عن تحالف «أمل» و«حزب الله» و«القومي» التقاء الخيارات الوطنية والمصلحة الانتخابية
معن حمية
انتهت ليل أمس، مهلة تقديم طلبات الترشُّح للانتخابات النيابية المقرّرة في 6 أيار المقبل، ووصل عدد مَن تقدّموا بطلباتهم إلى نحو 1000 مرشّح موزّعين على مختلف الدوائر. واعتباراً من اليوم تتكثّف اللقاءات والاتصالات لنسج التحالفات وتشكيل اللوائح، وعلى كلّ طرف سياسي أن يكشف ما في جعبته من رصيد انتخابي في هذه الدائرة أو تلك، حيث إنّ الرصيد الانتخابي هو المعيار للتحالفات.
وإذا كانت لوحة التحالفات الانتخابية لا تزال ضبابية حتى اللحظة نتيجة عوامل عدّة، فإنّ الثابت، هو أنّ التحالف الوطني والسياسي بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وحركة أمل، انعكس تلقائياً تحالفاً انتخابياً في الدوائر المشتركة، وظهر هذا التحالف جلياً منذ أسابيع قليلة، إذ أعلنت القوى الثلاث أسماء مرشحيها والدوائر التي ستخوض فيها الانتخابات.
ولأنّ التحالف الانتخابي بين هذه القوى الثلاث، أشبع درساً بالأسماء والأرقام، فإنّ كلّ مستجدّ قد يطرأ على هذه المشهدية، يحتاج إلى إعادة درس ونقاش، عما إذا كان هذا المستجدّ يشكل إضافات جدّية. علماً أنّ «حركة أمل» و«حزب الله» و«القومي»، وبناء على تفاهمات قدّموا ترشيحات ثابتة، آخذين بعين الاعتبار إمكانية انضمام حلفاء آخرين، غير أنّ بعض القوى تأخّرت في البتّ بأسماء مرشحيها، ومن ثم تقدّمت بترشيحات متعدّدة.
ما هو مؤكد أنّ هناك تناغماً كبيراً وتنسيقاً كاملاً حصل بين «القومي» و«أمل» و«حزب الله»، بما خصّ الترشيحات. وعلى هذا الأساس لم يتردّد «القومي» في تسمية أصدقاء لبعض المقاعد، على خلفية توفير إضافات لتحالفه الانتخابي، كما أنه درس بعناية الدوائر التي ترشّح فيها.
وعليه، فإنّ التحالف الانتخابي بين القوى الثلاث الآنفة الذكر، إنما هو تجسيد للتحالف الوطني والسياسي، وبالتالي، فإنّ التقاء الخيارات الوطنية والمصلحة الانتخابية، يشكل نقطة ارتكاز وعامل قوة سياسية، خصوصاً أنّ مرحلة ما بعد نتائج الانتخابات النيابية، تتطلّب مزيداً من العمل لتحصين وحدة لبنان وحمايته من الأخطار الداهمة والتحديات المتعدّدة.
الأولوية راهناً، هي لتحصين التحالف الانتخابي بين القوى التي تحمل خيارات واحدة، عنوانها مقاومة العدو الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرّف. وهذا التحالف لا يقطع الطريق أمام انضمام حلفاء الخيارات السياسية، وبما يشكل إضافة جدّية.
الوقت بات داهماً، ومن غير المجدي العودة الى مربع الدرس، خصوصاً أنّ كلّ المعطيات باتت واضحة، وليس فيها ما يستدعي النقاش.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي