نعمان الرفاعي إلى أميركا لعرض أعماله

يشارك الفنان النحات والخطاط نعمان الرفاعي ابن بلدة ببنين العكارية، في المهرجان الدولي للنحت على الخشب في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، يوم السبت 18 الحالي، حيث سيعرض مجموعة من أعماله المنحوتة على رؤوس أقلام الرصاص، التي تميّز بها في الوسط الفنّي التشكيليّ في لبنان والعالمين العربي والدولي.

وقال الرفاعي: أردت أن أصل بفنّي هذا إلى العالم أجمع، فرحلتي مع الخطّ والنحت بدأت منذ الصغر، كانت تجذبني لافتات المحلات التجارية المكتوبة بخطّ اليد، وفي طريقي إلى المدرسة كنت أقف مطوّلاً أمامها وأتمتّع بجمال حروفها وتنسيق جُمَلها من يد خطّاطين كبار.

وتابع: عشقت هذا النوع من الفنّ، وبتّ أقلد بنفسي فور رجوعي إلى البيت ما حفظته ذاكرتي. ثم حاولت التواصل مع بعض الخطاطين لأتدرب على أيديهم لتطوير قدراتي على اتقان هذا الفنّ، إنّما من دون جدوى لأسباب عدة، منها الوقت والمسافة ما بين منطقتي وطرابلس ودروسي، فاعتمدت على نفسي بشراء بعض كتب الخطّ أضعها أمامي وأقلّد أنواعها بأقلام بدائية وعلى الطريقة التي اعتمدها أسلافنا القدماء. وهكذا، كلّما تعمقت في هذا المجال كلّما شدّني إليه لما فيه من تحدّ لإتقان قواعده الصعبة.

وأضاف: كنت استغلّ العطل المدرسية في النحت على الخشب مع شقيقي الأكبر الذي علّمني هذه المهنة. وفي يوم ما شاركت في أحد المعارض بلوحات من الخطّ العربي، وهنا بدأ عندي التفكير في تحويل المهنة إلى هواية سواء بالخشب او الخط الذي كذلك كنت اعمل به كمهنة عندما وصلت إلى مرحلة أجدت فيها كتابة الخط على اللافتات وغيرها.

وقال: في معرض آخر، جربت المشاركة بمنحوتات خشبية، وعند انخراطي بالوسط الفني من معرض إلى آخر، بدأت أفكر بما أتميز به أمام الفنانين التشكيليين الزملاء، فكانت فكرة النحت على رؤوس أقلام الرصاص، استبعدت الفكرة في الوهلة الأولى وسط ذهول أصابني حينما رأيت مجسّمات بكامل تفاصيلها على سنّ قلم الرصاص، هذا الجزء الذي لا يتعدّى الملمترات. اكتفيت بالذهول وصرفت النظر عنه لمدّة سنة، وبعدها طرقت الفكرة بابي من جديد واخترت أن أجرّب قلماً، واستعنت بآلة حادة رأسها كالدبوس، وبدأت نحت القلم بتأنّ وانتباه وصبر وقلق من أن ينكسر بين يديّ، لأنّها المرّة الأولى التي أتعامل فيها مع هذه المادة الهشّة. وبعد ساعات مضنية، ظهرت المنحوتة التي اخترت ان تكون شكل رأس كلاسيكي، أظهرت فيه كامل التفاصيل والملامح، هنا كانت فرحتي الأولى وبدأت مسيرتي مع الأقلام.

وتابع: في أحد المعارض، شاركت بلوحة حروفية وبقلمين منحوتين، لاحظت أن روّاد المعرض مهتمون أكثر بمشاهدة الاقلام المنحوتة، خصوصاً من الفنانين المشاركين. ما دفعني لأن أتابع في هذا المجال. وهكذا، منذ سنة ونصف السنة، وأنا أنحت على الاقلام. وشاركت في معارض محلية ودولية كثيرة، وشاركت بمسابقة أجرتها قناة تلفزيونية.

وختم: أحضّر لمعرضي الفردي في الصيف المقبل، وحالياً أغادر لبنان متوجّهاً إلى أميركا، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليّ، وأتمنّى أن تحظى أعمالي اهتمام النقّاد والمتابعين.

إشارة إلى أن هذا النوع من النحت يعتبر نادراً في العالم، لأنه يتطلب دقة عالية نظراً إلى المنحوتة التي لا يتعدّى حجمها الملمترات، والتي لا تُرى تفاصيلها بالعين المجرّدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى