موسكو تعوّل على تقدّم في مفاوضات جنيف.. ودي ميستورا يعلن انطلاقتها في 10 تموز
قال ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى «الشرق الأوسط» وأفريقيا، إنّ موسكو تعوّل على تقدّم في المفاوضات السورية بجنيف، خلال جولتها السابعة المقرّرة في 10 تموز.
وقال بوغدانوف لوكالة «تاس»: «أطلعونا على موعد الجولة المقبلة في جنيف، وأملنا أن يشارك فيها كلّ الأطراف».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ هذه الجولة التي أعلن موعدها أول أمس السبت، المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، «ستُعقد، وهو ما نأمله، بعد اتصالات حول سورية في عاصمة كازاخستان أستانة، وبعد قمّة مجموعة العشرين في هامبورغ، حيث يمكن أن تجري أيضاً مناقشات واتّصالات جوهريّة مفيدة للتسوية في سورية».
وأكّد بوغدانوف، أنّ موسكو تعوّل على إجراء لقاء حول سورية في أستانة في 4-5 من الشهر المقبل، مشيراً إلى أنّ روسيا هي التي اقترحت هذا الموعد، لكنّ تنظيم اللقاء يعود للجانب الكازاخستاني.
وكان المكتب الصحافي للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أعلن أنّه من المقرّر أن تنطلق الجولة السابعة من المحادثات السوريّة السوريّة في جنيف، يوم 10 تموز المقبل.
وجاء في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي السبت، أنّه من المقرّر أن يصل المدعوّون إلى جنيف يوم 9 حزيران.
وأضاف البيان، أنّ دي ميستورا يعتزم الدعوة إلى جولات أخرى خلال الشهر الحالي وكذلك خلال شهر آب، مشيراً إلى أنّ الدعوات سوف تُرسَل وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وإلى جانب الجولات الرسميّة للمحادثات السوريّة التي ستُناقش السلّات الواردة على جدول الأعمال، سوف تستمرّ اجتماعات الخبراء في إطار العمليّة التشاورية حول المسائل الدستوريّة والقانونيّة التي أنشأها المبعوث الخاص خلال الجولة السادسة من المحادثات.
ميدانياً، أعربت القاهرة عن ترحيبها بإعلان القيادة السوريّة السبت عن وقف عمليات الجيش القتالية في مدينة درعا جنوب غربي البلاد لمدة 48 ساعة.
وأعلن المتحدّث بِاسم وزارة الخارجيّة المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان له، أنّ بلاده تدعو المعارضة السوريّة إلى الردّ بالمثل على هذه المبادرة، تنفيذاً لمذكّرة مناطق تخفيف التوتّر الـ4.
وأعرب أبو زيد عن أمل بلاده أن يصبح تحقيق هذه المذكّرة خطوة نحو وقف دائم وشامل لإطلاق النار في الأراضي السورية كافّة، داعياً مرة أخرى إلى إيجاد حلّ سياسي من شأنه وضع حدّ للأزمة الدمويّة مع الحفاظ على وحدة أراضي البلاد واستقلالها، ضمن إطار مخرجات مسار جنيف التفاوضي وقرارات مجلس الأمن.
وفي السِّياق، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي بِاسم الحكومة الدكتور محمد المومني، إنّ الأردن يدعم الهدنة التي أعلنها الجيش السوري في جنوب البلاد لمدة 48 ساعة.
وقال المومني، إنّ «الأردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تُبذَل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كلّ الأراضي السوريّة».
كما عبّر المسؤول الأردني عن أمل المملكة في»التزام كافّة الأطراف بتنفيذ الاتفاق»، مؤكّداً أهميّة وقف إطلاق النار لـ«التخفيف على الأشقّاء السوريّين، خصوصاً المحتاجين لوصول المساعدات الإنسانيّة».
وجدّد الناطق الرسمي «موقف الأردن الدّاعي إلى ضرورة العمل عبر مسار جنيف لإيجاد حلّ سياسي للأزمة، يقبله السوريّون ويضمن وحدة سورية وتماسكها ويحمي سيادتها».
وكانت واشنطن رحّبت بإعلان الجيش السوري عن وقف العمليات القتاليّة في مدينة درعا لمدة 48 ساعة، ودعت الفصائل المعارضة إلى وقف هجماتها لدعم الهدنة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانيّة.
