لقاء عن القضية الفلسطينية: مسيرات العودة أعادت الاعتبار إلى جوهر الصراع مع العدو
نظّم مركز «باحث» للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، لقاء سياسياً، بعنوان «حول قضية فلسطين: بين صفقة القرن ومسيرة العودة»، بحضور المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور محمد مهدي شريعتمدار ممثلاً السفير الإيراني محمد فتحعلي، رئيس مركز باحث للدراسات الدكتور يوسف نصرالله، وحشد من الإعلاميين والباحثين والمهتمين.
بداية، تحدث نائب الأمين العام لـ «حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد نخالة، مؤكداً «أن مسيرات العودة قد قدمت خدمة كبيرة للمشروع الوطني الفلسطيني، والذي دخل منذ فترة طويلة غياهب النسيان، كما أنها أحيت من جديد قضية اللاجئين، وإصرار الشعب على تمسكه بحقوقه التاريخية، وردعت المتآمرين، وعصفت بجدران الحصار التي أنهكت غزة وشعبها طويلاً».
وقال «ما لدينا الآن من إمكانات لا يمكننا من تحقيق انتصار كبير على المشروع الصهيوني. فهو يحتاج إلى جهد أمة بأكملها»، مشدداً على أهمية «دور المقاومة في إبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع العدو الصهيوني، وكمحرك عملي لأمتنا العربية والإسلامية باتجاه التحرير الكامل».
وأوضح «أن مسيرات العودة جاءت لتأخذ جزءاً من مهمات قوى المقاومة، ولتسهم بشكل عملي بجانب المقاومة في مقاومة الاحتلال، ولتؤكد أن الشعب يحتضن مقاومته، وهو محرّكها الأساس».
ثم ألقى نائب الأمين العام لـ «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» فهد سليمان كلمة قال فيها «إننا أمام مخطط استراتيجي أميركي كامل ومتكامل، وهو يختلف عما سبقه، لأنه يستند إلى غرفة عمليات أميركية تنسجم فيها أميركا و»إسرائيل» وعدد من دول الخليج»، محذراً أبناء شعبنا الفلسطيني مما يجري في ميدان الصراع، «لأننا ننظر بقلق شديد لما يُحاك لنا ولشعوب المنطقة، وهذا يعني عودة أميركا إلى خطة الترتيبات الشاملة».
ودعا الى «إنشاء غرفة عمليات مشتركة لدى محور المقاومة كي تواجه هذه المؤامرة وهذا الهجوم المتجدّد لأميركا وإسرائيل وحلفائهما».
وتحدّث مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، مشيراً إلى أن «اميركا تحاول تصفية القضية الفلسطينية من خلال مسألة القدس الاعتراف بها كعاصمة للكيان ، ومن خلال إلغاء قضية اللاجئين وضم الضفة الغربية في إطار المشروع الصهيوني»، محذراً مما يجري في الأردن، خشية من أن يصبّ في هذا الاتجاه.
وشدد على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني، معرباً عن تفاؤله بإمكان تحقيق ذلك. كما طالب بأن لا يبقى مشروع المقاومة مشروعاً خلافياً، منوّهاً بمسيرات العودة.
وعرض «للنتائج الإيجابية التي حققتها مسيرات العودة خلال الأسابيع الماضية في غزة، وأبرزها تجديد إيمان الفلسطينيين بالعودة، كما أنها أعادت تظهير صورة هذا الشعب المقاوم، والذي هو نقيض لكل سلوك معادٍ لنهج وفكرة المقاومة».
وتوقف مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر عند «أهمية يوم القدس العالمي، «الذي تكرّس فعلاً في وعي الشعوب العربية والمسلمة».
وأشار الى «المنعطف الخطير للقضية الفلسطينية، بعد أن رفعت أميركا سقف التحدي، فهي تريد فرض الاستسلام على شعبنا الفلسطيني والعرب، إضافة إلى انتقال الرجعية العربية إلى مرحلة التآمر العلني على فلسطين».
وسأل «لماذا «صفقة القرن» في هذا الوقت، ومع هذه الإدارة الأميركية تحديداً؟». وقال «إنها بسبب تشرذم الوضع الفلسطيني وإمكانية تمرير هذه الصفقة، بنظر الأميركيين وحلفائهم»، مشيراً إلى أن «صفقة القرن» جاءت أيضاً بسبب تصاعد قوة محور المقاومة، لذلك نرى السعي الأميركي المحموم لإنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء هذا المحور معها».