دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
بصراحة.. سأمنح صوتي في انتخابات المجلس البلدي في طرابلس للمرشّح الذي يضع، في رأس اهتماماته، ترويض البرغش ، وإعطاءه دروساً في حسن التصرّف!
إذ ماذا ينفع الإنسان إذا ربح الكهرباء أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين، وبنوا له المرآب المتنازع عليه لأمر في نفس يعقوب، وأعادوا لإشارات المرور ألوانها الثلاثة، ورفعوا الجسور، واهتمّوا بالبنى التحتية، والطرقات المعبّدة، أقول ماذا ينفع كلّ هذا إذا خسر الإنسان النوم براحة، لأنّ ثمة برغشة دخلت غرفة نومه بدون أذن، وحلّقت فوق رأسه تغازله بصوت لا يمتّ إلى الفنّ والذوق والأخلاق بصلة؟
بل ماذا يهمّ إذا تعرقل السير، ولم نصل إلى أعمالنا إلا بعد لأي، طالما أنّ البرغشة تدخل سيارتك، وتلدغك لدغة تنسيك قرصات الحبيب أيام زمان؟
أقول هذا بعد أن صار البرغش في كلّ مكان، بل صار جزءاً من الاهتمامات اليومية، فكما تشتري الخبز عليك ان تشتري مبيدات البرغش، وأن تضع في كلّ غرفة مصيدة، فكثر الطلب، وارتفع السعر، وأضيفت فاتورة جديدة إلى جانب فاتورتي الماء، وفاتورتي الكهرباء، وفواتير الهواتف، وغيرها من المستحقات التي لا تحصر ولا تعدّ.
وليس مستهجناً أن ترى هذا الكمّ الهائل من جيوش البرغش، فأنا لم ألمح، منذ سنوات، سيارة بلدية واحدة تجوب شوارع طرابلس وترش المبيدات، حتى لتظنّ أنّ البلدية تنتسب إلى جمعية الرفق بالحيوان، وأنّ واجبها الإنساني يفرض عليها خلق بيئة ملائمة كي يعيش البرغش بأمان!
ثمّ ما قيمة مستوعبات القمامة إذا كانت مكشوفة الرأس، وأن الناس يرمون بفضلاتهم خارج المستوعبات لا داخلها؟ هكذا. وبكلّ بساطة، تتحوّل طرابلس إلى مزارع نشطة ترتع فيها الجرذان والفئران والبرغش.
أيها الناخبون.. اختاروا رجالاً أكفّاء، لا مكفوفين، لإدارة الأزمات المتراكمة في مدينة اسمها طرابلس، وأخرى اسمها الميناء، كان زهر الليمون، وفقش الموج يعلنان حضورهما أينما سرت.