استشهاد جندي وجرح آخر في اعتداء مسلّح في الضنية واستنكار واسع للجريمة ودعوات للإلتفاف حول الجيـش
مرة أخرى استهدفت يد الإرهاب الغادرة المؤسسة العسكرية التي قدّمت شهيداً جديداً ضمن الحرب المفتوحة مع الجماعات الإرهابية.
فقد استشهد مساء أول من أمس الجندي عامر مصطفى المحمد وجُرح الجندي عبد القادر نعمان، جرّاء تعرّض حاجز الجيش في بقاعصفرين الضنية لإطلاق نار من قِبل مسلحين، وكان قد حصل إطلاق نار على مركز بقاعصفرين التابع للواء المشاة العاشر في الجيش اللبناني.
وعلى الأثر، عزّزت وحدات الجيش اللبناني من انتشارها في بلدة بقاعصفرين ومحيطها وبدأت عمليات دهم بحثاً عن مشتبه بهم، وانتشرت مروحيّات الجيش اللبناني باحثة عن المعتدين في جرد النجاص أعالي الضنية امتداداً إلى جرود عكار والقرنة السوداء، فيما دهمت وحدات الجيش القرى والبلدات المجاورة بحثاً عن المنفّذ أو المنفّذين المتوارين عن الأنظار.
وأصدرت قيادة الجيش، أمس، بياناً جاء فيه، أنّه ليل أول من أمس، أقدم مسلّحون على إطلاق النار من أسلحة حربية باتجاه حاجز تابع للجيش في منطقة بقاعصفرين الضنية، ما أدّى إلى إصابة عسكريّين اثنين بجروح ما لبث أن استشهد أحدهما لاحقاً متأثّراً بجراحه. وقامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ عمليات تفتيش ودهم بحثاً عن مطلقي النار لتوقيفهم.
ونعَتِ القيادة الجندي عامر مصطفى المحمد، وقدّمت نبذة عن حياته: من مواليد 1/11/1991 في مشتى حسن عكار، متأهّل وله ولدان، مُدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 20/10/2011 ثمّ نُقل إلى الخدمة الفعلية بتاريخ 20/6/ 2014، حائز على عدّة أوسمة وتنويهات وتهاني العماد قائد الجيش.
واستقبلت بلدة مشتى حسن العكارية ابنها الشهيد وسط نشر الأرزّ، وكان موكب جثمان الشهيد الذي لُفّ بالعلم اللبناني، قد أُوقف مرّات عدّة في معظم البلدات التي عبرها من العبدة إلى حلبا فالبيرة والقبيات وصولاً إلى مسقط رأسه، حيث انطلقت مسيرة من مدخل البلدة وصولاً إلى منزل الشهيد العائلي لتُلقى عليه نظرة الوداع الأخيرة قبل نقله إلى مسجد البلدة الكبير، حيث أُقيمت الصلاة وقدّمت له ثُلّة من رفاق السلاح التحية العسكرية.
وتقدّم المشيّعين، ممثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد توفيق يزبك، وضباط وممثّلون عن القوى الأمنية والعسكرية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ووجهاء وفاعليات المنطقة.
وألقى يزبك كلمة، نقل فيها تعازي قائد الجيش إلى العائلة، مؤكّداً أنّ «الجيش سيبقى بالمرصاد لكلّ العابثين بالأمن». وتحدّث عن مناقبية الشهيد، مقدّماً نبذة عن حياته العسكرية.
ثمّ وُوري جثمان الشهيد في الثرى بجبانة البلدة، وتقبّلت العائلة وممثّل قائد الجيش التعازي.
وتوالت المواقف المستنكرة للإعتداء، مشدّدة على وقوف الأهالي خلف الجيش، واضعة الاعتداء في إطار ردّة الفعل على الإنجاز النوعيّ للجيش في عرسال.
«القومي»
وفي السياق، أدانت منفّذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الاعتداء الذي تعرّض له حاجز الجيش في بقاعصفربن وسقوط شهيد.
وقالت في بيان: «إنّنا في منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ندين ونستنكر هذا العمل الجبان ضدّ المؤسسة العسكرية. فهذه الجريمة النكراء استهدفت كلّ مواطن لبناني في الصميم، وندعو إلى الضرب بيد من حديد لكلّ من يخلّ بأمن الوطن والعبث بسلامة المواطنين. وإنّنا نؤكّد تضامننا، ونعلن وقوفنا إلى جانب الجيش الباسل لتحقيق الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، ونشدِّد على أهمية القاعدة الثلاثية الجيش المقاومة والشعب كسبيل للخلاص وردع الإرهاب والإرهابيّين بمزيد من اللُّحمة والتضامن».
