الأسد يبحث مع مبعوث الكرملين تطبيق مخرجات مؤتمرسوتشي.. ولافروف يتّهم الغرب بدعم الإرهابيين في الغوطة الشرقية
بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع مبعوث نظيره الروسي فلاديمير بوتين الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف تفعيل المسار السياسي في البلاد وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وأفادت الرئاسة السورية في بيان لها أن الأسد استقبل لافرينتييف والوفد المرافق له في دمشق أمس، حيث بحث الطرفان استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين في محاربة المجموعات الإرهابية وتكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى تهيئة الظروف الملائمة لدفع المسار السياسي والبناء على ما تمّ إنجازه والاتفاق عليه في مؤتمر الحوار السوري الذي عُقد في سوتشي الروسية أواخر الشهر الماضي، بما يمكّن السوريين من تقرير مستقبل بلادهم ويحافظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
ونقلت الرئاسة السورية عن الدبلوماسي الروسي قوله إن تصاعد وتيرة الاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية على الشعب السوري ودعم عدد من الدول الغربية والإقليمية لها يؤكد «نفاق تلك الدول وزيف ادعاءاتها بالعمل على إنهاء الحرب في سورية وإنجاز حل سياسي»، حسب البيان.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض جبهة النصرة المقترح الروسي بمغادرة الغوطة الشرقية طوعاً.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي أكد لافروف أن موسكو مستعدةٌ لمناقشة مشروع قرار الأمم المتحدة شرط استثناء تنظيمي داعش والنصرة من الهدنة، متهماً الغرب بأنه لا يريد استثناء الإرهابيين من هدنة الغوطة الشرقية.
من جهتها، دانت الولايات المتحدة بشدة الهجمات الأخيرة على الغوطة الشرقية وفق واشنطن.
ودعا البيت الأبيض في بيان له الأمم المتحدة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون شروط وبدء عمليات الإجلاء الطبي، والمجتمع الدولي إلى شجب هذه الأعمال المروّعة.
كما دعا البيان موسكو ودمشق إلى الالتزام باتفاق مناطق خفض التصعيد خاصة في الغوطة الشرقية.
واعتبر البيت الأبيض أن الهجمات الأخيرة تؤكد الحاجة لحل سياسي في سورية وفق مسار جنيف الذي تقوده الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والبيان الذي تمّ اعتماده من قبل الرئيس ترامب ونظيره بوتين في دا نانغ.
ميدانياً، ألقت مروحيات الجيش السوري الليلة منشورات للمدنيين على غوطة دمشق الشرقية، تطلب منهم عدم التعامل مع المسلّحين، كما حملت تعليمات للخروج من الغوطة بطريقة آمنة.
من جهته، أعلن المركز الروسي للمصالحة أن المناشدات للجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية بوقف القتال وتسليم السلاح لم تنجح، في وقت أعلن فيه الجيش الروسي أن المسلحين هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح، مشيراً إلى أنهم منعوا المدنيين من مغادرة المنطقة مما يُنذر بكارثة إنسانية.
وقال رئيس مركز المصالحة الروسي، اللواء يوري يفتيشينكو في بيان، إن «المسلحين في الغوطة لم يستجيبوا للنداءات المتكررة التي أطلقها عسكريونا بإلقاء السلاح والبدء بعملية التفاوض».
من جهته، أشار محمد علوش المسؤول السياسي لجماعة ما يُسمّى بـ «جيش الاسلام» إلى أن هناك مساعي من بعض الجهات الدولية والمحلية بشأن هدنة في الغوطة ولم تنجح حتى الآن.
بالتزامن، دعا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى عقد جلسة عامة لمجلس الأمن الدولي تتعلّق بالوضع في الغوطة الشرقية، استجابة لما أثارته وفود دولية بينها الوفد الأميركي.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية، من أجل إفساح المجال لوصول المساعدة الإنسانية إلى جميع مَنْ يحتاجون إليها، على حدّ قوله.
