بوتين: لا نعترف بكوريا الشمالية كدولة نووية.. تجنّبوا محاولة حشرها في الزاوية!
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أن روسيا لا تعترف بالوضع النووي لكوريا الشمالية وتعتبر تجاربها خرقاً للقرارات الدولية». وجدّد بوتين «رفض موسكو للضغط على بيونغ يانغ».
وقال الرئيس الروسي في تصريح للصحافيين عقب محادثاته مع نظيره الكوري الجنوبي مون جيه-إن، في مدينة فلاديفوستوك الروسية أمس، «إن موسكو لن تعترف بكوريا الشمالية كدولة نووية»، لكنه حذّر من أن «الأزمة الكورية لا يمكن حلها بالضغط والعقوبات فقط ولا بدّ من إيجاد تسوية دبلوماسية».
وأكد بوتين «أن موسكو تعتبر التجارب النووية الكورية الشمالية، انتهاكاً للقرارات الدولية، وأن روسيا لن تعترف بالوضع النووي لهذا البلد»، لكنه لفت إلى «تجنب الاعتماد على الضغط والعقوبات فحسب في التعامل مع بيونغ يانغ ومحاولة حشرها في الزاوية».
وحثّ الرئيس الروسي جميع الأطراف المعنية على «ضبط النفس، وتفادي الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد التوتر».
كما دعا الشركاء الدوليين إلى «الاهتمام بخريطة الطريق الروسية الصينية المشتركة لحل الأزمة الكورية».
من جانبه، أعلن رئيس كوريا الجنوبية أنه «اتفق مع بوتين خلال مباحثاتهما، على ضرورة تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، والإبقاء على الاتصالات الاستراتيجية بين البلدين بشأن الأزمة الكورية».
وقال: «عبر سيادة الرئيس عن تفهمه ودعمه لجهود حكومة كوريا الجنوبية الرامية إلى إحلال السلام الثابت في شبه الجزيرة الكورية وتحسين العلاقات بين الكوريتين، وهو ما يثير ارتياحي. وبناء على هذا التفاهم، سيعمل الرئيسان على توطيد الاتصالات الاستراتيجية، بما في ذلك تلك المتعلّقة بتسوية القضية الكورية الشمالية».
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إن موسكو ستصرّ على تضمين نص مشروع القرار الأميركي حول كوريا الشمالية، تشديداً على عدم وجود حل عسكري للقضية».
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية، أمس: «لقد أعدّ الأميركيون مشروع قرار، لكن ليس صحيحاً الحديث عن منع صدور هذا القرار أو دعمه قبل أن نطّلع على مضمون النص».
وأوضح أن «المناقشات بشأن المشروع تبدأ حالياً في الأمم المتحدة على مستوى الخبراء».
وبشأن الموقف الروسي من التعامل مع قضية كوريا الشمالية، قال لافروف «إنه ينطلق من التقييمات والمقاربات التي قدّمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس في ختام قمة مجموعة بريكس في الصين».
وذكر الوزير بأن «بوتين في مقارباته هذه ينطلق من خبرة المحاولات المستمرة منذ سنوات طويلة لحل قضية شبه الجزيرة الكورية عن طريق فرض إجراءات ضغط جديدة المرة تلو الأخرى، من دون بذل أي جهد على الإطلاق لاستئناف الحوار».
وتابع «إنّ روسيا والصين أثناء مشاركتهما في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد في أعقاب آخر تجربة نووية في كوريا الشمالية، لفتتا انتباه الشركاء إلى المبادرة الروسية الصينية المشتركة الخاصة بطرح خريطة طريق لتجاوز ذروة الأزمة الكورية وإعادة الوضع إلى مجرى المفاوضات».
وأكد أنّ «روسيا لدى بحث الموضوع في مجلس الأمن ستصرّ على تضمين مشروع القرار الدولي، تشديداً على عدم وجود أيّ بديل للمفاوضات ورفض أيّ حلّ عسكري للقضية».
وأضاف أنّ «موسكو تطلب من أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الانضمام إلى جهود الوساطة في شبه الجزيرة الكورية».
في ما أعلن ديمتري بيسكوف السكرتير الصحافى للرئيس الروسي في حديث له مع الصحافيين «أن فلاديمير بوتين لن يجري اتصالات مع ممثلي كوريا الشمالية فى إطار المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفستوك».
