موسكو: لم يتم العثور على مواد فوسفورية مشلّة للأعصاب في دوما.. والهيئتان التنسيقيتان تؤكدان أن مخيم الركبان يشبه معسكرات الاعتقال
أعلن نائب رئيس قوات الحماية من الإشعاع والكيماويات التابعة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي كيكوت، أمس، أنه لم يتم العثور على آثار لاستخدام مواد الفوسفور المشلة للأعصاب في مدينة دوما السورية.
وقال كيكوت «خلافاً عن المعلومات المتداولة حول استخدام مواد فوسفورية لشل الأعصاب في مدينة دوما السورية، والتي قامت «الخوذ البيضاء» بنشرها عبر فديوهات، فإن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يجدوا أية مواد تؤدي إلى شلل عصبي ومنتجاتها في العيّنات من المناطق المحيطة، ولا في عيّنات البلازما من الضحايا المزعومين».
يُذكَر أنه في الأول من آذار/ مارس الحالي، قدمت بعثة تقصي الحقائق في المدينة الهولندية لاهاي، تقريرها النهائي عن التحقيق الذي أجرته بشأن حادث الاستخدام المزعوم للمواد الكيميائية السامة كسلاح في دوما في سورية في 7 نيسان/ أبريل 2018 وقالت في بيان صحافي إن «المادة الكيميائية السامة تحتوي على الكلور التفاعلي. وإنه من المحتمل أن تكون المادة الكيميائية السامة هي الكلور الجزيئي».
ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، حينها، أن الهدف من نشر الأنباء عن قيام القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية هو تبرئة الإرهابيين وتبرير الضربات المحتملة من الخارج.
يُذكر أنه سبق واتهم الغرب دمشق بشنّ هجوم كيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية وهدّدها بتوجيه ضربات عسكرية. واستخدمت منظمة «الخوذ البيضاء» لقطات فيديو لسكان دوما، بما فيهم الأطفال، يحاول الأطباء إنقاذهم من آثار مواد سامة كدليل عن الهجوم الكيميائي المذكور.
إلى ذلك، جدّدت سورية وروسيا عبر الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية المعنيتين بعودة المهجرين مطالبتها قوات الاحتلال الأميركية في منطقة التنف بإنهاء احتجاز المهجرين في مخيم الركبان عبر السماح لهم بمغادرة المخيم والعودة إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب.
وطالبتا في بيان مشترك الجانب الأميركي «بإخلاء المخيم فوراً من المدنيين الأكثر معاناة أي المرضى والمسنين والنساء والأطفال كخطوة أولى ودليل على حسن الإرادة لبذل جهود مشتركة من قبل جميع الأطراف لحل مسألة المخيم».
وأشار البيان إلى أن القاطنين في المخيم لا يستطيعون كالسابق العودة إلى أماكن سكنهم الأصلية بسبب الممانعة المشدّدة من قبل قوات الاحتلال الأميركية في الوقت الذي يعلن فيه ممثلو الولايات المتحدة «أنهم لا يمنعون خروج المهجرين» في حالة واضحة من التضليل والنفاق.
وأضاف البيان: إن الهيئتين التنسيقيتين تتوجهان «إلى الأسرة الدولية المتحضرة بأسرها، لأن تثير على المستويين الدولي والداخلي مناقشة قضايا مخيم الركبان المرتبطة بالوضع الكارثي للمواطنين السوريين الموجودين فيه»، وتدعوان الجانب الأميركي إلى «حوار فوري غني المضمون لاتخاذ تدابير وقرارات ملموسة لإنقاذ المحتجزين قسراً والموجودين عملياً في ما يشبه معسكرات الاعتقال».
ويعيش آلاف المهجرين السوريين بفعل الإرهاب في مخيم الركبان أوضاعاً إنسانية صعبة ويعانون نقص الرعاية الصحية ونقص الغذاء وتقوم قوات الاحتلال الأميركي وميليشياته الإرهابية الموجودة بشكل غير شرعي في منطقة التنف باحتجازهم وتمنعهم من مغادرة المخيم عبر الممرات الإنسانية التي تم افتتاحها من قبل الجانبين السوري والروسي.
وفتحت سورية بالتعاون مع روسيا ممرين إنسانيين في الـ 19 من شباط في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف منطقة التنف، لكن قوات الاحتلال الأميركي أحبطت العملية ومنعت وصول سيارات النقل في الأول من آذار إلى المخيم لنقل المهجرين الراغبين بالخروج.
ميدانياً، ارتكب طيران «التحالف الدولي» مجزرة جديدة بقصفه مخيم الباغوز في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد 50 مدنيا أغلبيتهم أطفال ونساء.
وذكرت مصادر أهلية أن طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم «داعش» في سورية والعراق قصفت مخيم الباغوز ما تسبب باستشهاد 50 مدنياً أغلبيتهم من الأطفال والنساء ووقوع عشرات من الجرحى.
ولفتت المصادر إلى أن العدوان استهدف عشرات العائلات الهاربة من مناطق انتشار إرهابيي «داعش» في المخيم، موضحة أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الحالة الحرجة للعديد من الجرحى الذين أصيبوا جراء العدوان.
وفي إطار عدوانه ومجازره بحق المدنيين السوريين ارتكب طيران «التحالف الأميركي» العديد من المجازر وشنت طائراته عشرات الغارات على قرية الباغوز ومحيطها في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد وجرح مئات المدنيين أغلبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات ومنازل المواطنين.
وفي سياق متصل، في إطار ردها على خروق التنظيمات الإرهابية لمنطقة خفض التصعيد دمّرت وحدات من الجيش العربي السوري أوكاراً للإرهابيين في ريف إدلب الجنوبي وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وذكر مراسل سانا في حماة أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة نفذت صليات صاروخية بعد ظهر اليوم على أوكار وتحصينات إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات التي تتبع له في خان شيخون وتلمنس بريف إدلب الجنوبي الشرقي وذلك رداً على اعتداءاتهم بالقذائف على المناطق الآمنة ونقاط الجيش في المنطقة.
وبين المراسل أن الرمايات أسفرت عن تدمير أوكار وتحصينات للإرهابيين والقضاء على عدد منهم وإصابة آخرين.
وردّت وحدات الجيش على خروق المجموعات الإرهابية التي استهدفت منطقة مصياف بالقذائف ودكت أوكارهم وتحصيناتهم في محيط اللطامنة والأربعين وكفرزيتا بريف حماة الشمالي وفي بلدات الهبيط والتح وكفرنبل وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي.