انتقادات لغياب سورية والقضية الفلسطينية والملوك والرؤساء عن القمة بضغط أميركي
انتقدت أحزاب وفاعليات غياب سورية والقضية الفلسطينية عن القمة الاقتصادية التنموية التي انعقدت في بيروت نهاية الأسبوع المنصرم، ومقاطعة الملوك والرؤساء العرب لها بفعل الضغوط الأميركية. فيما نوّهت بالدبلوماسية اللبنانية لتحميلها البيان الختامي للقمّة دعم عودة النازحين السوريين إلى ديارهم.
وفي هذا الإطار، أشار حزب الاتحاد في بيان، إلى أن القمة «شهدت العديد من الأحداث، أولها كان الحديث عن الجدل الذي دار بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل حول توجيه كتاب رسمي باسم لبنان يطلب إبطال قرار الجامعة العربية بحق سورية ودعوتها إلى حضور القمة العربية في بيروت، ومن بعدها جرت حملة مقاطعة لقمة بيروت من الرؤساء والملوك والأمراء كسرتها قطر، وهذه المقاطعات ارتبطت بموقف لبنان من دعوة سورية إلى القمة، خلافاً لما بات واضحاً من الموقف الأميركي والضغوطات في هذا الجانب، إلاّ أن الرئيس ميشال عون صمّم على عقد القمة بمن حضر في موقف واضح ومخالف للوصاية الأميركية على القرارات العربية ودفعها باتجاه واحد».
وأعلن الحزب رفضه «إضعاف مؤسسات العمل العربي خصوصاً المتعلقة بمسائل التنمية والاقتصاد، لأنها تشكّل إحدى بوابات التقارب العربي الذي يستفيد منها المواطن العربي على الأرض العربية»، ودعا «إلى صحوة لما يحيط بها من مخاطر واستهدافات ومحاولات إدخالها في نظام إقليمي يستجيب لمصالح الخارج على حساب مصالح الأمة وتعاونها من أجل مستقبل واعد لأجيالها».
ورأت «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» في بيان، أنّ «هناك موضوعاً أساسياً لم تتطرق القمة إليه رغم أهميته، هو موضوع التعليم، اذ يسجل لجمال عبدالناصر نهج أكبر هندسة اجتماعية وضعت في مصر تتعلق بمجانية التعليم من بداياته إلى المراحل الجامعية والاختصاصات العليا في مختلف القطاعات وإتاحته لكل الطبقات والفئات الاجتماعية».
وشدّدت على أنّ «أي قمة عربية سواء كانت سياسية أو قمة اقتصادية تنموية اجتماعية، لا بد أن يكون التركيز الأساسي فيها على الواقع السياسي المتدهور لأمتنا، وتبحث في القضايا السياسية لهذه الأمة التي هي كانت وستبقى العقبة التي تقف في وجه أي تطور اقتصادي اجتماعي أو أي مساهمة للعرب في الحضارات الإنسانية على مستوى العالم. وبالتالي كان هناك فراغ كبير فيما يتعلق بطرح موضوع قضية فلسطين».
وتوقف البيان عند «حدثين هامين كانا يتزامنان مع انعقاد القمة، الحدث الأول هو الاعتداءات التي قام بها العدو اليهودي التلمودي ضدّ سورية من فوق رؤوسهم، وتصدي الجيش السوري لهذه الغارات. أما الحدث الثاني فيتعلق بموضوع جيوستراتيجي مهم، يتمثل بانعقاد مؤتمر صحافي في قلب القدس المحتلة بين نتانياهو والرئيس التشادي، وبالتالي تعود رمزية هذا الحدث للتهديدات التي وجهت لبعض الحكام العرب المهرولين للتطبيع، حيث يعيد بنا التاريخ إلى محاولات التطويق اليهودية للدول القومية التقدمية في سبعينات القرن الماضي».
من جهته، حيّا الحزب اللبناني الواعد موقف الرئيس ميشال عون الذي طالب بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم وعدم ربط ذلك بالحلّ السياسي في سورية، ونوّه الحزب «بالدبلوماسية اللبنانية البارعة وبأداء وزير الخارجية جبران باسيل الذي استطاع أن يحمّل البيان الختامي للقمّة دعم عودة النازحين السوريين إلى سورية وجلب الاستثمارات إلى البلدان المضيفة وعلى رأسها لبنان».
واعتبر «أنّ القمّة نجحت لمجرّد إقناع العرب بأحقيّة مطالب لبنان في ما يخصّ أزمة النزوح»، متمنياً أن «ينشأ البنك العربي للإعمار والتنمية لأنه يبشّر بمرحلة جديدة عنوانها السلام والتنمية».
كما أسف الحزب لغياب سورية عن القمة ورأى «أنه آن الأوان لعودة الجامعة العربية عن خطئها واحتضان الدولة السورية التي قاتلت بالنيابة عن العرب ودحرت المشروع التكفيري الذي لو ربح في سورية لكان اجتاح كل الدول العربية».
بدوره، أمل رئيس اتحاد الأدباء والمثقفين المغتربين طلعت العبدالله، في تصريح، أن تأخذ قرارات وتوصيات القمة طريقها إلى التنفيذ «لا أن تبقى كما قرارات عربية سبقتها حبراً على ورق وتطوى صفحاتها ويتبخر محتواها»، منوهاً بكلمة عون في القمة «والتي جسدت الواقعين اللبناني والعربي وأكدت الحاجة إلى التنسيق والتعاون في إطار عربي مشترك»، ومعتبراً «عدم مشاركة سورية في هذه القمة أضعفتها وشكل غيابها خسارة للعرب».
وتمنى «أن تنعكس نتائج القمة على الداخل اللبناني رغم أن الرهان عليها ليس مشجعاً بناء على مؤتمرات وقمم عربية سابقة، وأن تستفيق القوى السياسية على الواقع المزري على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية وتتنازل عن مصالحها الخاصة وحصصها ومكاسبها على اختلافها وتسرع في تشكيل الحكومة للحاجة إليها في مرحلة التطورات الخطيرة على مستوى المنطقة».