وأضاف ممثل الكرملين: «إنه ليس لدينا معلومات حول وجود أية خطط لإجراء أية اتصالات مع ممثلي كوريا الشمالية».
في السياق نفسه، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا «أنّ الأمم المتحدة لا تحتاج إلى إصلاح جذري»، مؤكداً أنّ «كل الدول تأمل في حلّ قضية كوريا سلمياً، وأن العقوبات لا تُجدي».
وقال المندوب الروسي «إنّ المنظمة العالمية تقوم بمعالجة طائفة واسعة جداً من القضايا التي يواجهها المجتمع الدولي»، مشيراً إلى أنّ «الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا سابقاً إلى إصلاح المنظمة لتكون أكثر فعالية».
وأضاف الدبلوماسي الروسي: «لا يريد أحد حلاً عسكرياً. ويريد الجميع تسوية الأزمة سلمياً»، وتابع قائلاً: «إلا أن هناك بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وبريطانيا وكوريا الجنوبية وغيرها، التي تتحدّث عن فرض عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية. والعقوبات لا تعمل للأسف».
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض «أن الوقت لم يعُد ملائماً للحوار مع كوريا الشمالية، وأنه يدرس جميع الخيارات للتعامل مع الأزمة».
وأكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «أنّ العمل العسكري ضدّ كوريا الشمالية، ليس الخيار الأول لدى بلاده»، مشيراً إلى أنّ «واشنطن تنتظر ما سيحدث». وكانت وسائل إعلام أعلنت في وقت سابق أن ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، تبادلا فيه وجهات النظر بخصوص الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت القناة التلفزيونية الصينية الرسمية عن بينغ قوله إنّ «الجانب الصيني يواصل التشجيع على نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وحماية النظام الدولي بعدم الانتشار، بكل ما لديه من إمكانات.. وفي الوقت نفسه، دأب الجانب الصيني دائماً على الدعوة إلى السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وإلى حل هذه المشكلة عن طريق الحوار والتشاور».
وأكد الرئيس الصيني أيضاً، «أنه في النهاية يجب الارتكاز إلى الحوار والمفاوضات والنهج المتكامل وإيجاد حل طويل الأجل للمشكلة».
من جانبه، أعلن ترامب، «أن الجانب الأميركي يشعر بقلق عميق إزاء التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، وأنه يولي اهتماماً كبيراً لدور الصين في حل المشكل. وأضاف الرئيس الأميركي، «أن بلاده مستعدة لتكثيف الاتصالات مع الجانب الصيني من أجل حل سريع لهذه القضية».
وأشارت وسائل الإعلام الصينية إلى أن الاتصال الهاتفي كان بمبادرة من الجانب الأميركي.
بدوره، أعلن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي أمس، «أنه ينوي أن يبحث مع رئيسي روسيا وكوريا الجنوبية في فلاديفوستوك الروسية كيفية الضغط على بيونغ يانغ من أجل تغيير سياستها في الملف النووي».
وقال رئيس الوزراء الياباني فور وصوله إلى فلاديفوستوك، «علينا أن نجعل كوريا الشمالية تدرك بأنّ طريقها الحالي لن يؤدي إلى مستقبل مشرق».
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن آبي «ينوي إقناع موسكو»، بتأييد فكرة فرض عقوبات أشدّ ضدّ بيونغ يانغ، بما في ذلك حظر توريد النفط إليها.
يُذكر أن جدول أعمال رئيس الحكومة اليابانية على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي، يتضمّن مباحثات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والكوري الجنوبي مون جيه إن.
من جهته، لم يستبعد الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان، شيغيرو إيشيبا، «دراسة إمكانية نشر أسلحة نووية أميركية في أراضي البلاد».
وأوضح أن «المناقشة المحتملة بهذا الشأن يجب أن تقيم الإيجابيات والسلبيات لاستضافة رؤوس نووية أميركية في أراضي البلاد، في ظل قيام كوريا الشمالية بسادس تجربة نووية».
وقال السياسي الياباني: «لا يجوز التهرّب من المناقشة حول نشر أسلحة نووية أميركية. باتت كوريا الشمالية تملك قدرات نووية، ولذلك يختلف الوضع الحالي جذرياً عما كان عليه، عندما لم يكن هناك أي خطر نووي».
وسبق لأمين عام شؤون مجلس الوزراء الياباني «يوسيهيدي سوغا»، أن «نفى نية الحكومة دراسة هذه المسألة»، لأنها تدعم الحظر المفروض منذ أكثر من 50 عاماً على إنتاج أو استخدام أو نشر أسلحة نووية في أراضي اليابان.
