سرّ الساحل الغربي…
ناجي الزعبي
مرّ الخبر عابراً… الجيش واللجان الشعبية يدمّرون بعملية مشتركة زورقاً سعودياً.
منذ فترة ليست بالوجيزة والعدوان الصهيوني والأميركي والسعودي يستميت للاستيلاء على الساحل اليمني الغربي بالحديدة، وميدي، ويستهدف بطلعاته الجوية المدنيين والأطفال والبنية التحتية وكلّ ما من شأنه التأثير على القيادة السياسية والعسكرية وهو نفس أسلوب العدو الصهيوني في غزة وفي كلّ الجبهات التي خاض بها الاعتداءات على وطننا لتحقيق الانتصار والاستيلاء على الساحل.
فما الغاية من استهداف هذه الجبهة والساحل الغربي تحديداً؟
على المستوى التكتيكي: لو أمعنّا النظر لتبيّن لنا أنّ الاستهداف والأسباب التي تدفع المعتدين للتكالب على هذه الجبهة ولتوصّلنا للاستنتاجات التالية:
يعتبر الساحل الغربي منفذاً بحرياً هاماً يتنفس منه اليمن.
كما يعتبر شرياناً حيوياً بين صعدة والساحل الغربي.
يمكن باستهدافه من حرمان الشعب اليمني والصيادين من الثروة السمكية.
موقع دفاعي متقدّم يحول دون تقدّم الجيش واللجان شرقاً وشمالاً باتجاه الأراضي السعودية، وجنوباً حيث يمكن الجيش واللجان الشعبية من استهداف تجمعات العدوان ومرتزقته.
يؤمّن حرية الملاحة للسعودية وكلّ دول العدوان بالسواحل اليمنية الغربية.
على المستوى الاستراتيجي:
ينهي الاستيلاء على الساحل الغربي القوة اليمنية البحرية ويتيح حرية الملاحة لكل قوى العدوان.
ويمكن احتلاله عمليات ابرار العدوان – الإنزال البري – من النجاح تمهيداً للتقدّم شمالاً وجنوباً وشرقاً وحرمان الجيش واللجان الشعبية من هذا التفوّق.
السيطرة على باب المندب الذي يمرّ به ما نسبته 20 من التجارة الدولية والنفط وضمان تدفق الملاحة وناقلات النفط من السعودية.
لقد كان استهداف السفينة السعودية قبل فترة وجيزة بمثابة هزة اقتصادية في أسواق النفط إذ انّ ذلك مؤشر على إمكانية إغلاق باب المندب من قبل الجيش واللجان الشعبية اليمنية واضعين في الاعتبار التهديد الإيراني بإغلاق الملاحة في مضيق هرمز، وهذا خطر سيتسبّب بالرعب للدول الغربية وأميركا والعدو الصهيوني والسعودية.
صناعة بحيرة صهيونية من البحر الأحمر يتنفس منها العدو الذي باتت سماؤه والملاحة بالمتوسط محاصرة بصواريخ المقاومة والسفن الروسية.
كسر الروح المعنوية للجيش والروح واللجان الشعبية.
باءت كلّ المحاولات للاستيلاء على الساحل الغربي بالفشل وتلقى العدو ضربات نوعية موجعة كان آخرها استهداف وتدمير الزورق السعودي وقتل من فيه وهو قوة عسكرية أقلّ من الفرقاطة لكنه ذو تأثير بالغ القوة وقد تزامن هذا التدمير مع تدمير عشرة زوارق عسكرية بحرية سعودية في سواحل جيزان قبل عشرة أيام،
واللافت أنّ السلاح المستخدم في تدمير الزوارق والزورق سلاح هامّ وخطر يتمتع بالمرونة والقدرة التدميرية العالية وليس كما يتبادر للذهن بأنه زورق صغير بقي مجهولاً ولا يعرف نوعه وحجم تدميره وهو من المفاجآت التي يدّخرها الجيش واللجان الشعبية للعدو ويتسبّب له بحالة من الغموض والإعماء العسكري.
أثبت الجيش واللجان الشعبية جهوزية عسكرية ويقظة وقدرة استخبارية، وتمتع بالمكتومية العالية وضعت العدو في خيارات الحسابات المبهمة والعمى العسكري، وقد تلقى ضربات من أسلحة وعمليات مشتركة مركبة تسبّبت في خسائر نوعية ومثل هذه العمليات ذات سمات معقدة تحتاج لمهارات وقدرات ومعايير عسكرية متقدّمة فقد حقق الجيش واللجان الشعبية في الآونة الأخيرة انتصارات نوعية إذ سيطر على عدة قرى ومواقع سعودية عسكرية في جيزان بجنوب غرب السعودية وعلى برجي ام بي سي و الربعة ، وقتل عدد من الجنود السعوديين وغنم كميات من العتاد وأسقط خمس طائرات تجسّس في منطقة وادي حجارة ومناطق أخرى واستهدف بغارات وعمليات قنص وكمائن الجيش السعودي في جازان ونجران وعسير.
وقد واكبت العمليات البحرية العمليات البرية والجوية بالطيران المسير مستهدفة أهدافاً هامة ذات قيمة تكتيكية واستراتيجية عالية كعملية ميدي وسواحل جيزان مستخدمة أسلحة مجهولة لدى العدو في مفاجآت صادمة له، ولا يزال الجيش واللجان الشعبية يدّخرون المفاجآت تلو المفاجآت في الوقت الذي تغرق به السعودية بالأزمات والفضائح من فضيحة احتجاز الحريري، وقتل الحجاج وبينهم سفير إيران السابق في لبنان، إلى حتجاز رجل الأعمال الأردني، وصولاً إلى قتل الخاشجقي، وتصريحات ترامب المهينة وابتزازه لسلمان وولي عهده، إلى الأزمات الاقتصادية واللجوء إلى الاقتراض للمرة الأولى في تاريخ المملكة، لأزمة العائلة الحاكمة، كما أثبتت سنوات العدوان انّ المعتدين لا يملكون الحدّ الأدنى من الدراية والمهنية العسكرية ويعتقدون انّ المال وكمّ السلاح والدعم الصهيوني والأميركي والأوروبي سيحقق النصر.
لقد حالت هذه العمليات دون احتلال الساحل الغربي ونجاح عمليات الأبرار، وأسقطت المشاريع المشبوهة وأكدت أنّ الشعب اليمني بركان ثورة متفجّر عصيّ على الكسر والهزيمة.