المفاوضات بشأن أوكرانيا تنطلق الأسبوع المقبل
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن المفاوضات الرباعية حول الأزمة الأوكرانية ستعقد بمشاركة روسيا والولايات المتحدة في أوروبا الأسبوع المقبل.
وخلال تقديمه تقريراً حول الوضع في غرفة الاستماع في الكونغرس الأميركي، أكد كيري أن الموافقة على عقد المفاوضات جرى التوافق عليه في أثناء الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الاثنين الماضي، بهدف إجراء استشارات رباعية.
ويشارك في هذه المحادثات إلى جانب روسيا والولايات المتحدة ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وعن السلطة الحالية في كييف. ويبحث اللقاء أيضاً مسائل تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وإجراء إصلاحات دستورية في البلاد.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جاي كارني حذر موسكو من أي تحركات مباشرة أو غير مباشرة في شرق أوكرانيا إثر تصاعد التوتر في هذه المنطقة، مشيراً بعد استيلاء متظاهرين مؤيدين لروسيا على مبان حكومية في شرق البلاد، إلى وجود أدلة قوية تشير إلى أن بعضهم كانوا من المأجورين ولم يكونوا من أهالي المنطقة، بحسب كارني.
ولوحت الولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات حال تدخل روسيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن «تدخل روسيا في شرق أوكرنيا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، سيعدّ تصعيداً خطيراً» وإن الولايات المتحدة «على استعداد لفرض المزيد من العقوبات على الاقتصاد الروسي حال تصعيد الموقف».
وفي السياق، أعلن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، رئيس الوفد الروسي إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رفض بلاده بشكل مطلق تقرير الجمعية حول «المسألة الأوكرانية» والذي ستتم مناقشته اليوم الأربعاء خلال جلسة الجمعية البرلمانية.
وقال بوشكوف أمس: «نحن غير موافقين على نص التقرير… نعتبره غير موضوعي ومنحازاً، ولم يتطرق إلى نشاط المنظمات المتطرفة في أوكرانيا »، معتبراً أن الجمعية تغض الطرف عن نشاط «القطاع الأيمن» وحزب «الحرية» الذي أقدم ممثلوه على الاعتداء على رئيس الحزب الشيوعي الأوكراني بيوتر سيمونينكو في البرلمان.
واعتبر بوشكوف أن «الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تسير على طريق الخطأ وتغض النظر عن كل ما لا يدخل بمفهومها عن الثورة الديمقراطية». وقال «لا ديمقراطية في أوكرانيا ولا حكومة شرعية في وما يحدث في شرق هذا البلد يؤكد أن الوضع على حافة انقسام شامل وهذا ما لا تريد رؤيته الجمعية البرلمانية»، مضيفاً أن الوفد الروسي سيقترح تصحيحات على النص ليعبر عن موقفه حول مشروع قرار الجمعية البرلمانية، وشكك في أن تتم الموافقة على هذه التصحيحات، معلناً مشاركة الوفد في المناقشات.
ويشير مشروع القرار الى أن «الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تعرب عن قلقها من ازدياد الوجود العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا، ويركز على وجود خطر حقيقي لحدوث عدم استقرار وتراجع الوضع الأمني في المنطقة.
يأتي ذلك بعد يوم على دعوة موسكو السلطات الجديدة في العاصمة الأوكرانية كييف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل عقد حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية وممثلي الأقاليم الأوكرانية.
وخلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والقائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أندري ديشيتسا، جدد الوزير الروسي موقف بلاده حول طرق الخروج من الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا»، مشيراً إلى استعداد موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لدعم الجهود الدولية الرامية إلى تنظيم الحوار الوطني في أوكرانيا.
وأكد لافروف لديشيتسا ضرورة احترام طموحات سكان المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا ومنع استخدام القوة ردّاً على مطالبهم الشرعية المتعلقة بحقوقهم اللغوية والثقافية والاقتصادية الاجتماعية.