وأعلنت المتحدّثة بِاسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان لها يوم السبت، أنّ واشنطن ستُقيّم المبادرة إعلان الجيش السوري انطلاقاً من نتائجها لا من الكلام، وحثّت دمشق على الالتزام بمسؤوليّاتها بموجب الهدنة المُعلَنة.
وقالت نويرت: «يجب على المعارضة من جانبها وقف الهجمات أيضاً، للسماح باستمرار الهدنة، كما نأمل تمديد الهدنة، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانيّة للمحتاجين».
وشدّدت المتحدّثة على أنّ الولايات المتحدة سوف تستمرّ في دعم الجهود البنّاءة الهادفة إلى التخفيف من حدّة العنف في سورية وتقديم المساعدات الإنسانيّة إلى من يحتاج إليها، وذلك بالتزامن مع مواصلة حربها ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي السِّياق الميداني العسكري، قال مصدر عسكريّ سوريّ إنّ الجيش السوري أحكم السيطرة أمس على محميّة التليلة جنوب قرية آرك في ريف تدمر الشرقي.
وأفاد مصدر مطّلع في سورية، بأنّ الطيران الحربي السوري والروسي استهدفا رتلاً لتنظيم «داعش» على طريق حماه الرقة باتجاه شمال السخنة.
وكان الجيش السوري استعاد السيطرة على بلدات ونقاط جبّ السعد ورسم أمون وحنيطة وحسو العلباوي، مضيفاً أنّ قوّات الدفاع الوطني سيطرت على النقطة السابعة على امتداد محور خط البترول شرق بلدة عقارب. كذلك، تقدّم الجيش على محور الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي.
واستعاد الجيش السوري في وقت سابق السيطرة على بئر حفنة، وسدّ آراك وسلسلة جبال تدمر الشمالية في ريف حمص الشرقي، وعلى منطقة وتلّة «تبارة الديبة» جنوب بلدة عقارب في ريف حماة الشرقي. كما أعلن الجيش عن هدنة في درعا لدعم جهود المصالحة، كذلك سيطر الجيش على حقل آرك النفطي ومساحات كبيرة من الريف الشمالي الشرقي لمدينة تدمر.
إلى ذلك، قال أحد قادة الحشد الشعبي ممّن يقومون بحماية الحدود السوريّة العراقيّة بعد تحريرها من تنظيم «داعش»: «ننتظر ساعة الصفر لمهاجمة «داعش» في البوكمال»، مؤكّداً: «لقد التقينا مع القوّات السوريّة داخل الأراضي السوريّة».
وأكّدت العمليات المشتركة، أنّ القوات العراقيّة سيطرت على منفذ الوليد الحدودي بين العراق وسورية وبطول 75 كيلومتراً، وتقابله القوّات السورية عند نقاط مهمّة بين البلدين.
وكانت قوات الجيشين العراقي والسوري التقت عند الحدود بين التنف والبوكمال، وأنّ المعركة الحاسمة الكبرى ستكون في دير الزور.
وقال لواء في الجيش السوري، إنّه «خلال مدة قصيرة تمكّن الجيش السوري من القضاء على «داعش» في عمق البادية بمساحة 25 ألف كيلو متر مربع»، مضيفاً أنّه «سيتمّ التنسيق مع القوّات العراقيّة لتأمين الحدود حتى تصبح المنطقة آمنة تماماً».
وأفاد اللواء، أنّه تمّ استخدام كافّة أصناف الأسلحة البريّة والجويّة للتقدّم في البادية والوصول إلى الحدود العراقيّة.
من جهةٍ أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، أنّها قتلت قائدين ميدانيّين آخرين من تنظيم «داعش»، هما أبو عمر البلجيكي وأبو ياسين المصري، في ضربات جويّة قرب مدينة دير الزور في شرق سورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسيّة للأنباء بيان وزارة الدفاع، الذي جاء فيه أنّ حوالى 180 عنصراً من تنظيم «داعش»، بينهم قياديّان عسكريّان قُتلوا في غارات شنّتها طائراتها قرب دير الزور في شرق سورية يومي 6 و 8 حزيران الحالي.
ويأتي البيان بعد يوم واحد من إعلان روسيا أنّها ربما تكون قتلت زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في ضربة جويّة الشهر الماضي، لكنّ واشنطن قالت إنّها لم تتمكّن من إثبات وفاة البغدادي، كما شكّك مسؤولون غربيّون وعراقيّون في ذلك.