوًياً في انتفاضة شوارع عشرات المدن والعواصم في العالم لوقف الحرب الإسرائيلية، تعويضاً لغياب شارع عربي منشغل بفتاوى الحكم وخلافة البغدادي ومصير بغداد ونصرة الجولاني بدلاً من نصرة الجولان.
وحده شارع المقاومة يعيش غزة ويتنفّس أخبارها ويطوي صفحة الخلاف مع قيادة حماس لحساب نداء الوحدة مع اقتراب يوم القدس، الذي سيطلّ فيه قائد المقاومة بكلام على مستوى الحدث، بعيداً عن النظرية اللبنانية السائدة، مداواة الفراغ بالمزيد منه والعمل وفق قاعدة نحن في الأسوأ فما عسى يكون ما هو أسوأ منه؟ إذن… ليس لدينا ما نخشاه فلنترك كلّ شيء بما فيه الكارثة يأخذ مداه، وربما يكون صحيحاً القول: اشتدّي أزمة تنفرجي.
المقاومة التي تقوم بما عليها وتستعدّ للقيام بما عليها، ستقول ما على الغير بلسان قائدها عساها تكون كما تقول بتواضعها مرة أخرى، الحجرة التي تسند الخابية.
نصرالله يتحدث الجمعة ويؤكد تضامنه مع المقاومين
في هذا الوقت وبينما تستمر محاولات توتير الوضع في طرابلس على خلفية مطالبة التنظيمات السلفية بإطلاق سراح المطلوب حسام الصباغ والموقوفين الإسلاميين، راوحت الاتصالات السياسية في دوامة المواقف التعطيلية لتيار المستقبل وحلفائه، سواء ما يتعلق بعقد جلسة تشريعية لإقرار سلسلة الرتب وقوننة الأجور، أو ما يتعلق بوضع العُصيّ أمام التوافق على ملف الجامعة اللبنانية قبل يومين من انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
وبعيداً من تفاصيل الوضع الداخلي يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر يوم الجمعة خلال احتفال شعبي يقيمه الحزب في مجمّع «سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لمناسبة يوم القدس العالمي الذي يقام في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، ووفق مصادر قريبة من حزب الله، فإن كلمة السيد نصرالله ستركز على العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة، والانتصار الذي حققه المقاومون الفلسطينيون في مواجهة وحشية العدو الصهيوني، وسيعيد التأكيد على وقوف الحزب إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني، كما سيتطرق السيد نصرالله إلى قضايا أخرى لبنانياً وعربياً من دون الدخول في تفاصيل هذه القضايا.
وكان السيد نصرالله أشاد في اتصالين هاتفيين أجراهما ليل أول من أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلّح، بصلابة وصمود المقاومين وإبداعاتهم في الميدان. مؤكداً وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية إلى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني، واستعداده للتعاون والتكامل مع المقاومة الفلسطينية.
رصد كامل السلسلة الشرقية
أمنياً لا تزال مجموعات أصولية تحاول التسلل عبر الحدود السورية اللبنانية إلى داخل الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع عدد من اللبنانيين الذين يتعاونون معها، في الوقت الذي رصد حزب الله تجمّعات لعدد كبير من المسلحين في منطقة رنكوس تحضيراً لهجوم قد يستهدف قرى حدودية لبنانية ربما تكون من بين قرى البقاع الشرقي.
وتحاول التنظيمات الأصولية النفاد من ثغر حدودية لا وجود عسكرياً لحزب الله فيها، لذا عمدت قيادة الحزب إلى إطلاق طائرات استطلاع من نوع أبابيل تجول في سماء المنطقة وترصد كامل السلسلة الشرقية وتصوير أيّ تحرك مسلح في أي نقطة.
وعلمت «البناء» أن حزب الله تمركز أخيراً في نقاط ومرتفعات أخلاها الجيش اللبناني في جرود نحلة ونصب راجمات صواريخ في منطقة ضوء القمر قرب بلدة نحلة، تعمل على قصف تجمّعات المسلحين الذين يحاولون التسلل كلّ يوم إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وأشار مصدر عسكري في حزب الله، إلى أنّ الحزب يعتزم تنظيف السلسلة الشرقية من الوجود المسلح على أن يكون هذا الوجود قد أزيل تماماً قبل عيد الفطر.
القنوات التلفزيونية تتضامن مع غزة
وفي تأكيد على تضامن القنوات التلفزيونية اللبنانية ومعها كل اللبنانيين مع صمود أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية، بثت هذه القنوات عند الثامنة وعشر دقائق من مساء أمس نشرة إخبارية موحدة خُصصت لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة، وفضح الإجرام الوحشي وقتل الأطفال والنساء والشيوخ الذي يمارسه العدو الصهيوني.
