رئيس الجمهورية مصرّ على طرح الموازنة في أقرب فرصة ويريدها واضحة المعالم ومتضمنة الإصلاحات
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إصراره على أن يكون هناك مشروع موازنة في أقرب فرصة، معتبراً «أن كل الأفكار التي يتم تداولها هي مجرد أفكار لا تلزم أحداً، والواجب يقتضي أن يتم طرح مشروع موازنة واضح المعالم ومتضمّناً للإصلاحات المرجوة، على طاولة مجلس الوزراء، فيصار إلى نقاشها ضمن المؤسسات الدستورية سواء في الحكومة او في المجلس النيابي. وعندها يبدي كل طرف رأيه بكل شفافية بها، فيتم اتخاذ القرارات لمصلحة لبنان وماليته العامة، من خلال مكافحة الهدر وضبط العجز عبر خطة عامّة تعبّر عنها هذه الموازنة».
ورأى الرئيس عون أنه «بغياب هذا المشروع وهذا النقاش داخل المؤسسات الدستورية، فإننا لا زلنا بعيدين عن المطلوب».
كلام الرئيس عون نقله عنه رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الذي استقبله رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، واستمع منه إلى نتائج زيارته إلى واشنطن واللقاءات مع عدد من المسؤولين الاميركيين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وبعد اللقاء، قال النائب كنعان: «ما يمكنني قوله عن اللقاءات في واشنطن، انه كان هناك اهتمام لا سيما لدى البنك الدولي بمشاريع تهم الشباب اللبناني والقطاعات الاقتصادية في لبنان، لأنها تنحصر باللبنانيين. لقد كان هناك نقاش عميق حول هذه المشاريع ومدى إدخال مسألة النازحين السوريين فيها. وكان هناك قرار بحصرها بالشباب اللبناني، لأنها طويلة الأمد، ونحن نعتبر جميعاً أن وجود النازحين السوريين في لبنان مؤقت ولا يجوز البناء على حضور مؤقت في مشاريع طويلة الأمد. وهذا أمر إيجابي، وستكون هناك اجتماعات في الأسبوع المقبل، وسيأتي الينا موفدون، لتطوير اللقاءات التي حصلت ونناقش تفصيليا المشاريع المطروحة».
وفي ما خص الموازنة قال: «نحن سنتابع هذا الموضوع بدءاً من الاسبوع المقبل في لجنة المال والموازنة، ونأمل مع موقف الرئيس عون هذا، ان نبلغ دينامية جديدة للموازنة، كما تحرك ملف الكهرباء ووصل الى نتائج ايجابية. فنحن كنا بالأمس في مجلس النواب، وبناء على الدينامية التي خلقها رئيس الجمهورية في الحكومة، أنهينا آخر قانون يسمح ببدء التلزيم وبدء العمل بالخطة التي وضعتها الحكومة من خلال وزارة الطاقة. عندها ننطلق بدينامية واحدة في مجالي الكهرباء والموازنة كي يستعيد لبنان الثقة المطلوبة على المستويين المحلي والدولي».
ورداً على سؤال حول سبب تأخير الموازنة، اوضح النائب كنعان: «المعروف ان وزير المالية قال إنه سحب المشروع لأن هناك تعديلات من المفروض أن تدخل عليه، بعد نحو 9 أشهر على تأليف الحكومة ومخاض التأليف، وبالتالي يتم إدخال هذه التعديلات. ولكن حان الوقت الآن ليتم شرح الأمر ووضعه على طاولة مجلس الوزراء، ونحن جميعاً ننتظر هذا المشروع الذي نأمل أن يكون قريباً على طاولة الحكومة كي تتوقف كافة التحاليل والأفكار التي يتم طرحها في الكواليس، فيجري عندها الكلام بشفافية مطلقة وفقاً لمصلحة اللبنانيين والمؤسسات الدستورية، فيرتاح بال الجميع».
وعمّا يتم الكلام حوله بخصوص التخفيضات التي يمكن ان تطاول الموظفين، قال: «هذه كلها تبقى مجرد افكار. وقبل ان يكون هناك مشروع موازنة متكامل على طاولة مجلس الوزراء، فإن كل ما يتم الحديث عنه هو مجرد كلام».
