ماذا عن جولة جنيف الجديدة؟
حميدي العبدالله
بدأت في جنيف جولة جديدة من أجل البحث عن حلّ للأزمة السورية، وكما قال الرئيس بشار الأسد فإنّ جميع جولات جنيف السابقة، كانت مجرد عملية إعلامية، بمعنى أنّ لقاءات جنيف وفرت منبراً للأطراف المنخرطة في الحرب على سورية لعرض وجهات نظرها لا أكثر ولا أقلّ، ولم يتمّ البحث ولو خطوة واحدة باتجاه الحلّ. فهل جولة جنيف الحالية، تلاقي المصير ذاته للجولات السابقة؟
يمكن القول إنّ توقيت عقد جنيف في جولته الحالية يشير إلى ترجيح احتمال أن تكون هذه الجولة امتداداً للجولات السابقة، أيّ أنها لن تشكل الخطوة الأولى باتجاه البحث الجدي عن حلّ للأزمة في سورية، لأنّ العلاقات الأميركية الروسية لم تشهد تطوّراً ملموساً باتجاه الاتفاق على أسس الحلّ، ولا تزال الإدارة الأميركية تعيش سلسلة من الصراعات حول الموقف من روسيا ومستوى التعاون معها، ولا سيما في سورية. وفي ظلّ الوضع السائد في الولايات المتحدة يمكن القول إنّ واشنطن لم ترتق إلى مستوى الشريك لروسيا لفرض الحلّ السياسي.
ولكن الجولة الحالية قد تشكل حلقة، أو مقدّمة لتطور ما في جلسات لاحقة ستعقد بعد انتهاء شهر رمضان، ولكن هذا مجرد توقع، وكلّ شيء يتوقف على ثلاثة عوامل:
العامل الأول، مدى احترام الاتفاق المتعلق بمناطق خفض التصعيد. في حال دخل هذا الاتفاق حيّز التنفيذ، والتزمت الدول الضامنة بما فيها تركيا بما جاء في هذا الاتفاق، فإنّ ذلك يشكل تطوّراً سينعكس إيجاباًَ على مسيرة جنيف، ويرجح خيار الحلّ السياسي.
العامل الثاني، الوضع الميداني، سواء في المناطق الشرقية حيث تسيطر داعش، أو الوضع الميداني الناجم عن تطبيق ما جاء في اتفاق المناطق منخفضة التصعيد، لا سيما في مواجهة جبهة النصرة وتشكيلات القاعدة الأخرى المتمركزة في محافظة إدلب.
لا شك أنّ الوضع الميداني من الآن وحتى شهرين مقبلين سيشهد تحوّلات كبيرة وستكون لها انعكاسات على مسيرة جنيف.
العامل الثالث مصير الصراع داخل الإدارة الأميركية حول الخيارات في سورية، إذ ينتظر أن تتوضح أكثر معالم السياسة الأميركية في سورية، نتيجة التطورات الميدانية.
باختصار لن تكون هناك رهانات جدية على جولة جنيف الحالية، وإذا كان ثمة رهان فهو على الجولات اللاحقة التي ستعقد بعد انتهاء شهر رمضان.