فواز جرجس يرصد إخفاقات الغرب في التنبؤ بـ«الربيع العربي»
صدر حديثاً كتاب «الشرق الأوسط الجديد… الاحتجاجات والثورة في العالم العربي» لدى مطبعة جامعة كامبريدج، تحرير وتقديم فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن ومدير مركز الشرق الأوسط فيها.
يندرج الكتاب في سياق محاولة فهم ما جرى خلال ما سمي بـ»الربيع العربي»، دوافعه وأسبابه وتبعاته ومواءمته مفاهيم علوم السياسة والاجتماع ونظرياتها.
الكتاب في نحو 500 صفحة قطعاً كبيراً ويضمّ أبحاثاً ومداخلات لـ21 أكاديميا من مختلف أنحاء العالم، انطلاقاً من الجامعة الأميركية في القاهرة إلى جامعة هارفارد، ومن تشاتهام هاوس إلى جامعة أوكسفورد.
في مقدمة، من نحو 40 صفحة، يجمع جرجس أبرز ما أتى به الأكاديميون المشاركون في الكتاب، مستخلصاً أهم النقاط التي يتعرض لها الباحثون لاستنتاج الدروس، مؤكداً أن ما حصل في العالم العربي هو تغيير بالغ الأهمية هزّ أسس كثير من النظريات ومفاهيم العلوم السياسية. وجمع مادته كلها حول خط أساسي هو البحث في أسباب فشل الفكر السياسي ونظريات علم الاجتماع السياسي في التنبؤ بالتغيير والتعامل مع تطوراته، على شكل أجزاء خصت كل مشارك في الكتاب بفصل يبدو بحجم كتاب. وبين المشاركين في الكتاب وليام كواندت وروجر أوين وتشارلز تريب ورامي زريق وصادق العظم.
رغم طابعه الأكاديمي للكتاب فانه يكتسي أهمية بالغة لكل من يريد أن يستوعب ما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط ومحيطها ومساهمته في تطوير العلوم الاجتماعية والسياسية عامة.
مذ انطلقت موجة التغيير في تونس قبل أكثر من ثلاث سنوات، كتبت مراجع ومقالات تؤكد أن العالم كله فوجئ حقاً بما حدث، خاصة بعدما ساد تصوّر عام بأن هذه المنطقة من العالم في منحى ركود دائم. ورغم أن ساسة كثراً سارعوا إلى ركوب موجة التغيير، إلاّ أنّ الأكاديميين والباحثين في السياسة والاجتماع عامة لا يزالون يتدارسون كيف لم يتوقعوا حدوث تلك الموجة من التغييرات.
لا يعتبر مصطلح «الشرق الأوسط الجديد» من نتائج الحادي عشر من أيلول، لكونه موجوداً قبل ذلك في أطروحات سياسيين وكتاب أميركيين و«إسرائيليين». وأعادت واشنطن إنتاج المصطلح خلال الحرب «الإسرائيلية» على لبنان فيما باتت تعتبره الوقت الأنسب للخطوة التالية التنفيذية من مشروع إرساء معالم قرن أميركي بدءاً من الشرق الأوسط.