إلى أصحاب النظريات.. لن يحكم «الإخوان»
معن حمية
من أغرب «النظريات»، تلك التي تزعم أن الحرب على سورية هي بين «فكرين: الأول متطرف وديكتاتوري والثاني معتدل وديمقراطي»، من دون أن تتكبّد عناء تعريف مَن هو الطرف الأول ومَن هو الطرف الثاني!
لكن ما هو واضح، أن نظريات كهذه عادة ما تكون محل سخرية، إذ إنها ساقطة في الشكل وفارغة في المضمون، عدا عن أنها تكشف عدم دراية بأبسط قواعد إطلاق النظريات أو حتى الشعارات، وتشي بأن هناك نقصاً حاداً في التفكير يصل حدّ الضحالة، وقد يكون مرد هذا النقص، نزّ الأحقاد والحضّ على الكراهية.
مَن لا يعرفون أسباب الحرب على سورية، وما تتعرّض له منذ سبع سنوات، عليهم فقط أن ينظروا الى الجرائم والفظائع التي ترتكبها مختلف الصنوف الإرهابية من «داعش» إلى «النصرة» إلى أخواتهما، وأن ينظروا إلى ما يسمّى معارضي الفنادق المدفوعي الأجر، ليكتشفوا أن هؤلاء أدوات في مخطط يستهدف إسقاط سورية، موقعاً ودوراً ومؤسسات، وتدميرها إنساناً واقتصاداً وعمراناً، لدفعها نحو التسوّل من البنك وصندوق النقد الدوليين، حتى تصبح مجبرة على تنفيذ إملاءات الدول التي تضع سياسات هذه المؤسسات المالية العالمية.
عود على بدء، إلى «النظرية»، فصاحبها يدور في فلك ما يُسمّى «الاعتدال العربي» وامتداداته الغربية، لذلك طبيعي أن يكون «المعتدلون والديمقراطيون» بالنسبة إليه، هم الذين يحاربون الدولة السورية. وهذا معناه أن المجموعات الإرهابية المتطرفة كلها، بحسب هذه «النظرية» معتدلة وديمقراطية! وهذا ليس بالأمر العجيب، لأن مطلق النظرية هو نفسه مَن أطلق شعار «فليحكم الإخوان»!!!
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن «الإخوان»، هم سبب الشقاق بين «دول الاعتدال العربي»، حيث إن الخلاف كبير بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، وكل ذلك بسبب «الإخوان».
بالمختصر، كان حريّ بصاحب النظرية أن ينتظر ظرفاً مؤاتياً لطرحها في التداول، وأن ينأى بنفسه في هذا التوقيت الحساس، لأن المتنفذين من آل «طال عمرك» يبحثون عن كل ضالٍ له صلات بـ «الإخوان»، «لتعنيفه» وحصاره مالياً ومعنوياً.
في حمأة الخلاف بين «دول الاعتدال»، للأسباب المعلنة، ليس الوقت للنظريات، ولسان حال اللبنانيين وغير اللبنانيين» كيف نحمي لبنان والعالم العربي من «حكم الإخوان»؟
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي