تشوركين: المبعوث الأممي إلى سورية حقق تقدماً
أكد فيتالي تشوركين، مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة أنه لمس من المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا إلى سورية تقدماً في جهوده وهو يحمل أفكاراً أو مشروعاً لإقامة مجموعة جديدة من أصدقاء سورية بهدف تجديد السعي لحل سلمي.
وقال تشوركين بعيد جلسة مشاورات بحضور دي ميستورا في نيويورك إن محادثاته في دمشق وطهران وموسكو كانت مفيدة للغاية، وإن موسكو مستعدة للعمل ضمن صيغة الأصدقاء إذا ما تضمنت لاعبين أساسيين في المنطقة مثل السعودية وإيران، وليس كما كانت الحال في الصيغة السابقة التي استبعدت من مؤتمري مونترو وجنيف أطرافاً مؤثرة.
وأضاف أن روسيا التي كانت وراء صيغة جنيف تستطيع العمل ضمن إطار آخر بالتعاون مع الولايات المتحدة من أجل العمل على حل سياسي لسورية كما عملتا في السابق، مشيراً إلى أن هذه الصيغة لا يجب أن تشمل تنظيمات مثل «داعش» و«النصرة» ولا يجوز الحوار معهما، ولا يجب تكرار ما حدث في السابق أيضاً، فالمعارضة كانت مجهولة في المؤتمر السابق لأن الائتلاف لم يكن ممثلاً بصدق للمعارضة. كما أن بعض المعارضين لا يعترفون بمعارضين آخرين ويقولون إن أولئك لا يتمتعون بدعم كاف لكي يسموا معارضين.
وختم بالقول: «بدلاً من البحث عمن هم المعارضون المعتدلون والمعارضون غير المعتدلين ربما كان من الأفضل التحدث عن حوار وطني شامل في سورية من أجل إيجاد دينامية معينة. لدينا تجربة بيان جنيف ومؤتمر جنيف، بعض خبرتنا كان سلبياً والبعض الآخر كان إيجابياً».
جاء ذلك في وقت قال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إنّ سياسات واشنطن وبعض اللاعبين الإقليمين وأخطائهم الإستراتيجية هي سبب إطالة أمد الأزمة السورية، وتعقيدها وانتقالها إلى دول الجوار وخلق أزمات جديدة بأبعاد دولية كتنظيم «داعش».
وقال الدبلوماسي الإيراني: «إن مساعدة سكان مدينة عين العرب لا يجب أن يكون ذريعة للتدخل الخارجي»، محذّراً «من التحركات الخارجية الأخيرة في عين العرب السورية ونتائج تجزئة سورية ومن محاولة استغلال أوضاع المنطقة لأهداف خاصة».
واعتبر عبد اللهيان خلال استقباله ممثل هولندا الخاص في شأن سورية مارسل كوربرشوك أنّ تشكيل تحالف ضد «داعش» بقيادة واشنطن خارج إطار الأمم المتحدة استمرار في السياسات الخاطئة الأميركية.
وأضاف المسؤول الإيراني أن «التحركات الأميركية المتسرعة خارج إطار القوانين الدولية تتبع سياسة تخريبية ستؤدي إلى اتساع الإرهاب والتدخل الخارجي في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه ونظراً للأهداف المتعددة والمتضاربة أحياناً بين أعضاء تحالف واشنطن وحلفائها، لا يمكن توّقع نجاحه ضد «داعش».
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن بلاده بذلت جهوداً في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، مشدداً على أن عدم ترحيب طهران بتشكيل التحالف الغربي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي إنما يأتي لعدم وجود صدق نوايا لدى التحالف في محاربة التنظيم الإرهابي.
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية السورية السلوك المشين للحكومة التركية والأطراف المتواطئة معها المسؤولة في شكل أساسي عن الأزمة في سورية واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الإرهابية «داعش» و«النصرة» وغيرهما.
وجاء في بيان عممّته الخارجية السورية أمس، «مرة أخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها التآمري ونواياها المبيّتة وتدخلّها السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب – كوباني عبر السماح لقوات أجنبية وعناصر إرهابية تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية ما يشكّل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية، ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي».
وخلص البيان بالقول: «إن سورية تدين وترفض هذا السلوك المشين للحكومة التركية والأطراف المتواطئة معها المسؤولة في شكل أساسي عن الأزمة في سورية من خلال دعم التنظيمات الإرهابية».
ودخلت يوم أمس أول مجموعة من مقاتلي البيشمركة بلدة كوباني السورية المحاصرة للمساعدة في التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي، حيث أفاد نشطاء بأن نحو 10 من مقاتلي البيشمركة دخلوا المدينة، وأضافوا أنه من المقرر أن يدخل المقاتلين الآخرين في غضون ساعات.
وقالت مريم كوباني وهي قيادية بوحدات حماية الشعب: «تم إبلاغي بأن هذه المجموعة الأولية جاءت لتضع خططاً لاستراتيجيتنا للتقدم». وأضافت: «ينبغي أن يعدوا العدة حتى يتم توزيع البيشمركة في مواقع بحسب احتياجاتنا».
وكتب هيمين هورامي وهو مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن البيشمركة دخلوا فعلاً إلى كوباني وهم يقيمون الوضع لمعرفة أين يمكن نشر الأسلحة الثقيلة.