الجزائر: تظاهرات احتجاجية ضدّ ترشيح بوتفليقة
اندلعت اشتباكات، أمس، في العاصمة الجزائر، بين الشرطة والمتظاهرين المتوجهين إلى قصر رئاسة الجمهورية.
وحاول المتظاهرون السير باتجاه مقر الرئاسة في المرادية، غير أنّ قوات الأمن منعتهم من التوجه الى هناك، بعد أن تم نشر قوات الشرطة أمام رئاسة الجمهورية.
وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين، واضطرت إلى استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما ردّ المحتجون بإلقاء الأحجار على عناصر الشرطة.
وتواجدت حشود المتظاهرين بساحة البريد المركزي، وشارع عميروش المكتظ عن آخره بالمتظاهرين.
وخرج آلاف الجزائريين في مظاهرات بعد أداء صلاة الجمعة في الجزائر العاصمة، بعد أيام من إطلاق نداءات للاحتجاج ضدّ ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للانتخابات الرئاسية للمرة الخامسة.
وانطلق موكب كبير يضم آلاف الأشخاص من ساحة 1 ماي ، في وسط الجزائر العاصمة، نحو شارع حسيبة بن بوعلي، حيث يتم تنظيم المسيرة في الهدوء، محاطاً بالشرطة، وفقاً لموقع «تي.إس.إيه» الجزائري.
كما شهدت عدة ولايات وقفات احتجاجية سلمية، جرت في هدوء ودون تدخل من قبل مصالح الأمن، فقد خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع الرئيسية لوسط مدينة وهران، يهتفون بشعارات ضدّ «العهدة الخامسة». وتعاظم عدد المشاركين في المسيرة من ساحة أول شباط مروراً بشارع الأمير عبد القادر ثم العربي بن مهيدي ليتوقفوا في ساحة الشهيد بن عبد المالك رمضان «الحريات» قبل أن يعودوا إلى ساحة شباط. ولم يتم تسجيل مضايقات أو توقيفات من طرف الشرطة، بحسب صحيفة «الخبر» الجزائرية.
كما كانت العديد من المسيرات في مناطق أخرى، لكنها بوتيرة أقل، لا سيما في ولايات شرق البلاد، كما نظمت مسيرة في برج منايل بولاية بومرداس، وأخرى ببلدية مشدالة بالبويرة.
وكان أحمد أويحيى رئيس الحكومة، حذر دعاة المقاطعة من النزول إلى الشارع، مؤكداً أنّ «الدولة لن تترك الساحة لهم، كما قامت بذلك في 2014»، في إشارة إلى الحركة التي أطلقت على نفسها آنذاك اسم «بركات» والتي كانت تعارض العهدة الرابعة للرئيس، مضيفاً أنه «من حقّ المقاطعين إبداء موقفهم لكن من دون الخروج إلى الشارع»، وقال أويحيى: «الدولة قادرة على التحكم في الشارع وعدم السماح بالانزلاق».
وأعلنت الرئاسة الجزائرية، أول أمس، أنّ «الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيتوجه إلى سويسرا غداً لإجراء فحوص طبية دورية»، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية أنّ «الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيتوجه يوم الأحد 24 شباط إلى جنيف من أجل إقامة قصيرة لإجراء فحوصات طبية دورية».
وأعلن بوتفليقة 81 عاماً ترشحه للانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى في 18 نيسان، سعياً لفترة رئاسية خامسة، ويتوقع مراقبون فوز بوتفليقة في الانتخابات.
وأكد الرئيس الجزائري في وقت سابق «أنه لم يعد بنفس القوة البدنية التي كان عليها ولم يخف هذا يوماً على شعبه»، وأضاف: «كرست كل طاقاتي خلال السنوات الماضية لإخماد نار الفتنة ولم شمل الأمة والانطلاق في إعادة بناء البلاد».