وتابعت: «وكما في كلّ طارئ نرى الشاب العكاري يفدي بدمائه أرض الوطن ليذود عنه، نقدِّم عزاءنا للمؤسسة العسكرية ولأهل الشهيد عامر المحمد وبلدته مشتى حسن، وندعو للجريح عبد القادر نعمان ابن بلدة فنيدق بالشفاء العاجل».
جابر
اعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، أنّ «الجيش اللبناني سيبقى قاهراً للإرهاب وحاميا للوطن»، لافتاً إلى أنّ «مرّة جديدة تنال الأيادي الإجرامية الإرهابية من الجيش اللبناني الذي حقّق إنجازات أمنيّة للوطن كان آخرها في وادي الأرانب في عرسال، وتصدّيه للإرهاب على الحدود الشرقية ومنع الفتنة من النفاذ الى لبنان». ودعا «للضرب بيد من حديد لكلّ من تسوِّل له نفسه الاعتداء أو التطاول على الجيش سياج الوطن ودرعه الواقي»، طالباً «الوقوف خلف الجيش والقوى الأمنيّة لحماية لبنان».
فاعليات و أحزاب وجمعيات
واعتبر النائب السابق جهاد الصمد، في بيان، أنّ الاعتداء «يستهدف الدور الوطني الذي يقوم به الجيش في تفكيك الخلايا الإرهابية والتكفيرية وامتدادها على الأراضي اللبنانية ويستهدف الضنية وسلمها الأهلي».
وأكّد أنّ «هناك أيادي إرهابية غريبة تحاول العبث بالأمن في الضنية ولبنان، وأنّ الجريمة غريبة عن أصالة ووطنية أهل المنطقة المعروفة بانتمائها الوطني وتضامنها مع الجيش والتفافها حوله».
وأشار إلى أنّ «المعلومات الأولية المتوافرة تُشير إلى أنّ الجريمة عمل إرهابي»، داعياً إلى « توقيف الفاعلين وإنزال أشدّ العقوبات بهم، وإلى دعم الجيش لمواجهة تلك المجموعات التي تهدّد لبنان على كلّ الصُّعُد».
واستنكر نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ عبد الأمير قبلان الاعتداء، معتبراً أنّه «عمل جبان وعدوان على كلّ اللبنانيين المطالبين بالوقوف خلف جيشهم في سهره لحفظ الأمن والاستقرار وتفانيه في معركة مكافحة الإرهاب، ما يحتّم منع نشوء أيّ بيئة حاضنة للإرهاب».
ورأى أنّ «هذا الاعتداء يندرج في خانة ردود الفعل الانتقامية على إنجازات الجيش النوعيّة في كشف وملاحقة الخلايا الإرهابيّة والحؤول دون ارتكابها أعمالاً شيطانيّة»، مطالباً السياسيّين بـ«دعم الجيش وتوفير الأسلحة له، وتجهيز وتشكيل شبكة أمان سياسي عبر الإسراع في تشكيل الحكومة التي تُبعد مؤسسات الدولة عن التجاذبات السياسية».
واستنكر مجلس محافظة الشمال في «حركة الناصريّين المستقلين – المرابطون»، «الاعتداء الغادر الذي تعرّض له الجيش في بقاعصفرين، ودعا إلى «ضرب المجرمين بيد من حديد وعدم السماح بالتساهل معهم، حفاظاً على السّلم الأهلي ودعماً للعهد الجديد الذي نستبشر به خيراً للوطن والمجتمع».
وحثّ المجلس «أهلنا في الشمال على الحذر واليقظة ممّا يحضَّر من مؤامرات للوطن، وعدم السماح بالتلاعب بأمن مناطقهم خوفاً من تكرار المآسي التي عايشناها والتي دفع ثمنها الفقراء من أبناء المنطقة».
ودعا الطبقة السياسية إلى «المساهمة بانطلاقة العهد من خلال تسهيل تشكيل الحكومة، والانكباب على إصدار قانون انتخابي حديث ومقبول من المواطنين الذين لن يقبلوا بقانون الستين المهترئ بعد اليوم».