وقال غوتيريش إن هناك 400 ألف نسمة يعيشون في جحيم على الأرض. أعلم أن هناك مشاورات مهمة تجري في مجلس الأمن ترمي إلى وقف للقتال في عموم سورية لمدة شهر وإنني بالطبع أدعم هذا الجهد، لكن الوضع في الغوطة لا يقبل الانتظار». وأضاف «ندائي لكل المشاركين لوقف فوري لكل النشاطات القتالية في الغوطة الشرقية سامحين بإدخال المعونات والسماح بإجلاء 700 نسمة يحتاجون لرعاية طبية عاجلة، ولتقديم إسعافات فورية على الأرض لمن يحتاجها».
وكانت الكويت والسويد وضعتا مشروع قرار لوقف القتال لمدة شهر في سورية بالحبر الأزرق من أجل عرضه على التصويت في مجلس الأمن الدولي مساء أمس. لكن روسيا التي دعت لعقد الاجتماع لتحديد المواقف مما يجري في الغوطة الشرقية لا تزال تتحفّظ على مشروع القرار وتعتبره غير قابل للتطبيق ولا يتضمن الآلية الكافية لمراقبة تطبيقه، وفق ما رأت.
مشروع القرار الذي جرى التشاور بشأنه على مدى أسبوعين، يستثني من وقف القتال المجموعات المصنًفة رسمياً إرهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة وفروعها. وهو يدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من تبنيه. ويدعو المشروع إلى السماح بإدخال المعونات الإنسانية بصورة منتظمة إلى المناطق الواقعة في دائرة القتال، وإلى إجلاء الجرحى والمرضى للمعالجة.
مصدر قال إن روسيا اعترضت على مشروع القرار لكن الدول الغربية والدول المساندة لها تفضّل إحراج روسيا بالفيتو على الظهور بالعجز عن دعم المجموعات التي تدعمها في مناطق النزاع، مشيراً إلى أن الترجيحات أن تلجأ روسيا إلى الفيتو وتقول إنها تفضل أن يتم التفاهم على وقف النار من قبل الأطراف المتحاربة مباشرة من دون تدخل من الخارج.
وفي هذا الإطار أشار دبلوماسيون إلى أن مجلس الأمن سيصوّت في الأيام المقبلة على مشروع قرار يفرض وقفاً لإطلاق النار لمدة شهر في سورية.
وفي عفرين، دخل المزيد من القوات الشعبية إلى المدينة للمساعدة في صدّ العدوان التركي. وأفادت مصادر بأن مجموعة من ضباط الجيش السوري دخلت عفرين لاستكمال انتشار القوات الشعبية في المنطقة.
أهالي المدينة تجمّعوا في ساحة الحرية في عفرين لاستقبال القوات الشعبية التي دخلت عفرين، ونقل عن قيادات في القوات الشعبية قولهم إن آلاف المقاتلين سيوجدون على جبهات عفرين، وعزمها القتال «كما قاتلنا في مختلف المناطق السورية».
مصدر أكد أنه ستدخل إلى عفرين مساعدات غذائية وطبية تباعاً بدءاً من اليوم الجمعة.
هذا الاستقبال يأتي بعد يوم واحد من انتشار أكثر من 400 مقاتل من القوات الشعبية على جبهات القتال في المدينة.
وأكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود أن المئات من عناصر القوات الشعبية السورية انتشروا في الخطوط الأمامية بمنطقة عفرين، لكن عددهم لا يكفي لمواجهة «الاحتلال التركي».
ودعا المسؤول الكردي، الجيش السوري إلى دخول منطقة عفرين لتنفيذ واجباته وحماية حدود البلاد من العدوان التركي.
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن القوات التركية في عفرين تدافع عن وحدة الأراضي السورية، التي تعارضها الوحدات الكردية، بحسب تعبيره.
وكانت الأركان التركية أعلنت في 20 كانون الثاني/ يناير شنّ عملية عسكرية تحت اسم «غصن الزيتون» ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية، وذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية لأفراد «الجيش السوري الحر».
من جهتها دانت دمشق الأعمال التركية في عفرين، مؤكدة أنها جزء لا يتجزأ من سورية.