وردا على سؤال حول النازحين السوريين، قال: «إننا كدولة لبنانية نقوم بإعطاء النازحين المساعدة الانسانية المطلوبة. نحن نتكلم عن مشاريع تنموية طويلة الامد لا علاقة لها بأمر مؤقت هو مسألة النازحين السوريين في لبنان. وقد تم شرح هذا الموقف. ومن جهة ثانية، نحن طالبنا بتمويل عودة النازحين السوريين الى بلادهم وليس تمويل بقائهم في لبنان. هذا موقف سبق وأعلنه الرئيس والحكومة اللبنانية ورئيس المجلس النيابي. إنّه موقف جامع. نحن لا نريد تمويلاً كي نحوّل وضعاً مؤقتاً الى دائم. نحن نطالب بعودتهم الآمنة الى بلادهم، وعودتهم هي قضية كيانية بالنسبة إلينا. وحق لبنان الرسمي بأن يحدد ما يحصل، حسب الظروف، هو حق سيادي نحن متمسكون به».
وأضاف: «نحن علينا أن نتابع هذه القضية، كما تابعنا في الماضي قضايانا الوطنية، لا ان نعتبر أن هنالك موقفاً جامداً. إن الموقف اللبناني الرسمي يتم أخذه بعين الاعتبار، وشيئاً فشيئاً تكبر كرة الثلج، ونحن نرى أن هنالك انفتاحاً كبيراً للغاية يحصل. وعندما كنا في أميركا نتناقش مع أعضاء الكونغرس والإدارة الأميركية، كان يقال لنا ان لديكم حجّة قوية في ما تقولونه. ان القرار بحاجة الى عمل، ونحن موجودون هنا كحكومة ومجلس نيابي، وعلى رأسنا الرئيس كي نتابع هذه الملفات بخلفيتنا الوطنية من دون اي التزام بأي محور لأننا لبنانيون ونتابع أينما كنا هذا الموقف اللبناني، لمصلحة لبنان».
والموقف في الولايات المتحدة الاميركية من التطورات اللبنانية والاوضاع المالية كانت محور بحث ايضاً بين الرئيس عون ونائب رئيس الحكومة غسان حاصباني بعد عودته من واشنطن. وبعد اللقاء، قال الرئيس حاصباني: لقد شددت خلال اللقاءات على ألا تطال خطوات وإجراءات الولايات المتحدة القطاع المصرفي في لبنان، وعلى استمرار دعم الجيش اللبناني، لأن المؤسسات المصرفية ومؤسسة الجيش هي الداعم الأساسي للاستقرار».
وأضاف: «علينا النظر الى الموازنة في أسرع وقت ممكن، وان شاء الله تطرح الاسبوع المقبل لمناقشتها على طاولة مجلس الوزراء، وهو المكان السليم لهذا النقاش، كي يتحمل المجلس مسؤولياته، ويتخذ القرار النهائي بشأنها، ويحيلها في اسرع وقت ممكن الى مجلس النواب، متضمنة حلولاً متكاملة وليست مجتزأة لكل التحديات التي نواجهها. واؤكد ان هناك حلولاً، فلا يقول احد انه ليست هناك حلول وان هناك حائطاً مسدوداً. لا، هناك حلول عملية وايجابية ايضا يمكن العمل عليها في هذه الموازنة».
واستقبل رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وزير البيئة فادي جريصاتي الذي اطلعه على خطة عمل الوزارة لنشر المحميات بعد اقرار قانون خاص بها في مجلس النواب قبل ايام. كذلك عرض الوزير جريصاتي الخطوط العريضة للمخطط التوجيهي للمقالع والكسارات ورؤية الوزارة في هذا المجال، كما تطرق البحث الى الخطة التي تعدها الوزارة لمسألة النفايات.
وأوضح الوزير جريصاتي أن الرئيس عون يتابع مباشرة كل المواضيع التي تتصل بالبيئة، ولا سيما منها عملية التشجير، وخصوصاً في مرتفعات لبنان لتتكلل بتاج أخضر.
وفي قصر بعبدا، النائب السابق غسان مخيبر الذي عرض مع رئيس الجمهورية شؤوناً وطنية لا سيما منها مكافحة الفساد والوقاية منه وحقوق الإنسان ومسائل في التشريع. كذلك تطرق البحث الى حاجات قضاء المتن ومشاريعه الإنمائية والحيوية.