ودعت منسقيّة الضنيّة في تيار «المستقبل» إلى «معاقبة المعتدين وملاحقتهم وسَوْقهم إلى العدالة»، وأكّدت أنّ «الضنية كانت وما زالت مع الجيش اللبناني الوطني، وهو سقف الوطن الأمني».
واعتبر رئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير، أنّ «هذه العملية الجبانة تستهدف انطلاقة العهد الجديد، كما تستهدف النيل من معنويات الجيش الوطني اللبناني، بعد الانتصارات المدوّية التي حقّقها ضدّ الجماعات الإرهابية التكفيرية».
وأكّد «الوقوف إلى جانب مؤسسة الجيش اللبناني البطل، قيادةً وضباطاً وأفراداً، والمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة».
وطالب «أهلنا في الشمال عامّة وفي قضاء المنية – الضنية خاصة، بالتنبّه لنشاط المجموعات الإرهابية التكفيرية والتصدّي لها جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني الوطني».
واعتبرت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي، أنّ «الاعتداء الإرهابي يأتي في سياق الردّ على العمليات الجريئة التي نفّذها الجيش اللبناني ومديرية المخابرات في الفترة الأخيرة في ضرب الأوكار التكفيريّة في عدد من المناطق اللبنانية».
وأهابت دائرة الأوقاف الإسلامية بالأجهزة الأمنيّة «الأخذ على يد العابثين بالأمن والمتضرّرين ممّا يشهده لبنان اليوم من وحدة وطنية والعمل على إحياء دور المؤسسات، مشيرةً إلى «أنّها تقدّر دور المؤسسة العسكرية في حفظ البلاد والعباد».
وأشارت جبهة «العمل الإسلامي» في لبنان، إلى أنّ «هذه الجرائم المتنقّلة بحق الأجهزة الأمنيّة والعسكرية هي دليل إفلاس تلك الجماعات الإرهابية لأيّ جهة انتمت، وهي تعلم تماماً أنّها مرفوضة رفضاً قاطعاً وغير مقبولة، ولن يكون لها بيئة حاضنة في مجتمعنا الصغير إطلاقاً، وعليها أن تدرك أنّ جرائمها هذه لن تُفلت من دون عقاب، وأيضاً لن تثني الأجهزة الأمنيّة والعسكرية عن متابعة مهامّها في كشف الشبكات الإرهابيّة وتفكيكها، وكذلك سيكون الشعب اللبناني إلى جانب تلك القوى في مواجهة شبكات الإرهاب وكشفها وملاحقتها لمنع شرّها وكفّ أذاها عن الوطن والمواطن».
ودعت «حركة الأمّة» الجيش والأجهزة الأمنيّة إلى «ضرب كلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء على الجيش».
واعتبرت «حركة التوحيد الإسلامي» في بيان، أنّ «المسّ بالاستقرار من خلال استهداف العمود الفقري للأمن في لبنان إنّما هو عدوان يطاول جميع اللبنانيّين، وبالتالي هو أمر مُدان والواجب العمل على مواجهة مثل تلك القلاقل والتصدّي لمفتعليها».
واعتبر رئيس «اللقاء التضامني الوطني» الشيخ مصطفى ملص، أنّ «الاعتداء الذي طاول جسم المؤسسة العسكرية، يمثّل اعتداءً على كرامة الوطن ككلّ، وتجاوزاً لكلّ الخطوط الحمر، وهو ما يجب التصدّي له بحزم وقوة، تكفل ردع كلّ من تسوّل له نفسه القيام بمثل هذه الجريمة النكراء».
ودعت «جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي» في الشمال، إلى «أوسع تضامن مع المؤسسة العسكرية بقيادتها وضباطها وعناصرها»، مؤكّدةً أنّ «الجيش حامي الوطن يذود عن ترابه وحياضه».
واستنكر رئيس بلديّة مشتى حسن سعد طالب الاعتداء على المؤسسة العسكرية، سائلاً: «من ستكون المرجعيّة في حال لم تكن الجيش اللبناني؟».
ورأت حركة «شباب لبنان»، في بيان «أنّ الالتفاف حول المؤسسة العسكرية باتَ ضرورياً اليوم أكثر من أيّ وقت مضى حفاظاً على السيادة، ودفاعاً عن الاستقلال والأرض والعرض والمؤسسة الوحيدة التي تقف صدّاً منيعاً بوجه المشاريع الإرهابية والتكفيرية».