وفي هذا الصّدد، قال وزير الدفاع الياباني أتسونوري أونوديرا، «إن التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، كانت أقوى بنحو 10 أضعاف من قوة القنبلة الذرية التي، أسقطت على هيروشيما عام 1945، والتي بلغت 15 طناً».
وأوضح الوزير الياباني في بيان أمس، أنه «طبقاً لتقديرات وزارته، فقد بلغ حجم الانفجار الناجم عن التجربة النووية الأخيرة لبيونغ يانغ نحو 160 طناً»، مضيفاً: «قدرت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قوة الاهتزازات الناجمة عن اختبار بيونغ يانغ عند 6.1، واستناداً إلى هذه البيانات الجديدة فإن حجم الانفجار يبلغ 160 طناً، وهي نسبة أعلى بكثير من التقديرات السابقة».
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «Korean Herald» نقلاً عن مصادر عسكرية «أن كوريا الجنوبية تسعى لتصنيع ميغا صاروخ قادر على حمل رؤوس يمكنها تدمير أهداف عسكرية ومواقع قيادة كوريا الشمالية».
ووفقاً للمصادر، فإن الحكومة الكورية الجنوبية تخطط لإنشاء فئة جديدة من الصواريخ البالستية «أرض أرض»، تستطيع الوصول إلى أراضي كوريا الشمالية، وحمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى 2 طن. والمشروع اسمه «صاروخ فرنكشتاين».
وأوضحت الصحيفة أن «كوريا الجنوبية لديها الحق في تطوير صواريخ بالستية يصل مداها إلى 800 كم. وهذا كافٍ لوصولها إلى أراضي كوريا الشمالية». ولكن فعالية هذه الصواريخ موضع تساؤل، لأنه يحظر على سيول استخدام رؤوس حربية تزن أكثر من 500 كغ.
ووفقاً للخبراء، إذا كان يسمح لكوريا الشمالية تطوير صاروخ جديد يحمل أكثر من 2 طن، فإن البلاد كانت ستملك أسلحة خاصة، قادرة على ضرب أهداف عسكرية تحت الأرض لكوريا الشمالية.
ووفقاً للصحيفة، فكوريا الجنوبية تريد إنشاء وحدة عسكرية خاصة بشكل عاجل، ستكون مهمتها «القضاء على القيادة الكورية الشمالية، بما في ذلك كيم جونغ أون».
يذكر أنّ،الجيش الأميركي بدأ في نقل أربع منظومات صواريخ أخرى من طراز «ثاد» من قاعدة القوات الجوية الأميركية في أوسانا إلى مكان نشر متفق عليه في مقاطعة سونجو الكورية الجنوبية، وفق ما نقلته وكالة «يونهاب» للأنباء.
وسيتم نشر نظام الدفاع الصاروخي من قبل القوات الأميركية في كوريا الجنوبية اليوم، في قاعدة جديدة في سوندجو على بعد 300 كم جنوب سيول.
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، «أن بلاده قلقة من تجارب كوريا الشمالية النووية الدورية، وأنها تأمل بتسوية عاجلة للأزمة التي تمسّ دولاً صديقة لتركيا – اليابان وكوريا الجنوبية».
وأشار أردوغان إلى «قلقه من ازدياد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بسبب استمرار بيونغ يانغ في إجراء التجارب والاختبارات الصاروخية والنووية».
وقال الرئيس التركي: «من المعروف أنه لا يوجد منتصرون في أيّ نزاع تستخدم فيه أسلحة الدمار الشامل».
وذكر أردوغان أن «الدول التي تملك ترسانة قوية من أسلحة الدمار الشامل، توصي تركيا بعدم إنتاج مثل هذه الأسلحة»، قائلاً: «نحن لا نمانع ولكن يظهر السؤال كيف يجب التصرّف مع ترساناتهم؟».
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في 3 أيلول عن تنفيذ اختبار ناجح لرأس حربي هيدروجينى، ونوّهت بأنه «سيستخدم لتجهيز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات». ووقّع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون شخصياً على «الإيعاز بتنفيذ التجربة».
وتؤكد كوريا الشمالية «أن اختبار القنبلة الهيدروجينية لم يُسفر عن تسرّب الأشعاع أو آثار سلبية أخرى على البيئة».