لبنان في الدراما المصرية… عصابات ومافيات

هنادي عيسى

لا شكّ في أن المناظر الطبيعية الجميلة في لبنان، تشكّل عاملَ جذب لأيّ منتج عربيّ كي يصوّر مشاهد في أفلامه أو مسلسلاته، ضمن سياق أحداث العمل الفنّي. لكن للأسف، يبدو أن صنّاع الدراما المصرية لا يرون في لبنان إلا أنه بلد العصابات والمافيات وتهريب الأموال والمخدّرات، هذا عدا نظرتهم إلى المرأة اللبنانية التي توحي للمشاهدين بأنها سهلة المنال. ويبدو أنّ هناك مَن ساهم في زرع هذه الصورة في أذهان الجمهور العربي.

النموذجان الأخيران لتلك الأعمال المصرية التي أبرزت هذه الصورة السوداء، مسلسلان عُرضا في رمضان المنصرم. الأول «رأس الغول» للنجم محمود عبد العزيز، والثاني «الطبّال» للنجم أمير كرارة وروجينا.

ففي «رأس الغول»، يُتهم عبد العزيز بالإرهاب بعدما صودف وجوده في مكان اغتيال الوزيرة. وإذ يتبين بعد ذلك أن مافيا أدوية تقف وراء محاولة اغتيال الوزيرة لأنها حاولت مساعدة أحد العلماء الشباب الذي سجّل اكتشاف دواء للسرطان بعيداً عن الأدوية المستعملة. وهنا تقوم المافيا بخطف العالم وينقل إلى لبنان، ويتبيّن أن رئيس مافيا الأدوية هو لبنانيّ ويلعب الدور الممثل اللبناني فؤاد شرف الدين، مع مجموعة من رجال الأعمال والمساعدين.

وتدور الأحداث ويسافر محمود عبد العزيز إلى لبنان لإنقاذ العالم وابنه الذي خُطف أيضاً، ويبرز المخرج أن في لبنان رجالاً كباراً سطوتهم أعلى من الدولة ويستطيعون مساعدة الناس بعيداً عن القانون.

أمّا في مسلسل «الطبّال»، فيؤكّد صنّاعه أن لبنان بلد الخطف والعصابات المتخصّصة بذلك، ولها علاقة مع الدول كلّها. وأنّ رجلاً واحداً يستطيع أن يفعل كل ما يحلو له بعيداً عن الدولة اللبنانية. كما لا يغفل الكاتب أن يبرز سهولة الإيقاع بالمرأة اللبنانية، وذلك عندما يسافر البطل أمير كرارة إلى لبنان وتستقبله امرأة لبنانية بكلّ مفاتنها البارزة، فضلاً عن أنّ أحد رجاله يقول له: «إنت هتزبّطني هِنا؟»، فيردّ كرارة: «كل حاجة هنا بتيجي لوحدها».

أعود وأكرّر أنّ اللبنانيين يفرحون لأن الأعمال المصرية تُصوّر على أراضينا، لكنهم للأسف، لا يلتفتون إلى مضمون ما يُقدَّم على الشاشة عن هذا البلد وشعبه. فهل يمكن أن تنتبه الرقابة إلى ما يحصل؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى