نادر: المسؤولية القومية توجب تشكيل جبهة واحدة في وجه الإرهاب لنحفظ وجودنا وثقافتنا ونمط حياتنا الجميل
شيّعت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق المناضل الفنان الدكتور مخول قاصوف في مأتم حزبي وشعبي في كنيسة النبي الياس – الخنشارة، بحضور حشد كبير من القوميين والمواطنين، وتقدم الحضور إلى جانب مندوب مركز الحزب مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر، عضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، الرئيسان السابقان للحزب يوسف الأشقر ومسعد حجل، كريمة الزعيم أليسار سعاده، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية الخنشارة أنطون رياشي وعدد من المسؤولين.
كما شارك في التشييع الوزير السابق بشارة مرهج، المدير العام السابق لوزارة العمل رتيب صليبا، رئيس بلدية الخنشارة والجوار أنيس سماحة، الفنان زياد الرحباني وعدد كبير من الفنانين والأدباء والكتاب والشعراء، وفاعليات المنطقة.
الأب معلوف
وترأس القداس الأب العام لدير مار يوحنا إيلي المعلوف الذي قال في كلمته: فيما نودّع الأخ والفنان الدكتور مخول فؤاد قاصوف وهو لا يزال في عزّ عطاءاته نعرف أنه اختار اتّباع السيد المسيح بإيمان وطيد كما اختار له فكرياً واجتماعياً اتّباع المبادئ السامية التي وضعها الزعيم والفيلسوف الكبير أنطون سعاده ابن هذه المنطقة، وعن قناعة كليّة.
وأضاف: الدكتور مخول إنسان صالح ذو ضمير حيّ وأخلاق سامية، تعب وكافح بصمت والتزم ممارسة طب الأسنان وحاضر في الجامعة لينشئ أطباء محترمين خلوقين. كثُرت مواهبه في الموسيقى والشعر والغناء، وتربطه علاقة وطيدة لأجل هذه الغاية السامية بعديد من الفنانين الكبار الذين تلمع اسماؤهم في سماء الفن اللبناني والعالمي.
وتابع: مَنْ كانت هذه مزاياه لا بدّ أن يحمل في ذاته مستوى عالٍ من الأخلاق الحميدة والبداهة في المعاملة والتواضع، لأنّ الفن والموسيقى يجعلان من الإنسان قريباً إلى القلب وعلى مستوى من البساطة وحسن التدبير.
فقيدنا ابن جيرة دير مار يوحنا وسليل عائلة مناضلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وإيماننا أنه اليوم ينعم في ديار الخلود مع من سبقه من عائلته ومن أبناء أمّته القومية الاجتماعية.
يا فقيدنا عملت جاهداً لأجل الاستقامة في الأخلاق والرأي والفكر، وأنست الفن حتى الإبداع المظهر وجه لبنان الحضاري. فنطلب إلى الله أن يتقبّل عطاءاتك وخدمتك واستقامتك وصدقك ورحابة صدرك وليعطك الأجر الذي يستحقه كفاحك في الحياة وجهادك في سبيل الخير.
كلمة المنفذية
وبعد قصيدة شعرية ألقاها الدكتور أسعد رياشي، ألقى كلمة منفذية المتن الشمالي ناظر الإذاعة والإعلام هشام الخوري حنا وقال فيها: من رفقاء القسَم والحزب والانتماء نجمٌ آخر هوى من علياء بلدة الخنشارة وساح النضال والصراع. الدكتور مخول قاصوف أديب ومفكر وفارس من فرسان القلم في هذه البلدة الواقفة تألقاً بين بسكنتا مخايل نعيمه ورشيد أيوب وضهور الشوير خليل حاوي والدكتور خليل سعاده وأنطون سعاده باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية.
وأضاف: لقد احترف فقيدنا الغالي في حياته الأناقة في القول والفعل في اللحن والفن والنظم في الموسيقى والإنشاد في الصداقة والصدق، في التطبيب والتعليم والتدريس في كلية الطب في الجامعة اللبنانية حيث خرّج أجيالاً وأجيالا. وإلى ذلك التزم قضايا المجتمع والوطن والأمة متوّجاً مسيرته النضالية بإيمانه الكبير بعقيدة سعاده وانتمائه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في سبعينات القرن الماضي، فتولّى مسؤوليات حزبية عديدة وكانت له محطات نضالية مشرّفة ومواقف سامية تجسّدت في فنه وشعره.
وتابع الخوري حنا: إنْ غبت يا رفيقنا جسداً فستبقى شعلتك متوهّجة دائماً وأبداً لا تخبو ولا تموت. فالمبدعون عِلماً وثقافة وأدباً لا ينتهون، ففي الأفق من ذكراهم غلائل وألوان لا تمحى ولا تزول.
كلمة مركز الحزب
وألقى كلمة مركز الحزب مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر وجاء فيها: إنّ مخول قاصوف أغنى هذه الحياة بتراث موسيقي وشعري وغنائي وإنساني جميل. غنى للحياة وللثورة وللحب والأرض، ونثر الفرح والأمل في عز ظلمة اليأس، في سنوات الحرب الأهلية المريرة، والتي لا نريد لها أن تعود على بلدنا، وقد اكتوت بها كلّ أمتنا من العراق إلى الشام وفلسطين بعد لبنان.
وأضاف: إنّ مسؤوليتنا جميعاً اليوم، وبالدرجة الأولى المسؤولية القومية، توجب علينا تشكيل جبهة واحدة في وجه القوى الإرهابية المجرمة، لنحفظ وجودنا وثقافتنا، ونمط الحياة الجميل الذي أحبّه مخول وخلّده موسيقى وشعراً وغناء، فإذا انتصرت سنابك المغول الجدد، ستحلّ ثقافة السيوف والخناجر وقطع الرؤوس، مكان ثقافة الحياة، وستغطي الخيام السود والرايات الدامية أرض الهلال الخصيب.
وأكد نادر أنّ حزبنا ورفقاءنا يقفون في كلّ مكان وعلى امتداد ساحات الأمة مع جيوشنا الوطنية لصدّ هذه الهجمة البربرية، وبهم سننتصر وسنهزم هذه القوى الظلامية. وهناك أطياف كبيرة من شعبنا قد وعت حقيقة نهضتنا وفكرنا، بما يثبت صحة قول باعث نهضتنا أنطون سعاده: إنّ نفوسنا وعقيدتنا فرضت حقيقتها على هذا الوجود.
وتابع نادر: إنّ مخول قاصوف هو ابن هذه النهضة الفكرية الثقافية العظيمة التي نبغت في صفوفها نخبة من الشعراء والفنانين والصحافيين الكبار، الذين يفتخر حزبنا بهم وبإبداعاتهم في مختلف المجالات، يفتخر بالذين مضوا وبالذين ما زالوا يسيرون على درب النهضة ويرفدون الأمة بقيم الحق والخير والجمال.
واختتم نادر كلمته بتقديم التعازي باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان وباسم القيادة الحزبية إلى عائلة المناضل الراحل وأبناء بلدته الخنشارة ومنطقة المتن الشمالي.