لا تقدّم في اجتماع «أمل» ـ «المستقبل» حول الأجور
ولم يسجل أمس على الصعيد المحلي أي جديد على مستوى الاستحقاقات الحيوية، خصوصاً على مستوى الحوار بين حركة أمل وتيار المستقبل الذي بقي يراوح مكانه في ما يتعلق بقوننة الأجور وسلسلة الرتب.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن الاجتماع الذي عُقد أمس بين وزير المال علي حسن خليل ونائبي المستقبل جمال الجراح وغازي يوسف لم ينته إلى أي توافقات حول هذين الملفين، بالتالي لم يسفر عن نتائج إيجابية على رغم حرص الطرفين على بقاء الاتصالات. وتوقعت المصادر أن يعقد الوزير خليل مؤتمراً صحافياً غداً الأربعاء لشرح كل الأمور المتصلة بموضوع رواتب الموظفين وموقفه منها.
وعلم في هذا الإطار، أن الوزير خليل سيلتقي اليوم مستشار رئيس المستقبل سعد الحريري نادر الحريري لبحث العلاقة بين الطرفين، واستكمال النقاش حول موضوع الجلسة التشريعية والأمور التي يفترض أن تبحثها.
وقالت مصادر مطلعة إنه على رغم عدم الوصول إلى اتفاق حول قوننة الأجور، فإن رواتب الموظفين والعسكريين مؤمّنة لهذا الشهر والشهر المقبل، بالتالي فعدم حل هذه المسألة سيؤدي إلى عدم قبض الموظفين والعسكريين لروابتهم مع نهاية شهر آب المقبل.
إضراب للقطاع العام غداً
وخلال استقباله وفداً من هيئة التنسيق النقابية أمس أعاد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة اعتراضه على إقرار السلسلة، كما أُقرت في اللجان النيابية، ورأى من جديد «أن المشكلة التي تقف عقبة دون إقرارها هي غياب الإيرادات الجدية التي تؤمّن التغطية للمصاريف التي ترتّبها السلسلة».
وفي السياق ذاته، دعت رابطة موظفي الإدارة العامة إلى الإضراب العام يوم غد الأربعاء احتجاجاً على التسويف في إقرار السلسلة، كما دعت للاعتصام أمام وزارة الصناعة.
جلسة مجلس الوزراء الخميس أمام امتحان «الجامعة»
وبما خص جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الخميس، فهي مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً أن الاتصالات لحلحلة ملف الجامعة اللبنانية لم تُفض إلى أي نتائج حتى مساء أمس نتيجة عقلية المحاصصة التي ينتهجها كل من المستقبل وحزب الكتائب إن بما يتعلق بتعيين العمداء أو حيال ملف تفرغ الأساتذة المتعاقدين، كما أن وزراء الحزب الاشتراكي مصرّون ـ وفق مصادر عليمة ـ على تخفيض عدد الأسماء المقترحة للتفرغ.
ولم ينعقد الاجتماع الذي جرى الحديث عنه بين وزير التربية الياس بو صعب والوزير الكتائبي ألان حكيم لبحث اعتراضات الكتائب على تعيين عمداء الجامعة، ومطالبته بحصة من عميدين. وقالت مصادر مطلعة إن «رئيس الحكومة تمام سلام هو الذي يتولى التواصل مع الأطراف المعنية بأزمة ملفّ الجامعة في محاولة لحلحلة العّقد قبل جلسة الخميس.
وقالت مصادر وزارية إنه على رغم الضرورة الاستثنائية لانتظام عمل مجلس الوزراء لمواجهة المخاطر التي تحيط بلبنان جراء تداعيات ما يحصل في المنطقة، خصوصاً العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة ومخاطر المجموعات الإرهابية، فإن لا شيء محسوماً بخصوص الجلسة أو حتى انتظام عمل الحكومة، خصوصاً إذا لم يُبتّ ملف الجامعة. وأضافت أن بقاء أزمة الجامعة يضع الحكومة أمام امتحان صعب لأن إمكان وضع هذا الملف جانباً كما يسعى بعض مكوّنات الحكومة مسألة ضبابية على اعتبار أن الجامعة شبه مقتولة ومصير العام الدراسي لأكثر من 65 ألف طالب ينتظر بتّ هذا الملف. وأوضحت أيضاً أن الوزير بو صعب ووزراء آخرين سيعترضون على عدم إنجاز تعيين العمداء وملفّ التفرغ.